الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

واقعنا المرير

 

 

 

إن غياب الرؤية هي حالة يصاب بها أغلب الناس، فتختلط الأوراق وتسقط الثوابت، إلى درجة يمكن أن يصل فيها الشعور العام والوعي إلى الحياد مع الخصم، وهذا لعمري هو البلاء الذي عّم بلدانا حتى صار أكثر الناس يرجون التغيير ولكن عن طريق الأعداء. وهذا هو البلاء بعينه، حيث تصبح الفتن هي المسيطرة على المشهد ما بين مؤيد ورافض، وتصبح الهويات الصغيرة بديلا عن الهوية الكبيرة (الإسلام) إلى درجة يتقبل فيها كل طرف أية مساعدة خارجية لنصرته في صراعه، حتى لو كان مصدرها الشيطان نفسه.

 

إن الهزيمة المذلة التي تلقيناها هي قبول ضياع دولتنا؛ عزنا وكرامتنا، واستسلامنا إلى مقررات أعدائنا.

 

أقول: إن الذي يُبصر الطريق فإنه واضح المعالم رغم وعورة مسالكه، وإذا ما أمعنا النظر في حالنا اليوم فسنرى أن كل شيء يدفعنا إلى مزيد من الضياع إن لم نبصر الطريق الصحيح، فبعد غياب الحامي غابت البوصلة فاختلفت الاتجاهات وابتلعت رمال الصحراء معالم الطريق حتى وصلنا إلى سنوات التيه والضياع، ليس هناك أسوأ من المرحلة التي وصلنا إليها.

 

وأكبر هزيمة يمكن أن تتلقاها حين يقودك عدوك ويتحكم بكل مفاصل حياتك!

 

ففي مثل حالتنا اليوم نحن في العراق الذي لا يختلف عن باقي البلاد الإسلامية تحاول هذه المعادلة فرض نفسها بكل الوسائل، ويتجلى ذلك عبر أدوات التواصل المختلفة، وكثير من مروجي الإعلام المضلل ممن ليس لهم دور سوى البحث عن أدوار وهميّة، أو كأدوات مدفوعة من حيث تدري أو لا تدري.

 

إن شعور أغلب الناس بالإحباط لا يبرر الانصياع لهؤلاء الإمعات، وهذا يتطلب عودة الوعي إلى مجتمعاتنا في ظل إرهاصات المرحلة التي تحاصرنا في كل مكان.

 

أقول: إن جراح هذه الأمة لا يمكن لها الشفاء إلا بعودتها إلى الطريق الصحيح، طريق العز الذي انبلج نوره ليضيء لنا مساحات العتمة، ويدلنا إلى واضحات الطريق حتى لا نضيع في زحمة المسارات والدروب، إنه فجر الإسلام.

 

فيا أيها الأمل الذي انتظرناه طويلاً أطل علينا فأنت الدليل والسبيل إلى النجاة، فبعدك عبث بنا الطغاة وتكالبت علينا أراذل الأمم، وبقدومك أيها الفجر ستزول عروش الطغيان، لقد طال انتظارك يا فجر.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع