الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

السبيل الوحيد لوقف الإساءات المتكررة للنبي ﷺ هو إقامة الخلافة

 

 

اجتاحت حالة من الغضب مواقع التواصل في الهند وخارجها، بعد إساءة المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي للنبي ﷺ، ونشر المسؤول الهندي على حسابه بموقع تويتر تغريدة مثيرة للجدل بشأن زواج النبي ﷺ من السيدة عائشة، ما أثار غضبا وانتقادات واسعة بين رواد مواقع التواصل خاصة في الدول العربية. وانتقد نشطاء تصاعد حالة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في الهند، مؤكدين أن سياسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي هي عنصرية ضد المسلمين.

 

وتصدر هاشتاج (#إلا_رسول_الله_يا_مودي) منصات التواصل الإلكتروني، حيث رفض كثيرون الهجوم الواضح على النبي ﷺ. فقالت الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام في تغريدة على حسابها بموقع تويتر "المتحدث باسم الحزب الحاكم في الهند بهاراتيا جاناتا يسب رسول الله ﷺ فهل من رادع له؟"، داعية المسلمين إلى "التدوين عبر هاشتاج إلا رسول الله يا مودي". واستنكرت بعض الدول هذه الإساءة لجناب النبي ﷺ، حيث خرج عشرات الآلاف في الهند منددين ومستنكرين.

 

هذه ليست أول مرة يساء فيها لجناب النبي عليه ﷺ بل تكررت مرات ومرات ولن تكون الأخيرة في ظل هذا الواقع، فقد قامت صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية في 30 أيلول/سبتمبر 2005، بنشرت 12 صورة كاريكاتورية تسيء للرسول ﷺ، وبعد أقل من أسبوعين وفي 10 كانون الثاني/يناير 2006 قامت الصحيفة النرويجية Magazinet والصحيفة الألمانية دي فيلت والصحيفة الفرنسية France Soir وصحف أخرى في أوروبا بإعادة نشر تلك الصور الكاريكاتورية.

 

وبالإضافة إلى ما قامت به مجلة شارلي إيبدو الأسبوعية الفرنسية، فقد قامت الكثير من وسائل الإعلام الأوروبية آنذاك بإعادة طباعة ما كان قد نشر سابقاً من رسوم كاريكاتورية عن النبي ﷺ، ثم إن الكفار قد ذهبوا إلى أبعد من ذلك؛ ففي 2015/1/14م صدر عدد جديد من المجلة يحوي رسوماً كاريكاتورية جديدة، وطبع منها مليون نسخة بدل 60 ألف نسخة كما هو معتاد، ثم زادوا عدد الطبعة ليصل إلى 3 مليون نسخة، ثم صاروا يريدون رفع عدد النسخ لتصل إلى خمسة بل إلى سبعة ملايين نسخة. وهذا أمر غير معتاد في تاريخ الجرائد والمجلات الفرنسية كلها، وهو دليل صارخ على كُره الغرب للإسلام. فلم يعد عندهم أي احترام للمسلمين، وهم يسخرون من حبيبنا ورسولنا ﷺ.

 

لو نظرنا في سيرة الرسول ﷺ، وسيرة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وفي تاريخ الدولة الإسلامية، منذ بدايتها وحتى تاريخ هدمها، فسيتضح لنا تماماً أن الإسلام قد وضع حلاً ناجعا لهذه المشكلة، حيث واجه المسلمون حالات مماثلة مرات عديدة. لقد حافظ الإسلام على العقيدة بأحكام كثيرة، وقد منعت هذه الأحكام بفاعلية محاولات النيل من الإسلام أو المساس بمقدسات المسلمين على مر القرون، ليس فقط داخل حدود الدولة الإسلامية بل أيضا على أراضي الدول الأخرى.

 

ويكفي أن نذكر ما جرى عام 1890م حين قام الكاتب الفرنسي مارك دي باريس بكتابة سيناريو لمسرحية تعرض على خشبة مسرح كوميديا فرانسيس، وفيها إساءة لرسول الله ﷺ، فقام حينها الخليفة عبد الحميد بإرسال رسالة إلى فرنسا يمنعها فيها من عرض تلك المسرحية، فأطاعت فرنسا أمره ومنعتها، وأرسلت للسلطان الرسالة التالية: "نحن متأكدون بأن الموقف الذي اتخذناه تجاه أمر السلطان سيعزز العلاقة التي بيننا".

 

ثم قام الكاتب الفرنسي بعدها بمحاولة عرض مسرحيته في بريطانيا، وبدأ التحضير للعرض في أحد المسارح الإنجليزية المشهورة، فما كان من السلطان إلا أن أرسل رسالة أخرى يطلب فيها منع عرض المسرحية، فمنع عرض المسرحية في بريطانيا، واعتذرت بريطانيا عن سكوتها عن محاولة الكاتب عرض مسرحيته فيها. ولا بد هنا من التأكيد على أن هذا الأمر حصل حين كانت الإمبراطورية البريطانية تحتل مركز الدولة الأولى في العالم، كما هي أمريكا اليوم، وفرنسا أيضا كانت من الدول الكبرى وقتها، ومع ذلك فإن الخلافة العثمانية لم تسمح لهما بالإساءة للرسول ﷺ، وكان الغرب يتصور تماماً مدى ما يحمل المسلمون من حبٍّ لرسولهم ولدينهم وأنهم جاهزون للذود عنهما والحفاظ على قيمهم مهما كلفهم الأمر.

 

وهكذا، فإن الدولة هي التي تحمي العقيدة، وتمنع المساس بشرف الرسول الكريم ﷺ.

 

أما بالنسبة للمسيرات والمظاهرات التي ينظمها المسلمون للرد على الإساءة للرسول ﷺ، فإنها وإن كانت تعبر عن غضبهم على المسيئين لرسول الله ﷺ، إلا أنها لا تنتج أثراً مباشراً في وقف هذه الإساءات، وعليه فلا يجوز أن يقتصر الرد على إساءات الغرب المتكررة إلى الرسول ﷺ بالتنفيس عن المشاعر ومن ثم السكوت والرضا، بل إن الرد الحقيقي على تصرفات الكفار إنما يكون بمسارعة الأمة جمعاء إلى العمل لإقامة دولة الخلافة.

 

لذلك لا بد أن يفهم الجميع أن الرسوم المسيئة للنبي ﷺ، والإساءات المتكررة للعقيدة الإسلامية ستتوقف فقط عندما تقام دولة الخلافة. وبهذا، يتبين أن الطريق الوحيد لمنع الإساءة إلى رسول الله ﷺ، هو العمل لإقامة الخلافة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع