الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات
إلى المؤتمرين في ندوة "التحديات الأمنية في شمال افريقيا" - نص مداخلة سليم صميدة رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير / ولاية تونس

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إلى المؤتمرين في ندوة "التحديات الأمنية في شمال افريقيا"

 

نص مداخلة سليم صميدة رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير / ولاية تونس

 

 

 

كثر الحديث عن التدخّل العسكري الأمريكي في ليبيا، ولكن في أيّ اتّجاه؟؟؟ ليبيا تُقصف... سوريا يُذبّح شعبها وتُهدّم على رؤوس أهلها، والذّريعة "تنظيم الدّولة"، أفغانستان شعبٌ يُصبّ النّووي والكيماوي على رأسه صبًا، والذّريعة "تنظيم القاعدة"، العراق شعب يقتّل تقتيلا بذريعة إرهاب صدّام حسين وأسلحة دمار شامل ثمّ بذريعة تنظيم الدّولة..

 

هكذا الدول الاستعماريّة الغربيّة بقيادة أمريكا تقتّل الشعوب بذريعة وجود تنظيمات إرهابيّة، وفي المقابل، بماذا يقابل الساسة والحكّام سياسة الدّول الاستعماريّة؟

 

يقابلونها بالخضوع التّامّ، وليتهم اقتصروا على ذلك، لقلنا إنّهم عاجزون وضعفاء بل إنّهم:

 

يُمدّون الدول الاستعماريّة بالمعلومات عن الأشخاص والأماكن (الخرائط العسكريّة).

 

ويسمحون لهم ويشاركونهم في مناورات عسكريّة ليتمكّن الجندي الغربيّ من التدرّب الميداني (لا الافتراضي) على ساحات التعارك في بلادنا.

 

ويسمحون لهم بتدريب النخبة من جنودنا وضباطنا وبذلك يستخدمون جيشنا مددا طبيعيّا لجيوشهم الاستعماريّة.

 

- أمّا "الخبراء" الأمنيّون والعسكريّون من أصحاب التنظير الاستراتيجي فلا حديث لهم إلّا عن الإرهاب الخطر المحدق بالعالم وعن ضرورة الانخراط في الحرب العالميّة على الإرهاب التي تقودها أمريكا وبريطانيا.. ولا حديث لهم وأمريكا تقصف ليبيا وتقتل (خلسة)، إلا عن هروب إرهابيين إلى تونس، وعن خطر الإرهابيين!!

 

وسؤالنا: أليست أمريكا هي رأس الإرهاب؟ أليست أمريكا هي من أنتجته وهي من ترهب أبناء أمتنا وهي من تتبجح بقتل أبناء المسلمين في العراق وغيرها؟ أليست أمريكا هي الدرع الواقي لكيان يهود المجرم القاتل؟ أليست أمريكا هي من يدعم بورما في قتل المسلمين، أليست فرنسا هي من دعم المليشيات النصرانية في أفريقيا الوسطى لتقتّل المسلمين هناك تقتيلا وتهجّرهم من بلادهم؟

 

يتحدّث الجميع عن تدخّل أجنبي (هكذا) في ليبيا، أليس القصف والتدخّل المسلّح في أراضي ليبيا عدوانا؟؟؟ يتحدّث الجميع عن تدخّل في ليبيا وكأنّ بريطانيا غير موجودة في ليبيا، والعالم جميعه يعلم أنّ المخابرات البريطانيّة هي من يسيّر السياسيين في ليبيا، ألا يعلم الجميع أنّ المستشار الإعلامي لكلّ الحكومات المتعاقبة في ليبيا تعيّنه سفارة بريطانيا في ليبيا؟ والكل يعلم أن لأمريكا وبريطانيا قوات على الأرض فضلا عن وجود عملائهم؟

 

اجتماعكم اليوم فرصة عظيمة، فأغلب قيادات شمال أفريقيا حاضرون لتدارس قضيّة من أهمّ القضايا وهي الأمن، اجتماعكم اليوم فرصة لتتوحّدوا وتجمعوا أمركم.

 

هل تصدّقون أنّ حلفا يضمّ 40 دولة بقيادة أكبر الجيوش في العالم منذ 2014 أعجزهم تنظيم مسلّح واحد؟؟؟؟

 

لا نظّنكم تصدّقون الدعايات الأمريكية السخيفة ولا مسرحيّاتهم الهزيلة.

 

فأنتم أعلم النّاس أنّ أمر تنظيم الدّولة أهون من أن نتحدّث فيه أو نتشاور ففرقة واحدة من جيش من جيوش المسلمين قادرة على إزالته من الوجود. لولا غياب الإرادة السياسيّة ولولا الخضوع للمستعمر وأحابيله وخدعه.

 

أليس العدوّ الحقيقيّ ظاهرا؟ أليست الدّول الاستعماريّة أمريكا وبريطانيا وفرنسا هي العدوّ المتربّص بالبلاد الإسلاميّة؟

 

الخلاصة:

 

أنّ عدوّنا ظاهر غير خفيّ معلن عداوته ولا يدّخر جهدا في عداوتنا وقتلنا، والساسة متواطئون يريدون جعل جيوشنا وأجهزتنا الأمنيّة في خدمة المستعمر.

 

فلم يبق إلا أن يحزم القادة العسكريّون والأمنيّون أمرهم، فتخليص البلاد من عدوّها المستعمر يتطلّب أن تقوم بواجبها المتمثّل في أمرين كبيرين:

 

1. تطهير البلاد من الوجود الاستعماريّ ويكون ذلك عمليّا بــ:

 

- إلغاء جميع الاتفاقيات الاستعمارية سواء أكانت سياسية أم عسكرية وأن يعلنوا مناهضتهم لها من وعد بلفور وسايكس بيكو ولوزان وكل ما له صلة بالسيطرة على بلادنا الإسلامية إلى يومنا هذا.

 

- رفض التعاون مع من كانت أياديهم ملوثة بدماء المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وليبيا وسوريا وأفريقيا الوسطى وبورما وغيرها. واعتبار كلّ تعاون مع أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا هو خيانة وجريمة لا تغتفر، وإن كانت من الحكّام فهي خيانة عظمى تستوجب العزل الفوري والمحاكمة العاجلة.

 

- قطع كلّ وجود استعماريّ داخل البلاد الإسلاميّة وعلى رأسها سفارات البلاد المحاربة للمسلمين لأنّها اتّخذت منطلقا للتّآمر على أمن أهل البلاد.

 

- على جيوشنا أن يضطلعوا بما يلزم في منطقتهم وأن لا يستضيئوا بنار المشركين سواء أكانوا الحلف الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة، عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لا تستضيئوا بنار المشركين».

 

2. أن تكون الجيوش في طليعة الأمّة وصفوفها الأولى وأن تدرك:

 

- أنّهم أبناء هذه الأمة المسلمة العظيمة العريقة، من سلالة المجاهدين الأطهار من الصحابة إلى سليمان القانوني حيث كان العالم يشهد بأن الجيش المسلم لا يغلب. وقوّة الجيش المسلم لم تكن في عدّة ولا عتاد وإنّما في شخصيّة رجاله الإسلاميّة القويّة بربّها العزيزة بإيمانها، لا تخضع إلا لله ولا تعتصم إلا بحبل الله، فالمسلم أمام عدوّه لا يستسلم؛ ينتصر أو يموت، هي إحدى الحسنيين؛ استشهاد في سبيل الله أو نصر يعزّ به الله المؤمنين المجاهدين.

 

- أنّ دورها لا يكمن فيما يُمليه السياسيون العملاء وإنما في ما تأمر به العقيدة العسكرية التي هي من عقيدة الأمة الإسلامية قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ﴾.

 

- القيام بواجب محاربة المستعمر جدير أن يُجفّف منابع الإرهاب والإجرام فأبناء المسلمين كلّهم يتحرّقون شوقا لقتال مستعمرهم، واسألوا إن شئتم أهل تونس ومصر واليمن عن قتال أمريكا أو كيان يهود. فقد كان الجواب حين هاجمت أمريكا العراق في 1991 مظاهرات وصفوف طويلة متراصّة من الشباب أمام سفارات العراق تريد أن تنضمّ إلى الجيش العراقي لتقاتل عدوّها، ولكنّ تلك الجموع الهادرة المتوثّبة لقتال عدوّها لم تجد قادة سياسيين شجعانا ولم تجد سياسيين من أولي العزم، لم يجدوا إلا كلّ عميل للمستعمر جبان، فتاهوا وربّما وقع الكثير منهم فريسة للعصابات الإجراميّة أو المخابرات.

 

- المستعمر اليوم أنهكته العقود الطويلة من الحرب التي لا تنتهي، وأنهكه صمود المسلمين وإصرارهم على التّحرّر منه وأنهكه استبسال المسلمين في ثورتهم وإباؤهم التسليم لعملاء الاستعمار، ويبقى أن نقول بأن انطلاق الثورات هو دلالة حيوية الأمة، وقد كان للجيش أثر في حمايتها وحماية أبنائها وعليه أن يواصل ما تصبو إليه استفاقتها من طرد المستعمر وعملائه من بلاد الإسلام، وتغيير النّظام الرأسماليّ المجرم بنظام الإسلام الذي تطبّقه دولة الخلافة.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

 

 

3 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 27 شباط/فبراير 2016م 22:42 تعليق

    بارك الله فيكم

  • أبو قصي
    أبو قصي الجمعة، 26 شباط/فبراير 2016م 22:01 تعليق

    أحسنت المقال أخانا سليم بن صميدة من ارض عقبة بن نافع
    ونسأل الله أن تجد كلماتك لهم آذانا صاغية وقلوبا صادقة
    -------
    أنّ عدوّنا ظاهر غير خفيّ معلن عداوته ولا يدّخر جهدا في عداوتنا وقتلنا، والساسة متواطئون يريدون جعل جيوشنا وأجهزتنا الأمنيّة في خدمة المستعمر.

  • ام مهدي
    ام مهدي الجمعة، 26 شباط/فبراير 2016م 21:09 تعليق

    ما شاء الله..مداخلة ممتازة .. جزاكم الله خيرا وتقبل جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع