- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أطراف الصراع في اليمن يتنافسون على تدمير أهله وخدمة أعدائه
طوال 7 سنوات من الحرب العبثية التي انطلقت في 2015/3/26م لخدمة الكفار المستعمرين زادت معاناة أهل اليمن أضعافاً مضاعفة وذاقوا صنوف المهانة والذل والعوز على أيدي أطراف الصراع المحليين.
وفي الآونة الأخيرة أوصلوا أهل اليمن إلى حالة معيشية صعبة ومزرية؛ فهم لم يكتفوا بمنع صرف الرواتب لكثير من موظفي الدولة بل تعدى ذلك إلى أخذ أموالهم بغير حق، وبدلا من أن يرعوا شؤون الناس أرادوا من الناس أن يرعوا شؤون مسؤوليهم المتنفذين المجرمين! فحكومة هادي رفعت سعر الدولار الجمركي بنسبة 100%، حيث كانت تحسب سعر الدولار الجمركي (أي جمارك البضائع المستوردة) بقيمة من 250 ريالاً للدولار الواحد ثم أقرت في 2021/7/27م رفعه إلى 500 ريال للدولار الواحد، وللعلم فإن سعر الدولار مقابل الريال في محلات الصرافة وتعاملات الناس في مناطق سيطرة الحوثيين يعادل 600 ريال، وفي مناطق سيطرة قوات هادي والمجلس الانتقالي وصل إلى 1060 ريالاً للدولار الواحد!
وتشترك حكومة الحوثي أيضا في أخذ جمارك إضافية على البضائع التي تدخل مناطق سيطرتها، حيث يدفع الناس جمارك وضرائب في المنافذ التي تسيطر عليها حكومة هادي، ثم يدفعون ضرائب وجمارك على البضائع نفسها عندما تدخل مناطق سيطرة الحوثيين كون المنافذ الدولية كلها تحت سيطرة حكومة هادي عدا ميناء الحديدة ومطار صنعاء الواقعين تحت سيطرة الحوثيين اللذين تدخل عبرهما المساعدات من المنظمات الدولية أو المشتقات النفطية، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أضعافا مضاعفة، فتثقل كاهل الناس وتمتلئ بها جيوب المسؤولين.
أما الخدمات فقد انعدمت؛ فهي على رداءتها التي كانت عليها في ظل نظام الهالك علي صالح الذي أكل الأخضر واليابس هو وزمرته المجرمة، فإنها اليوم قد انعدمت تماما؛ فلا تعليم حكومي ولا كهرباء ولا طرقات ولا مياه ولا أمن... والمضحك المبكي أن المراكز التي تستقبل شكاوى الناس والتي أسسها الحوثيون في مناطق سيطرتهم لغرض تبييض وجوههم كالحة السواد أمام الناس، لا تتحرك إلا بعد أن تحصل على مال من صاحب الشكوى! وهذا ما يزيدهم سوادا فوق سوادهم؛ ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾.
أما أعمال المجلس الانتقالي فتفوح منها رائحة العصبية النتنة؛ فقد أوغلوا في ظلم الأبرياء.
وثالثة الأثافي جماعة علي محسن الأحمر في مأرب وتعز؛ ففي مأرب يتنعمون بخيراتها النفطية حيث لا يهمهم إلا المحافظة على أموالهم بينما النازحون فيها يعانون أشد المعاناة. أما مدينة تعز في وسط اليمن الواقعة تحت سيطرتهم فقد عاثوا فيها فسادا وإفسادا ورجزا وجورا؛ فقد نهبوا أراضي الناس وقتلوا الأبرياء وانتهكوا الحرمات بلا رادع يردعهم...
هذا هو حال أهل اليمن الذي أوصلتهم إليه أطراف الصراع، فمن لم يمت معهم في جبهات القتال خدمة لمشاريع الكفار المستعمرين، أماتوه جوعا في منزله انتقاماً منه! فإلى متى سيخضع أهل اليمن لهؤلاء الطواغيت؟! وماذا سيدفع أهل اليمن ثمن سكوتهم على عصابات العمالة والإجرام؟!
يا أهل اليمن! إن خضوعكم وسكوتكم على الظالمين يزيد من معاناتكم فلا تظنوا أن السكوت ينجيكم من بطش المجرمين، بل إن ذلك يعطيهم ضوءاً أخضر في التمادي في ظلمكم وفرض الحصار عليكم واستعبادكم وإذلالكم وسلب كرامتكم ونهب ثرواتكم.
والغريب في الأمر أن كل حكومة تأتي هي أظلم وأفجر من سابقتها، فلم يتعظوا لما حصل للذين من قبلهم! فنرى الحوثيين والمجلس الانتقالي وأوباش علي محسن الأحمر يمارسون الظلم والفجور والسلب والنهب ولم يتعظوا لما حصل للهالك علي صالح وعصابته المجرمة!
يا أهل اليمن! إن الذي يحدث لكم على يد حكامكم هو منكر من أشد المنكرات، والنهي عن المنكر فرض وواجب، أفلا تنهون عن المنكر؟! فوالله لن ينقص في عمر أحدكم شيئاً.
إن حزب التحرير حذركم وما زال يحذركم من الانجرار خلف العملاء ومشاريعهم، وهو يحمل لكم مشروع دستور دولة الخلافة، المشروع المنقذ لكم ولأمتكم، إننا نعيش ما تعيشون ونعاني مما تعانون ونشعر بما تشعرون، فنحن منكم وبينكم نتبنى مصالحكم، لم ولن نسكت. أفلا تمدون أيديكم لنصرتنا لنرفع الظلم عنكم وعن أمة الإسلام بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فتسعد الأمة الإسلامية ويعود اليمن كما كان سعيداً في ظل حكم الإسلام؟! ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. أحمد كباس – ولاية اليمن