الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إزالة العقبات التي وضعها المستعمرون

في طريق العمل لإقامة الخلافة

(مترجم)

 

 

 

بالنسبة للقوى الاستعمارية لم يكن تدمير الخلافة كافياً، فهم أرادوا التأكد من أن الخلافة لا يمكن أن تظهر مرة أخرى بين المسلمين.

 

وبما أن الأمة أدركت الخسارة الكبيرة بفقدانها للخلافة فإن هذا الشهر (رجب) يعيد إلى الأذهان الحوادث التاريخية ويذكر بالأيام المظلمة من أيام 26 و27 و28 رجب.

 

الأمة تتذكر كيف لعب أعداؤها بريطانيا وفرنسا دورا محوريا في تدمير الخلافة وتقسيم أراضي المسلمين فيما بينها. لقد حققت بريطانيا بشكل ملحوظ خطتها السياسية في إلغاء الخلافة من خلال عميلها مصطفى كمال. ففي الثامن والعشرين من رجب 1342ه، الموافق للثالث من آذار/مارس عام 1924م تمكن مصطفى كمال من استخدام القوة وترويع خصومه السياسيين في تحقيق مشروع قانون إلغاء الخلافة، حيث ألغى الخلافة وطرد الخليفة إلى ما وراء الحدود ونزع سلطته، وتم إعلان تركيا دولة علمانية.

 

بالنسبة للقوى الاستعمارية لم يكن تدمير الخلافة كافياً؛ فقد أرادوا التأكد من أن الخلافة لا يمكن أن تظهر مرة أخرى بين المسلمين.

 

قال اللورد كرزون: "يجب أن نضع حدا لأي شيء يحقق أي وحدة إسلامية بين أبناء المسلمين. وكما نجحنا بالفعل في إنهاء الخلافة؛ فإننا يجب أن نضمن أنه لن تنشأ مرة أخرى وحدة للمسلمين، سواء أكانت وحدة فكرية أم ثقافية".

 

منذ تدمير الدولة الإسلامية نشط المستعمرون في محاولتهم لوضع العراقيل في طريق إعادة تأسيس الدولة الإسلامية. لقد ركزوا جهودهم لمنع تكوينها مرة أخرى بعد أن ألغوا وجودها من على وجه الأرض، فقد وضعوا عددا من العقبات في طريق إقامة الخلافة مثل:

 

  1. إدخال المفاهيم غير الإسلامية في العالم الإسلامي كالوطنية والقومية والاشتراكية والعلمانية وتشجيع المستعمرين للحركات السياسية القائمة على هذه الأفكار.
  2. وجود المناهج التعليمية التي أقامتها القوى الاستعمارية، والتي بقيت على مدى 80 عامًا والتي جعلت غالبية الشباب المتخرجين وأولئك الذين في المؤسسة التعليمية يسيرون في اتجاه مناقض للإسلام.
  3. وجود حكومات في البلاد الإسلامية على أسس علمانية تطبق الأيديولوجية الرأسمالية والنظام الديمقراطي على الناس، ولها ارتباطات سياسية قوية مع الدول الغربية، وأسسها قائمة على القومية.
  4. التضييق الاقتصادي على العالم الإسلامي من قبل الحكومات والشركات الغربية بحيث يضطر الناس للتركيز فقط على إطعام أنفسهم وعائلاتهم والانشغال عن الدور الحقيقي للمستعمرين.
  5. الإرث المدروس بتقسيم العالم الإسلامي حول الحدود والأراضي المتنازع عليها، بحيث يكون المسلمون منخرطين بشكل دائم في قضايا تافهة.
  6. إنشاء منظمات مثل جامعة الدول العربية ولاحقاً منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضعف روابط الإسلام، فهي استمرت في تشتيت العالم الإسلامي في حين فشلت فشلاً ذريعاً في حل أي مشكلة أو قضية.
  7. إيجاد كيان أجنبي (كيان يهود) بين المسلمين الأمر الذي سيمكن القوى الغربية من الاعتداء على المسلمين العزل بينما يديم أسطورة الدونيّة المسلمة.
  8. وجود حكام مستبدين في البلاد الإسلامية ولاؤهم لأسيادهم الغربيين. فهم يقومون بقمع وتعذيب الأمة. هم ليسوا من الأمة ويكرهونها بقدر ما هي تكرههم.

 

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه العقبات والمؤامرات وخطط المستعمرين، فإن إقامة الخلافة هي حقيقة للعالم الإسلامي. يجب أن ننتهز هذه الفرصة في ذكرى هدم الخلافة للتفكير في الوضع الحالي للمسلمين وضمان أن العمل فقط لإقامة الخلافة على منهاج النبوة هو ما يمكّننا من أن نحقق الفوز في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ [النور: ٥٥]

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ثريا أمل يسنى

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع