الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
وسائل التواصل (على الإنترنت): الحسنات والسيئات والوجه القبيح   ضمن حملة القسم النسائي "الشباب المسلم: روّاد التغيير الحقيقي"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وسائل التواصل (على الإنترنت): الحسنات والسيئات والوجه القبيح


ضمن حملة القسم النسائي "الشباب المسلم: روّاد التغيير الحقيقي"


(مترجم)

 


أصبحت مواقع التواصل كإله ظاهر للعيان، منتشرة في كل مكان وتعلّم كل شيء. فهي التي تيسر الأمور، تربي، وتسلي وترفِّه، وتدرب روحيا، تفعل كل ذلك في آن واحد. ومع ذلك، فإننا بحاجة إلى أن نضع في اعتبارنا حقيقة أن مواقع التواصل قد ولجت غرف معيشتنا بكل ما نشرته من أمور جيدة وسيئة وقبيحة.


لقد نما الأولاد وتحولوا من أشخاص كسولين إلى مدمنين على شبكة الإنترنت، لقد غيرت ثورة وسائل التواصل الطريقة التي يفكرون بها ويتصرفون على أساسها. من الصعب تخيل السرعة التي استطاعت بها هذه الوسائل جلب مثل هذا التحول الكبير الذي غير تقريبا الطريقة التي نتواصل بها.


وسواء أحببنا ذلك أم كرهناه، إلا أن غربة الإنترنت قد وجدت لتبقى، ولها تأثير عميق على حياة الشباب، إنها تمطر وسائل تواصل، مع عثور الناس من خلالها على منصة افتراضية للتواصل والانخراط في المجتمع وتبادل أفكارهم ومشاعرهم...


إن قوة هذه الشبكات قد بلغت مبلغا وصل فيه عدد مستخدميها حاليا في جميع أنحاء العالم إلى 2.2 مليار نسمة ومتوقع أن تصل إلى نحو 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2018، أي ما يشمل حوالي ثلث سكان الأرض. ومن المتوقع أن يكون عدد مستخدميها من الصين وحدها حوالي نصف مليار ومن الهند ما يقدر بربع مليار. المنطقة التي تعد الأعلى انتشارا للشبكات هذه هي أمريكا الشمالية، حيث إن 60% من السكان يمتلكون حسابا واحدا على الأقل على مواقع التواصل. واعتبارا من عام 2015، كان لدى 70% من سكان الولايات المتحدة "بروفايل" على مواقع التواصل. لدى الفيسبوك ما يزيد عن مليار مستخدم نشط. وكان موقع بنترست الموقع المستقل الأسرع في التاريخ الذي استطاع أن يصل إلى أكثر من 10 مليون زائر جديد شهريا، لكنه لا يزال خلف لاعبين أقوياء آخرين، كشبكات التواصل المعدة لتبادل الصور كالإنستجرام أو منصة المدونات الصغيرة تمبلر.


تقول سونيا ليفينجستون، أستاذة علم النفس الاجتماعي ورئيسة قسم وسائل الإعلام والاتصالات في بورصة لندن "لقد أصبحت شبكة الإنترنت المكان الذي يجد فيه أكثر الشباب فرصة للاستكشاف والتعبير عن هوياتهم وعلاقاتهم، ويتنقلون في طريقهم من خلال القيم التي يجدونها من حولهم". وقد درست ليفينجستون وسائل الإعلام وأثرها على الشباب لعقدين من الزمن.


إن وسائل التواصل جيدة للتواصل مع أصدقائنا وعائلتنا وأقاربنا. فهي تفتح آفاقا للأفكار الجديدة، وتبادل المعلومات، والمصادر العديدة التي تمكننا من الدخول والتعلم والاستفادة، وهي تساعد الفرد على وضع آرائه في شتى مجالات الحياة، سواء أكان ذلك في السياسة أو أمور المجتمع أو الاقتصاد أو التعليم أم غير ذلك، وتمكّنه من مناقشته مع أعداد لا تعد ولا تحصى من الناس. ويستطيع الناس مشاركة أعمالهم الفنية وإبداعاتهم مع الآخرين..


ويمكن للواحد أن يتذكر كيف أن منشورا واحدا على الفيس بوك أشعل ثورة جماهيرية في مصر فترة الربيع العربي عام 2011. وهذه هي قوة وسائل التواصل.


إن لدى الشباب مثل هذه القوة الكامنة التي من شأنها أن تؤدي إلى ثورة جماعية.. لتغيير العالم، وإسماع الأصم، ولطرد الظالمين، لكن ذلك أتى بنتائج عكسية.


فالأداة التي كان بيدها أن تفعل المعجزات تحولت إلى واحدة من أكبر مصادر الانحراف بالنسبة للشباب.


هل سبق أن رأيتم صورة الفوتوشوب التي تظهر بعض المسامير إلى جانب نشاط مغامر، تحمل فيه الكاميرا أو على الأقل تكون نظرات من فيه جادة قوية؟ إن أسوأ تأثير لوسائل التواصل على الشباب هو استعارة الشباب لأفكارهم وثقافتهم من الإنترنت. كما أصبح للشباب علاقات اجتماعية حقيقية قليلة مقارنة بتلك العلاقات الافتراضية. لديهم تواصل ضعيف مع الواقع والناس الحقيقيين والأفكار الحقيقية، إنهم يعيشون في واقع مزيف.


وتشير الدراسات إلى أن العامل الأهم الذي يبحث عنه الشاب عبر مواقع التواصل هو الحصول على القبول. يريدون أن يكونوا "رائعين محبوبين" بين أقرانهم، وأن يكونوا مقبولين. وأصبح وجود الصديقات، واقتناء ماركة غوتشي، والآيفونات هو ما يميلون إليه ويرغبون فيه. يظهرون ذلك كله بلا خجل ليؤثروا في المجهول.


ولمجرد أن يكونوا "رائعين"، يستعد الشباب لفعل أشياء مجنونة. من يستطيع أن ينسى ذاك الرجل في حديقة حيوان دلهي الذي سقط خطأ في قفص نمر؟ ما يثير الاشمئزاز هو أولئك الغوغائيون الذين وقفوا متفرجين بدلا من محاولة إنقاذ حياته بل وبدأوا بالتقاط الصور والفيديوهات له!


انغمس الشباب في البلطجة الإلكترونية والمحتويات الجنسية، وهذه الأمور أصبحت شائعة أخرى. إن تبادل النصوص غير اللائقة أو الصور، ونظرا لاستمرار وتفشي العالم الرقمي، يثبت تغير الحياة في كثير من الأوقات.


أصبح الفتيان والفتيات يتجهون نحو إيجاد شخصيات مثالية لأنفسهم عير الإنترنت. وبفضل ثقافة المشاهير، دُسَّ سم الوصول إلى كمال الشكل الجسدي في عقول الشباب. وكان استخدام الفوتوشوب وأدوات تحرير الصور وتعديلها قبل تحميل صورهم الخاصة مؤشرا على هذه المشكلة الأساسية.


وقد لُسع الشباب بصرعة جديدة من النرجسية، اسمها "السيلفي". ففي كل مرة تخرج فيها إلى الحياة العامة، لن يغيب عنك مشهد من يحاولون التقاط صور لأنفسهم. فيصنعون بوجوههم أشكالا، وإيماءات غريبة، وهم يتعلقون بأشياء أو يجلسون أو يقفون، يفعلون كل ذلك من باب عشقهم لتصوير أنفسهم صور "سيلفي"!


كل هذه الفوضى والضجة هي فقط ليصلوا للقبول، ولإيجاد شخصيات مثالية لأنفسهم عبر الإنترنت. فقد الشباب الخصوصية أيضا، دون أن يملكوا أدنى فكرة على الإطلاق، ما هو القدر الذي يعتبر فوق القدر الطبيعي لينشر على صفحات الإنترنت.


وخلال هذا كله، لا يمكن للواحد استبعاد خطر الألعاب عبر الإنترنت. فهم يمضون الساعات في بناء مزارع وإطلاق النار على الأعداء. فكما التفاعل الشبكي على الإنترنت، فإن الألعاب تتسبب في نوع خاص بها من الإدمان، حيث يصادف المرء مثل هذه الحالة "سأفعل، فقط بمجرد أن تسمحي لي بإنهاء هذه المعركة الأخيرة". لكن المعركة لا تنتهي والوقت يمضي...


إن للألعاب تداعيات حقيقية اجتماعية ونفسية. فالانفصام عن الواقع وإهمال العلاقات الشخصية والإنسانية، كل ذلك نتاج طبيعي لسيطرة الألعاب على كل شيء. إن الحرج الذي خلقته الانعزالية نتيجة لإدمان الألعاب، غذى ظاهرة الإدمان بشكل أكبر. ومن المرجح أن يعود مدمن الألعاب لعالمة الافتراضي على الإنترنت حيث العلاقات أسهل بل وفي انتظاره على المحل.


جانب آخر متعلق بألعاب الإنترنت هو نوع هذه الألعاب التي ينخرطون بها. فالكثير من ألعاب العنف والألعاب الجنسية متوفرة ومتاحة. وتشير الدراسة إلى أن أولئك الذين يدمنون الألعاب ذات المحتوى العنيف، كالقتل والتفجير، ينقلبون إلى عدائيين عنيفين في سلوكياتهم الطبيعية ويؤثر ذلك في مشاعرهم أيضا. وهم معرضون بشكل أكبر للتصرف بعنف، وأقل احتمالا للتصرف بودية كون السلوك العنيف الذي ينتهجونه ومعه الانتقام والعدوان يكافأون عليه في العادة في مثل هذه الألعاب.


أما الألعاب الجنسية فلها دور المحتويات الجنسية ذاته، فهي تركز على إثارة نزعة الفرد الجنسية ومن ثم تركها لتكون هي المسيطرة. مثل هذه الألعاب تشمل الدفع لمومسات من أجل ممارسة الجنس معهن. وهذا يصور المرأة ويضعها في مكانة مهينة وضيعة خالية من الاحترام، ويجعل النظرة إليها على أنها شيء أو سلعة ضعيفة مثيرة جنسيا.


إلى أين يتجه الشباب اليوم؟... إن الشباب اليوم يُساء توجيههم.. وكثير منهم يفتقر إلى الرؤية والهدف الأيديولوجي..
لقد أقحم هذا النظام الشباب عمدا في ألعاب فيديو عقيمة واستغلهم أيما استغلال للسيطرة عليهم من خلالها..
ولن تحل أية رقابة أبوية أو إشراف هذه المشكلة؛ فهي مشكلة نظام والحل فقط يكمن في تغيير هذا النظام..


لقد سمح هذا النظام للسلبية أن تتسلل إلى النفوس، وسمح للفاحشة بأن تفسد عقول الشباب الطيعة، كما سمح لمثل هذه الألعاب العنيفة بأن تلوث عقول الشباب وتملأها بالعنف والرغبة بالانتقام والعدوان؛ وهذا كله كان في محاولة لإنقاذ حب حياة هذه الأنظمة؛ الكرسي والسلطة والمركز والأرباح.


إن الحل داخل النظام ذاته... ليس بجعله يستمر بالعمل، بل بلفظه واستبدال النظام الإسلامي به. إن الإسلام يلعب دورا حيويا في الارتقاء بالشخصيات وإيصالها إلى أعلى القيم الإسلامية الرفيعة مع المحافظة على أرقى أنواع السلوك والانضباط. وإنه والله لشيء مؤسف أن يغيب الإسلام عن واقع الحياة اليوم وعن المجتمع، في وقت يحتاج فيه الواحد حاجة ماسة للتحرر من هذا التدفق المستمر للسموم واللوثات. إن وسائل الإعلام الإسلامية ستكون مختلفة إلى حد كبير مقارنة مع وجهات النظر والمفاهيم هذه.


ستعمل وسائل الإعلام الإسلامية على تشجيع كل ما هو أخلاقي نبيل في المجتمع وستمنع كل رذيلة من مثل تلك التي نراها اليوم؛ مثل تبادل المحتويات الجنسية والإباحية، والتعدي الإلكتروني والصداقات غير المشروعة وجعل المرأة سلعة والعنف وغير ذلك.. وستعمل على تثقيف الناس وتعليمهم السلوكيات وسترتقي بأفكارهم وتنقي عواطفهم ما سيؤدي إلى غرس وجهات النظر الصحيحة عندهم. وهكذا، فإن هذا كله سيؤدي إلى نهضة عظيمة وتوجيه للمجتمع نحو الكمال وسيشمل ذلك غير المسلمين كذلك. أما عن المواد الفاحشة والمهينة فسيتم حظرها في جميع وسائل الإعلام، ولن يكون مسموحا أن تنشر هذه الوسائل صورا لنساء وضيعات تنتظر النقر عليها. ولن يكون هناك أي نوع من حرية التعبير التي لا تعرف حدودا، الحرية التي تتيح له ممارسة أي شيء فاسد يدمر المجتمع بأفراده. سيتم تذكير النساء والرجال بشكل دائم بكيفية التعامل مع بعضهم البعض في الأماكن العامة وعلى كل موقع عام. ولن يكون هناك استغلال واستخدام لهذه الوسائل في انتهاك خصوصية وحقوق الأفراد. وبكل تأكيد، سيتم غرس المفاهيم في الرجال والنساء والشباب والأطفال، تلك المفاهيم المتعلقة بكيفية التصرف والتعامل والتحدث على الإنترنت مع نظرائهم ذكورا كانوا أم إناثا. وبالتالي فإن ذلك سيؤثر في كيفية استخدام العامة وبخاصة الشباب لوسائل التواصل لصالحهم. إن وسائل التواصل ستعمل على تعزيز بيئة رعاية إيجابية تقضي على العنصرية والتمييز والقومية وثقافة المشاهير والشخصية الكاملة المثالية وكشف أصول الممتلكات وغيرها من أمور تقود نحو دوامة من الانحدار نشعر بها نحن المسلمين وندرك نتائجها الكارثية في وقتنا الحالي.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


نيلوفار شمسي

 

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأحد، 24 نيسان/ابريل 2016م 16:30 تعليق

    جزاك الله خيرا

  • khadija
    khadija الأحد، 24 نيسان/ابريل 2016م 16:27 تعليق

    مقالة ممتازة
    جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم لسبيل الخير والرشاد

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع