الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كرامة المرأة في الإسلام ومهانتها في أنظمة الكفر

 

 

في هذا اليوم المشؤوم الذي رفع فيه الغرب الكافر شعار يوم المرأة العالمي، وتصدر للدفاع عن حقوق المرأة منذ نشأة الديمقراطية التي تطلق العنان للغرائز الإنسانية. قام الغرب الكافر منذ ذلك اليوم فأسس المنظمات والهيئات الدولية وسن لها التشريعات لصياغة طريقة عيش المرأة صياغة جديدة تفقدها حقوقها وكرامتها وأنوثتها وما تبقى لديها من عفة وطهارة؛ خدمة لحضارته الرأسمالية التي قامت على مجرد المنفعة والمصلحة ونبذ كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية إلا القيمة المادية... منذ ذلك اليوم لم تجد المرأة في الغرب وفي البلاد التي تبعته على ذلك إلا ما أشقاها وشرعن فجورها ومنعها هداها... فلم تعد المرأة في هذه الأنظمة الرأسمالية إلا مجرد سلعة عارية مبتذلة تجنى الأرباح باستباحتها وتعمَّر بيوت الخنا على حساب كرامتها وعرضها!!

 

والحياة الاجتماعية في الغرب خير شاهد ودليل على تعاسة حياة المرأة وبؤسها مما جعل نساء الغرب يصرخن ويشكون شقاءهن ولا مجيب لهن. وقد شهد على شكوى المرأة من جحيم الحياة الديمقراطية كثير من اللقاءات والمقالات ومراكز الدراسات التي عنيت بدراسة الحياة الاجتماعية في الغرب والشرق، فأظهرت تلك الدراسات أمورا فظيعة وأرقاما مفزعة في مجال الانحلال الأخلاقي وجرائم الاغتصاب وحالات التحرش والتفسخ الأسري والأطفال اللقطاء المشردين بلا مأوى وبلا حضانة ولا رعاية أب...

 

كيف لا يكون ذلك وأشد منه والبشرية ترزح تحت أنظمة رأسمالية مستبدة معرِضة عن هدى الله تعالى وشريعته، فأهلكت الحرث والنسل وأتخمت البر والبحر بالفساد؟!

 

يقول الله تعالى مخاطبا آدم وحواء وذريتهما إلى يوم القيامة: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. [طه: 123-124]

 

إن الله تعالى خلق الإنسان وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى وكرمهما واستخلفهما في الأرض ليقوما بالأمانة التي كلفهما وشرفهما بها، وهو الأعلم بما يصلح حياتهما وما يفسدها عليهما. وجعل علاقتهما ببعضهما علاقة تكامل وتعاضد حسب الأحكام الشرعية التي أنزلها سبحانه تعالى على عباده في كافة شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...الخ.

 

وانطلاقاً من إيماننا بالله تعالى وبعدله المطلق ووجوب التمسك بكتابه سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نعلن غير حانثين ولا ناكصين على أعقابنا، أننا ملتزمون بشرع الله تعالى ما حيينا، مستمسكون بالعروة الوثقى لا انفصام لها ما بقينا، وأننا لعهد ربنا موفون ما عشنا، فلن يخدعنا الغرب الكافر بشعاراته الخبيثة، هذا الغرب المجرم الذي ملأ بلاد المسلمين قتلا وتشريدا وسفكا للدماء، واغتصابا للنساء وامتهانا لكل حقوق المرأة التي ينادي بها زورا وبهتانا.

 

إننا إذ نرى ونسمع القائمين على أنظمة الكفر ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية في العالم الإسلامي، يعملون ليلا نهاراً على تدمير حياة نسائنا وبناتنا والعمل على تمزيق علاقة الأسرة المسلمة ببعضها، وإفساد علاقة المرأة بالرجل ونشر الرذيلة من خلال تمرير تشريعات منظمات الغرب في مجال حقوق المرأة مثل اتفاقية سيداو التي تعنى بالعبث في أحكام الشريعة الإسلامية فيما تبقى من الإسلام في بلادنا بخصوص قوانين الزواج والطلاق والميراث وسائر العلاقات الأسرية فيما يسمى في المحاكم الشرعية بالأحوال الشخصية.

 

فهي اتفاقية خبيثة يراد منها أن تعيش المرأة المسلمة تجربة حياة المرأة اللادينية في الغرب، حيث الفساد الأخلاقي المشرعن والزنا المرخص، وخروج المرأة من بيتها بتبرج محمي بقوانين تلزم الرجل بالسكوت والتخلي عن الولاية على أسرته أو تحييد مسؤوليته تجاهها وإلا كان الحبس مصيره!!

 

إنه لا نجاة لنا إلا بالعمل على إحقاق الحق وإبطال الباطل... ولا حق إلا ما شرعه الله تعالى وأوحى به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، وكل ما دون ذلك فهو باطل وضلال.

 

ما كان للغرب الكافر أيها المسلمون، أن يتجرأ علينا وعلى بلادنا وأعراضنا، ويفرض تشريعات كفره وانحرافه علينا لو كان للمسلمين دولة تقودهم بشرع الله تعالى وخليفة يحكم فيهم بما أنزل الله من العدل والهدى والفرقان...

 

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول فيما يرويه أبو هريرة: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْر، وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ». رواه مسلم

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد العزيز محمد

 

 

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 12 آذار/مارس 2019م 22:53 تعليق

    اللهم نسألك دولة تقودنا بشرعك وخليفة يحكم فينا بما أنزلت من العدل والهدى والفرقان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع