السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

صراع العملاء في اليمن يحتدم للسيطرة على محافظة مأرب بين مدافع ومهاجم

 

تشتد المعارك في محافظة مأرب في اليمن بين الحوثيين العازمين بقوة على السيطرة عليها وبين قوات هادي المستميتة في الدفاع عنها، ففي الآونة الأخيرة زادت المعارك ضراوة حيث وصف أحمد الحاج مراسل أسوشيتد برس على صفحته في تويتر المعارك الطاحنة في مديرية الجوبة "معارك جنوب مأرب، الجارية الآن هي الأعنف والأدمى، منذ الفترة الماضية ولا يوجد لها وصف كما أبلغني صديق من هناك وقال هي معارك لا تشبه إلا نفسها. تبدأ بالكلاشنكوف وحتى الصواريخ الباليستية،...". تدور هذه المعارك وسط تقدم كبير للحوثيين، في المقابل تقف قوات هادي موقف المدافع وقد خسرت كثيراً من المواقع والمساحات، وتتساقط الأشلاء وتسيل الدماء من كلا الطرفين، فالحوثيون يسعون بكل قوة للسيطرة عليها وقوات هادي وبالذات حزب الإصلاح يستميتون في الدفاع عنها لأهميتها كونها تمثل آخر محافظة ضمن اليمن الشمالي سابقاً وبالتالي تمثل رمزاً لبقاء اليمن موحداً - مع أنه عملياً ممزق كل ممزق -، وكونها تحوي ثروة نفطية وغازية.

 

وقد سيطر الحوثيون على العديد من المديريات في مأرب وهم يقتربون من مركز المحافظة، وفي الآونة الأخيرة خلال أيلول/سبتمبر 2021م سيطر بسرعة خاطفة على مديريتين في مأرب وهما حريب والجوبة التي لم يبق منها إلا القليل، وتفرض قوات الحوثي حالياً حصاراً خانقا على مديرية العبدية، وسقطت ثلاث مديريات في محافظة شبوة المتاخمة لمأرب وهي محافظة نفطية والمديريات هي بيحان وعين وعسيلان.

 

والمتابع لسير المعارك بين العملاء يتضح له من خلال المتابعة أن قوات الحوثي تعتمد بشكل أساسي على:

 

أولاً: الدفع بأكبر قدر من المقاتلين المغرر بهم في أرض المعركة وشحنهم طائفياً وإذكاء الرابطة الوطنية فيما بينهم خصوصاً مع تدخل قوات التحالف ظاهريا ووقوفها في صف قوات هادي وأشياعه، وصنف آخر من المقاتلين تغريهم بالمال والمناصب في الدولة

 

ثانيا: تعتمد على المال في شراء الولاءات من الطرف الآخر وخصوصا مشايخ القبائل وأغلبهم فاسدون يدفع لهم الأموال لغرض جلبهم إلى صفه أو بقائهم على الأقل محايدين، ومما ساعدهم على هذا أن قوات هادي والتحالف لا تمثل السند القوي للمشايخ بل تتركهم يلاقون مصيرهم، وقد شاهدوا كثيرا من المشايخ الذين وقفوا ضد الحوثي ثم ما لبث الحوثي أن سحقهم وآخرهم مشايخ حجور في محافظة حجة، وفي الحالة الثانية وهي وقوف المشايخ مع قوات الحوثي فلا بد أن يسحقهم لأن من أهم الأدوار التي ينفذها الحوثيون هي القضاء على المشايخ وبالذات مشيخة حاشد وبكيل لأنها تمثل درعاً للإنجليز للأسف بدلاً من أن يكونوا درعا للإسلام.

 

أما الطرف الآخر وهم قوات هادي ومنهم حزب الإصلاح ومؤتمر الخارج وأيضا أشياع الإمارات المجلس الانتقالي في الجنوب، وحراس الجمهورية وألوية العمالة كما يطلقون على أنفسهم بقيادة طارق محمد عبد الله صالح ابن أخ الرئيس السابق الهالك علي صالح. وهي القوات الرابضة في الساحل الغربي، كل هذه القوات متشاكسة فيما بينها بسبب الأدوار التي رسمتها لها سيدتهم بريطانيا وبالذات بين أتباع هادي والمجلس الانتقالي حيث يجب أن يبقوا متشاكسين حسب الخطة، أما قيادات حزب الإصلاح ومؤتمر الخارج فنهب المال والحصول على أكبر قدر منه هو ديدنهم فظهر التنافر على مستوى القيادات التي تقاتل في الجبهة نفسها.

 

وننقل لكم جزءاً من هذا حيث ذكر موقع الخط الساخن: ".. واتهم اللواء مفرح بحيبح وهو قائد حور بيحان وشيخ قبلي معروف علي محسن الأحمر نائب الرئيس هادي بالخيانة واضعا عدة شروط للتصالح معه أبرزها تصحيح الوضع وصرف مستحقات الجرحى والقتلى في صفوف قواته،... وبحيبح ثاني ذراع لعلي محسن ينقلب عليه ويعترف بخيانته بعد القيادي البارز في حزب الإصلاح وقائد ما تسمى بـ"المقاومة في الجوف" الحسن أبكر والذي ظهر على قناة المهرية التابعة للإصلاح يصف محسن بالمشعوذ والجشع وتغليب مصالحه الشخصية على حساب الآخرين"، وظهر التراشق بين قيادات قوات هادي بالخيانة وخصوصاً بعد سقوط ثلاث مديريات في شبوة ومديريتين في مأرب، حيث ذكر موقع التغيير برس "أن سبب سقوط بيحان كان بسبب نقل اللواء 26 الذي يقوده قائد محور بيحان مفرح بحيبح إلى جبهات مأرب الجنوبية للدفاع عنها، واللواء 19 مشاة الذي كان يقوده العميد صالح الكليبي والذي كان له دور كبير في تحرير بيحان سابقاً، صدر قرار جمهوري بإقالته وتعيين عبد الله الفرجي قائداً للواء بدلاً عنه، رغم أن الكليبي كان يشهد له بالكفاءة العسكرية وله بطولات كثيرة، وحسب المصدر كان الكليبي قد حشد للدفاع عن بيحان لكن صدور قرار إقالته وتعيين عبد الله الفرجي بدلاً عنه مكن الحوثيين من الدخول لشبوة كون الفرجي المعروف باسم أبو منير شيخ قبلي لا يمتلك أي خبرة عسكرية. وسقطت مواقع البيضاء على حدود بيحان والتي كان مكلفاً بتأمينها وسقطت بيحان والعين، ووفقاً للمصدر، فإن صالح الكليبي ومفرح بحيبح لو كانوا في شبوة لما سقط موقع واحد ولكن نقل لواء مفرح بحيبح وإقالة صالح الكليبي وتعيين فاسد عديم الخبرة بدلاً عنه كان أكبر انتصار للحوثيين، منوهاً أن القرار الجمهوري بإقالة صالح الكليبي وتعيين عبد الله الفرجي بدلاً عنه بمثابة توجيهات لتسليم شبوة للحوثيين".

 

وأيضاً بعد الانتكاسات الأخيرة في مأرب صدر قرار بإقالة اللواء مفرح بحيبح والذي يقود المعارك الجوية في مأرب وتعيين ذياب القبلي بدلا عنه، بعد الانتكاسات الأخيرة.

 

ومن الجدير ذكره هو أن مملكة آل سعود حسب الدور المرسوم لها من أمريكا تفكك جبهة عملاء الإنجليز من الداخل إما بوقف الإمداد بالسلاح أو وقف مرتبات المقاتلين، أو فرض قيادات في الجيش وضرب أي تقدم لعملاء الإنجليز هادي وشيعته، وقد حصل هذا مراراً وتكراراً، وقد صرح بهذا الأمر كثير من القيادات في قوات هادي ونقله كثير من المغرر بهم في المعارك، وهذا ما جعل كفة الحوثيين ترجح في كثير من المعارك.

 

والخلاصة: إن الطرفين مستميتان على مأرب وسوف تنتهي المعركة بسيطرة أحد الأطراف إن لم يسبق المبعوث الأممي الجديد هانز غروندبرغ بحل والذي يقوم بعمل لقاءات تشاورية بشكل سريع وملفت مع جميع الأطراف حيث جلس في الرياض مع ما يسمى بقيادات الشرعية وزار عدن ولم يستثن أي أحد؛ فقد جلس مع معظم المكونات الفاعلة ومنهم المجلس الانتقالي ومؤتمر حضرموت الجامع، وسوف يلحقها بزيارة لصنعاء لمقابلة قيادات الحوثي، ولم يذكر المبعوث الأممي المرجعيات الثلاث للحل وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار، والقرار الأممي 2216 وهذا يعني تقريب الحوثي لقبول الحل كون هذه المرجعيات تشكل عقبة أمام الحوثيين في قبول أي حل، وفي الوقت نفسه تحرك المبعوثي الأمريكي ليندركينغ حيث وصل للأردن في بداية جولة جديدة من المفاوضات.

 

وما يهمنا التنبيه له هو أن هذه الحرب الطاحنة والتي تحصد الكثير من أرواح المقاتلين من الطرفين هل تستحق أن تسال لأجلها الدماء؛ من طرف الحوثيين الذين يسوقون المغرر بهم سوقا إلى جبهة مأرب، والطرف الآخر الذي يحشد أبناء القبائل وبالذات من أهل مأرب للدفاع على أرضهم والجمهورية المزعومة كما يقولون؟! وإذا سقطت منطقة بيد الحوثيين تهرب القيادات ويبقى أهل مأرب يلاقون الويلات من المشرفين الأمنيين التابعين لقوات الحوثي، والمفارقة العجيبة أن قيادات الطرفين إما في فلل صنعاء وصعدة وبعضها في الضاحية الجنوبية في لبنان وفي إيران وسلطنة عمان تتابع المشهد وتنتظر الغنيمة وأشلاء المغرر بهم تتطاير وتتناثر في الطرقات، وأما قيادات قوات هادي فهي في فنادق الرياض والإمارات وتركيا والقاهرة والأردن بعضها استقر وبدأ يمارس التجارة هناك بمال هذا الشعب المكلوم وبعضها ينتظر حسم المعركة ليحدد موقفه ويشارك في الحكومة القادمة إذا حصل اتفاق.

 

والذي يجب على أهل اليمن وبالذات المقاتلين في الطرفين أن يقفوا عنده مليا، فهو أن المشاريع التي تحملها قيادات الصراع كلها مشاريع علمانية لا تمت إلى دينهم؛ إسلامهم، بصلة بل تنتظر التوجيهات والحلول من خارج الإسلام، تحت مظلة الأمم المتحدة وبالذات من الدول الإقليمية إيران والسعودية والإمارات ومن فوقهم أمريكا وبريطانيا، فهذا كفيل لكل من يقاتل أن يتوقف، وإن لم يردعه هذا الأمر فالموت أمامه وحوله في المعركة وما بعد الموت إلا لقاء الله سبحانه فيجازيه على عمله في الدنيا، فليعقل الإنسان قبل فوات الأوان.

 

إن هذه الحرب سحقت الأبرياء وجعلت كل الناس تعاني من ويلاتها، وإن الحل الجذري هو بوقفها والالتفاف حول الإسلام وأحكامه وجعلها هي الحكم والفصل وذلك بنصرة العاملين لهذا الدين لإقامة دولة الإسلام التي تطبقه في الداخل وتحمله للناس في الخارج رسالة هدى ونور، وإن حزب التحرير يحمل هذا المشروع المستمد من شرع الله، وهذا الأمر ليس تحليقا في الخيال بل هو موجود في الواقع، فالحزب بينكم ومعكم يدعوكم لنصرته، فندعو الرجال الرجال أن يقفوا وقفة قوية وأن يلتفوا حول حملة الدعوة العاملين لإقامة دولة الإسلام التي وعدنا الله سبحانه بها ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وبشرنا نبينا محمد ﷺ بها، روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ سَكَتَ».

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الهادي حيدر – ولاية اليمن

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع