الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حفظ القرآن وحده في ظل الواقع دون تطبيقه هجر له

 

دعا نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو لدى مخاطبته أهل منطقة الرابطة بمحلية جبل مون عقب التوقيع على اتفاق صُلح أهلي، بالقول "علموا أبناءكم القرآن الكريم واتركوا الفتن والمشاكل، وقفوا مع أهلكم من أجل تطوير المنطقة ومراعاة ظروف الأرامل والأيتام الذين تسببتم أنتم في قتل أهليهم"، وجدد القول بأنهم لم يأتوا إلا من أجل إجراء المصالحات، وبسط هيبة الدولة وتحقيق الأمن للناس!

 

إن المسلمين اليوم في أمسِّ الحاجة إلى تعظيم هذا القرآن، لكن عظمة القرآن وفضله ليس بالدعوة لحفظ حروفه فقط بل القرآن مع السنة هما دستور المسلمين وشريعتهم وصراطهم المستقيم، وهما حبل الله المتين وهدايتُه الدائمة، وموعظته إلى عباده، وهو سبيل عزِّ المسلمين، لكن ليس بحفظ الحروف بل بتطبيق الآيات الكريمة على واقع الأمة المرير حتى تعالجه علاجا ربانيا ناجعا ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.

 

إن الدعوة لحفظ القرآن في ظل النفوذ الغربي الذي يسيطر على البلاد عبر عملائه الحكام الذين يزداد ضعفهم داخلياً بسبب شدة الخيانة والسعي لإرضاء الكفار بتنفيذ مخططاتهم الدنيئة على الأمة وعمق تعاونهم مع الغرب للقضاء على الإسلام بما يسمونه (الحرب على الإرهاب)، كل هذه المخططات هي مشروع الكفار.

 

وإن مشروع الإسلام قد اكتسح المجتمع بشكل شبه كامل، وإن العقبة الوحيدة أمام سيطرة الإسلام وتطبيق القرآن وأحكامه تتمثل في الحكومات العميلة للغرب، فقد خلت الساحة الفكرية من أي مشروع غير مشروع الإسلام في البلاد الإسلامية برمتها، فانتهى اليسار، وانتهت الأحزاب الشيوعية، وفشلت الرأسمالية، وتمترست باقي القوى الحزبية خلف الحاكم العميل دونما رصيد لها في الأمة. وعلى الرغم من أن الغرب قد أبدع في تحصين أنظمة الحكم رغم اهترائها، ونجح في منع اتصال العسكريين المخلصين بالأحزاب الحاملة لمشروع القرآن، حتى لكأن أفراد الجيش المالكين زمامَ القوة يعيشون في عصر آخر، ولا يعلمون ما يدور حولهم من أحداث، لأن المخطط يقضي بفصلهم عن الأمة، فأصبح دخول جريدة ولو رسمية إلى ثكنة الجيش عملاً يحاسب عليه القانون العسكري بصرامة شديدة، ودخل الجيش في حروب عبثية بالوكالة عن الاستعمار في صراع دولي تحت إيهامه بأن الكعبة مهددة! كل ذلك زبدٌ سيذهب جفاءً ويبقى مشروع القرآن هو مشروع الأمة الإسلامية المنقذ لها من براثن الكفار وعملائهم.

 

لقد رفع القرآن أمة الإسلام عندما طبقت أحكامه في دولة فتحول مجتمع الجاهلية إلى خير أمة أخرجت للناس، فقد أخرجهم القرآن الكريم من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الجهل إلى العلم، ومن الضيق إلى السَّعة، وساروا على ذلك بتطبيق آيات القرآن الكريم 13 قرناً كنا فيها ملء الدنيا سادة وقادة، أما اليوم والقرآن محجوز في الخلاوي ودور التحفيظ فقد أصبحنا أمة ضائعة نتقاتل لأتفه الأسباب؛ وذلك لأن من يقول احفظوا القرآن ويمنح الحفظة الجوائز لا يسمح بتطبيق القرآن ويبعده عن سدة الحكم عمدا هاجرا للقرآن! يقول ابن القيم رحمه الله في كتاب زاد المعاد عن أنواع هجر القرآن: "هجر الْعَمَل بِهِ وَالْوُقُوف عِنْد حَلَاله وَحَرَامه وَإِن قَرَأَهُ وآمن بِهِ".

 

أيضا من أنواع هجر القرآن الكريم هجر تحكيمه والتحاكم إِلَيْهِ فِي أصُول الدّين وفروعه، قال تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾، وإننا يقينا نعلم أن مشروع القرآن يحتاج إلى أولي القوة والنصرة لدين الله ليجعلوه دستورا لأمة الإسلام، وها هو حزب التحرير يضع بين يدي الأمة دستورا شاملا للحياة يحتاج لرجال أمثال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير رضي الله عنهما، وغيرهما ممن بايعوا على تطبيق القرآن وفدوه بأنفسهم.

 

"المادة 1 - العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يُسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية". وهناك مواد لأنظمة الحياة جميعها؛ النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والتعليم والسياسة الداخلية والخارجية وغيرها...

 

ومشروع دستور دولة الخلافة يضعه حزب التحرير بين أيدي المسلمين داعيا إياهم لتدبره وتبنيه والعمل معه لإعادة الحكم بما أنزل الله، ليتصوروا واقع الدولة الإسلامية، وشكلها وأنظمتها، وما ستقوم بتطبيقه من أنظمة الإسلام وأحكامه. وهذا الدستور هو دستور إسلامي، منبثق من العقيدة الإسلامية، ومأخوذ من الأحكام الشرعية، بناء على قوة الدليل.

 

وقد اعتُمِدَ في أخذه على كتاب الله، وسنة رسوله، وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس. وهو دستور إسلامي ليس غير، وليس فيه شيء غير إسلامي، وهـو دسـتـور ليس مختصاً بقطر معين، أو بلد معين، بل هو لدولة الخلافة في البلاد الإسلامية، بل في العالم أجمع، باعتبار أن دولة الخلافة ستحمل الإسلام رسالة نور وهـدايـة إلى العالم أجمع، وتعمل على رعاية شؤونه، وضمه إلى كنفها، وتطبيق أحكام الإسلام عليه.

 

وإن حزب التحرير يقدّم هذا المشروع إلى المسلمين، ويسأل الله أن يكرمهم، وأن يعجّل بتحقيق غاية مسعى المؤمنين في إقامة الخلافة الراشدة، وإعادة الحكم بما أنزل الله، ليوضع هذا المشروع دستوراً لدولة الخلافة.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع