الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات
هل يمثل العنف في كشمير إشارة على رغبة أمريكا في البدء بمحادثات سلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل يمثل العنف في كشمير إشارة على رغبة أمريكا في البدء بمحادثات سلام؟


(مترجم)

 


وصفت الحكومة الهندية باكستان بالدولة الإرهابية مباشرة بعد الهجوم المسلح الذي قتل فيه نحو 17 جنديًا هنديًا في قاعدة للجيش في كشمير. ويأتي هذا الاتهام بعد أسابيع من قمع المتظاهرين الوحشي في كشمير لمطالبتهم الحكومة الفيدرالية التي يسيطر عليها الهندوس بمزيد من الحقوق. وقد أثار الصراع الذي طال أمده سبعة عقود مرة أخرى استنكارًا ومطالبة دولية لتسوية قضية كشمير المضطربة.


وعلى الرغم من ذلك، فإن العالم قد تواجد هنا مرات لا تحصى من قبل، ولا يبدو أن أي شيء قد تغير. وغالبًا ما يأتي الحوار وبعض تدابير بناء الثقة بعد أحداث العنف، والتي عادة ما تضعف العزم على تسوية قضية كشمير. وكما هو متوقع، تقوم الهند وباكستان بإلقاء اللوم على بعضهما بعضاً، وليس من المستغرب أن العملية برمتها ستجري تحت إشراف القوى الأجنبية.


والسبب الرئيسي وراء الفشل في حل النزاع حول كشمير - كما أشار البعض - هو التنوع في الحلول المقترحة. وبينما قد يكون هذا صحيحًا، إلا أنه ليس السبب الرئيسي. وهناك ثلاثة حلول رئيسية يجري عرضها، ويصف ستيفن كوهين في كتابه "الصراع لمدة قرن" الحلول لقضية كشمير بأنها تتوقف على تواصل، وإزالة، وإعادة تواصل خط السيطرة.


والتواصل هو ببساطة ترسيخ وتحويل خط السيطرة بين الهند وباكستان إلى الحدود الدائمة - الوضع الراهن يقسم كشمير رسميًا إلى آزاد كشمير على أنها جزءٌ من باكستان وكشمير المحتلة على أنها جزءٌ من الهند. وإزالة التواصل هو تحويل خط السيطرة إلى حدود مرنة بين البلدين والسماح بحرية حركة البضائع وأهل كشمير عبر الحدود. أما إعادة التواصل من ناحية أخرى فيجمع بين الحلين السابقين، ويهدف إلى إعطاء كشمير بعض مظاهر الاستقلال، بينما تقوم باكستان والهند بإدارة الجوانب السياسة والاقتصادية والخارجية.


والسبب الأساسي لعدم تسوية النزاع الكشميري له علاقة بمختلف الحلول المعروضة. ويشكل تدخل الدول الأجنبية والتحديات الداخلية أمام كلٍّ من الهند وباكستان عندما تقومان بتسويق الحلول لقضية كشمير لشعبيهما عقبات لا يمكن التغلب عليها.


وقد صاحب تدويل قضية كشمير انتفاضات أهل كشمير في أواخر الثمانينات. فقد كانت باكستان تقوم بالتحريض على الانتفاضة من خلال شبكات واسعة النطاق ترتبط بها من أجل استنزاف اقتصاد الهند. وكان الهدف من ذلك هو دفع الهند للتدخل ضمن مجال النفوذ الأمريكي.


وفيما بعد 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، تخلت باكستان عن تدويل قضية كشمير، وسعت إلى الاتفاق مع الهند. فكانت زيارة مشرف لمدينة أجرا في آذار/مارس 2001 نقطة البداية للشروع في هذه العملية. وفاجبايي الذي تحول إلى المعسكر الأمريكي جعل التغيير في السياسة الباكستانية تجاه كشمير أمرًا ممكنًا. وكان هدف أمريكا هو تطبيع العلاقات بين الهند وباكستان؛ بحيث يمكن أن يشكل عدد سكان الهند الكبير حصنًا منيعًا أمام نهضة الصين. غير أن انتصار حزب المؤتمر الهندي في عام 2004 أوقف فجأة خطط التطبيع الأمريكية، وتحولت الهند مرة أخرى إلى المعسكر البريطاني. وعادت الحكومة الهندية لتتبع موقف نهرو التقليدي حول كشمير - الهند تملك كشمير ولا يسمح بأي تنازلات في هذه القضية. وقد كان يمكن إجراء صفقة بخصوص كشمير إبان حكم مشرف وفاجبايي لولا الرأي العام للشعب الباكستاني. فقد كان الرأي العام يستهجن أي محاولة هندية لاغتصاب كشمير، وكانوا ينظرون نظرة الخيانة العظمى إلى أي تنازل باكستاني من أجل دعم الهند ومشاركتها.


ومع انتخاب عميل أمريكا مودي لمنصب رئيس الوزراء الهندي في عام 2013، كان من المتوقع بشكل كبير أن تقوم باكستان والهند بإحياء عملية التطبيع الأمريكية المتجمدة. إلا أن هجمات مومباي في عام 2008 قد أغضبت الشعب الهندي ولم تترك مجالًا أمام مودي للمناورة حول قضية كشمير. وبدلًا من ذلك، تركزت جهوده حول تحويل الاقتصاد الهندي. وهناك سبب آخر يجعل تنازل الهند عن أجزاء من كشمير لباكستان صعبًا للغاية وهو أن النخبة الهندية تخشى أن تطالب 20 حركة انفصالية بعقد صفقات مماثلة. ومع ذلك، فإن أمريكا تأمل في تهدئة مخاوف الهند من خلال تأكيداتها أن تقوم باكستان بتقديم المزيد من التنازلات لجعل الاتفاق مقبولًا.


ويتوقع أن تتواصل الاضطرابات الحالية في كشمير واستمرار تبادل إطلاق النار عبر خط السيطرة بحيث يمهد ذلك الطريق لأمريكا للتدخل للعمل مع مودي وشريف من أجل التوصل لاتفاق. ومن المرجح أن يتم هذا بعد الانتخابات العامة الأمريكية وسيكون أحد أهم أولويات الرئيس الجديد. ومن الواضح تمامًا أن أمريكا تريد وقف انشغالها بسوريا وأن تركز الجهود على إفشال نهوض الصين. وتعتبر التسوية الهندية لكشمير حجر الزاوية في الخطط الأمريكية لتسريع تفعيل القوة العسكرية الهندية وقدراتها النووية. وفي الوقت نفسه، تخطط أمريكا لإضعاف باكستان بعد تسوية قضية كشمير من خلال فرض تخفيض على قواتها المسلحة وإخضاع باكستان للأقمار الصناعية الهندية. وبالتالي، تحقيق حلم أدفاني بالاتحاد.


وتدرك النخبة المدنية والعسكرية الباكستانية الخطط الأمريكية الشريرة لباكستان ولكنها لا تكترث. والمسؤولية تقع الآن على عاتق أهل باكستان لإنقاذ باكستان من فكي المؤامرات الهندية والهزيمة. ويمكن تحقيق ذلك فقط بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وستقوم دولة الخلافة بتوحيد شبه القارة تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وستقوم بالقضاء على الاحتلال الأجنبي لبلاد المسلمين.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


عبد المجيد بهاتي

 

وسائط

3 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 23 أيلول/سبتمبر 2016م 23:20 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الخميس، 22 أيلول/سبتمبر 2016م 19:00 تعليق

    اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.

  • Khadija
    Khadija الخميس، 22 أيلول/سبتمبر 2016م 19:00 تعليق

    اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع