- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عصر العار
أكرم المخلوقات في الوجود هو الإنسان، كل شيء في العالم خُلق لهذا الإنسان، فعليه فقط أن يعرف مكانه. الأشجار التي تتغذى على التربة السوداء وتعطي ثماراً حلوة والشمّام والبطيخ الحلو للغاية والمياه النقية والصافية التي تنبع من الجبال والهواء النقي والنباتات العطرية... باختصار كل الثروات فوق الأرض وتحت الأرض والمواشي والطيور التابعة، كل هذا للإنسان. حتى القمر والنجوم في السماء والشمس التي تشع الدفء والنور تخدم الإنسان ولا ترفض الخدمة أبداً. كلهم مأمورون بخدمة الإنسان ولا يعصون. في هذا الصدد لم تكن هناك مشاكل للإنسان، لكن المشكلة برمتها يوجدها الإنسان نفسه. فالاعتداء على الأرواح والممتلكات والافتراء والكذب والتعذيب والقتل، كل هذا يصيب الإنسان من نوعه ولا داعي اليوم لشرح ذلك. لا يعرف معظم الناس اليوم عن أعظم تاريخ للبشرية فمنذ قرن مضى تم إبعادهم عن الذكريات والدراسة والمعرفة عن تلك الحقبة السعيدة التي استمرت لمدة ثلاثة عشر قرنا طويلا. وعلى الرغم من حقيقة أن خطوط تلك القرون التي حماها القانون القوي بغض النظر عن دين أو جنس ولغة الناس تم تلوينها باللون الأسود من طرف الأشرار اليوم: الغرب الكافر وعملائه من الحكام الدمى الخونة، وفي الواقع لم يستطع أسلاف هؤلاء الجهلة إنكار تمتعهم بمتعة قرون الخير تلك؛ لأنهم لا يستطيعون أبداً إنكار عهد البر في التاريخ الذي تم إخفاؤه عن الإنسانية. ولكنهم لم يمتنعوا ولم يستحيوا من تقديم الأمة العزيزة التي نشرت ذلك التاريخ السعيد في العالم لأطفال اليوم بأنها أمة تخلف وجهل!! ولكن داخلياً أدركوا أن العالم بحاجة إلى نظام جديد ومبدأ جديد، أيديولوجية جديدة. ولكنهم وقعوا ضحايا لغطرستهم وكبرهم مثل الفرعون الذي اضطهد موسى عليه السلام. ورذائل "المدافع عن العدالة" أمريكا، والتعطش للدماء وعار وعنف روسيا وخبث الصين وأكلها لحوم البشر وغطرسة اليهود وعار أوروبا الذي وصلته، كل هذا يتحدث بصمت عن فجور الرأسمالية والديمقراطية. ومع ذلك فهم في حالة بائسة مثل فرعون الذي لم يرجع إلى الوراء رغم أنه شعر أنه سيغرق في البحر المتصدع وهو يطارد موسى! وهذا يمكن رؤيته من أي شخص يلقي نظرة على العالم.
حتى لا تكون كلماتنا فارغة دعونا نتذكر قليلاً من تلك القرون الثلاثة عشر السعيدة للبشرية وواقع اليوم وعندئذ ربما سنكون قادرين على أن نرى الفرق بين أمجد عهد هذا الإنسان المكرم وأكثر عهده ذلا وعارا:
علي رضي الله عنه خليفة الدولة الإسلامية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم بسرعة كان قائد دولة أكبر من الدول الرائدة اليوم. وهو ذات يوم رأى درعه المفقود في يد يهودي. ولما تجادلا ذهبا إلى القاضي بناء على طلب اليهودي. وبعد سماع أقوال الطرفين قال القاضي لعلي: "أحضر شاهدين يثبتان أن هذا الدرع لك". فقال علي رضىي الله عنه إن أحد شاهديه هو الصانع الذي صنع هذا الدرع والآخر ابنه الحسين. ولكن ذكرّه القاضي بأن شهادة الابن للأب لن تمر. فقال علي رضي الله عنه: "ألا يصلح الرجل الذي بُشّر به بأنه سيكون في الآخرة سيد المؤمنين لأن يكون شاهدا؟". فقال القاضي: إنه يصلح لأن يكون سيدا في الآخرة ولكن اليوم هو لا يصلح لأن يكون شاهدا، وحكم ببقاء الدرع مع اليهودي.
هذه هي القصة الشهيرة حيث تم حل الخلاف بين خليفة جميع المسلمين واليهودي الكافر من قبل قاضي الدولة الإسلامية...
والآن دعونا نلقي نظرة على حدث في أوزبيكستان خلال "ذروة" قرننا الذي يتطور ويبلغ ذروة التقدم. هذا الحدث الذي لم يحدث بين حاكم أوزبيكستان الذي لا يمل من تكرار أنه مسلم وبين شخص عادي ولكن هذا الحدث وقع لمسلم سُجن لقوله بضع كلمات لمن وقف على منبر مسجد. ودون حضوره كتبوا قرار اتهام ورأي خبير. وبعد ذلك تمت إدانته وحكم عليه القاضي بالسجن. كما تعلمون حتى لو لم أكتب عن معاقبة العجوز التي قامت بتدريس القرآن وعن الشباب الذين يتم حلق لحاهم بالقوة وعن فتيات المدارس اللاتي ينزعون حجابهن بالقوة وعن مسؤول يحصل على الأموال من العمال الذين يكنسون الشارع ويجرفون الثلج في روسيا فيحصلون على الأموال فيأخذ هذا المسؤول منهم الأموال لترخيص العمل!! كما قلت أعلاه قمنا فقط بالنظر في كرامة الإنسان في العهدين باختصار.
إذن، كيف يعترضون على رجال اليوم الطيبين الذين يدعون إلى العودة إلى ذلك العهد الذي كانت كرامة وشرف كل إنسان محفوظة فيه بحزم؟ فيزعمون أننا إذا عدنا إلى الخلافة فإن أكثر من نصف البشرية ستقطع أيديهم!! ألا يعني ذلك الاعتراف بأن "عدالتنا قد ربّت أكثر من نصف الناس على أنهم لصوص"؟! ويُزعم أن ثمانين بالمائة من النساء ينبغي أن يُرجمن بالحجارة!! وماذا يريدون أن يقولوا؟ هل يريدون أن يقولوا: إنه إذا اتضح أن النائبة في هذا المجتمع عاهرة فلا داعي للحديث عن نساء أخريات؟! إن الحديث عن الفساد والجشع والرياء والتمويه والخيانة والمديح والنفاق التي أصبحت شائعة في هذا المجتمع مضيعة للوقت والكلمات.
أيها المسلمون: العاهرات واللصوص والكذابون بينكم هم الثمار الكريهة والمُرّة للنظام المخزي الذي تدعمونه أنتم أيها الشعب الكريم. جرائم اليوم هي عمل اليوم. غدا عندما يعود ذلك الخير الذي امتد ثلاثة عشر قرنا الذي وعد به الله وبشر به رسوله ﷺ سيعود شرف كل إنسان. الجرائم التي ارتكبت في نظام اليوم المخزي سيشمئز الخليفة العادل غداً حتى من التحقيق فيها. باستثناء أولئك الذين يحاربون عودة الإسلام إلى الحياة والذين أصبحوا آباء جهل اليوم فإنهم سيعاقبون بلا شك. هذا هو السبب في أنهم يخدعونكم بالقوة أيها الناس البسطاء. فالدولة الإسلامية التي ندعو نحن في حزب التحرير لها خطر فقط على هؤلاء الحكام الفاسدين والمسؤولين الفاسدين والمهرجين المدّاحين! ولكم أيها الناس الأعزاء هذه الدولة ضمانة لشرفكم. إن عصر العار يقضي أيامه الأخيرة. هذا الظلام ضعيف ومحكوم عليه حتى بالانسحاب من ضوء الشمع. وكل حامل دعوة مثل الشمعة التي تخيف هذا الظلام. لهذا يخشى الظالمون أن تتحول شموعكم إلى مشاعل.
وغدا إذا أشرق فجر النصرة الموعود بإذن الله فإن هذا الظلام محكوم عليه بالغرق في أعماق الأرض.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زين الدين – أوزبيكستان