أنظمة نفعية لا تعبأ لدماء أهل الكنانة ولا تقيم لها وزنا بل تسعى لقمعهم وإجبارهم على الخضوع والخنوع
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقلت الصحف المصرية الصادرة يوم الاثنين 2015/2/9م، على استحياء ما حدث بسبب مباراة الزمالك وإنبي محاولة تهميش الحدث وتبرئة النظام ومؤسساته الحاكمة؛ فحملت صحيفة التحرير رئيس نادي الزمالك المسؤولية عما جرى، لقيامه ببيع التذاكر لأعضاء النادي فقط وعدم بيع التذاكر للجماهير، أما صحيفة الأهرام فاكتفت بنشر خبر صغير في ذيل الصفحة الأولى، أكدت فيه أن قتل المشجعين جاء بسبب التدافع والزحام، كما نشرت إعلانا مدفوع الأجر بجوار خبر المجزرة، يوجه الشكر لأجهزة الأمن على جهودهم العالية لإعادة الأمن والأمان في الشارع، وبدورها أبرزت صحيفة المصري اليوم تصريحات المتحدث باسم مجلس الوزراء، التي رفض فيها اتهام وزارة الداخلية بقتل مشجعي نادي الزمالك، مشددا على أن توجيه اللوم لوزارة الداخلية بعد كل حادثة، أصبح مملا وغير مقبول. أما صحيفتا الشروق والوطن، فنشرتا تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف، التي نفى فيها ما تردد عن تقديم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لاستقالته بعد الأحداث، مشددا على أن الداخلية تعاملت مع الجماهير التي حاولت التعدي على الملعب والدخول بدون تذاكر، بالغاز المدمع ولم تطلق الرصاص الحي أو الخرطوش.
كما نقلت صحيفة اليوم السابع تصريحات للإعلامي ولاعب الكرة السابق أحمد شوبير أكد فيها أنه لم يكن هناك منافذ لبيع تذاكر مباراة الزمالك وإنبي وأن التذاكر اقتصرت على قيادات النادي الذين قاموا بتوزيعها بحسب رغباتهم الشخصية.
في المقابل نشرت صحيفتا الوطن والمصري اليوم، بيانا لرابطة مشجعي الزمالك، أكدت فيه أن هناك ثلاثة مشاهد تؤكد أن "مجزرة الدفاع الجوي" مُدبرة، وهي أن القفص الحديدي الذي قتل معظم المشجعين بداخله، تم تركيبه قبل المباراة بيوم واحد ولم يتم استخدامه مطلقا في أي من مباريات كرة القدم في مصر ولا في العالم، وبحسب البيان فقد قام رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، بشراء جميع التذاكر المخصصة لمشجعي الزمالك ولم يقم ببيع أي تذكرة للجمهور، بل قام بتوزيعها على معارفه، لافتين إلى قيام عدد من الإعلاميين بتهديد مشجعي الزمالك قبل المباراة بيوم واحد، بأن الدولة ستمر على أجسادهم.
ونحن بعد عزائنا فيمن قتلوا بيد غادرة متآمرة، نريد التأكيد على أننا لا تعنينا مباراة كرة قدم من قريب أو بعيد لنتحدث عنها، وإنما تعنينا دماء أريقت وتراق هنا وهناك من دماء أهل مصر الكنانة لقمع إرادتهم وإجبارهم على السير في ركاب الغرب، وكأن النظام يخيرهم بين القتل أو التبعية. إن ما حدث ليس بجديد على نظام قام بمذابح عديدة في حق أهل الكنانة راقصا على أشلائهم متاجرا بدمائهم، نظام استمرأ القتل واستباح الدماء والحرمات دون أن يردعه أي رادع، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
إن هذه الدماء الحرام التي أريقت وتراق يسأل عنها أولا رأس النظام وكل إدارته ورجال حكومته قبل المسئولين الفعليين ممن قتلوا بيدهم أو شاركوا في القتل، فالحاكم هو المسؤول الأول عن رعيته، ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال "لو عثرت دابة في العراق لسألني ربي عنها لم لم تمهد لها الطريق يا عمر"، فكيف بأرواح تزهق ودماء تراق لا يحاسب القتلة بل وتبرر أفعالهم رغم ما فيها من تآمر ظاهر وبيّن؟!.
ثم يأتي دور الإعلام الذي يشكل الرأي العام والذي ألبس الجلاد ثوب الضحية، محاولا طمس الحقائق وتهميش القضية بوصفهم تارة بالبلطجية، وتارة بأنهم قُتلوا أثناء التدافع، وتارة أخرى أثناء اشتباكهم مع قوات الأمن عند محاولتهم الدخول بدون تذاكر، وفي كل تلك الأحوال فإن المسؤول عن هذه الدماء واحد. فمن قال أن من يرتكب جرما ما يقتل دون محاكمة عادلة؟! وهل عقوبة محاولة اقتحام مباراة كرة هو الإعدام بالغاز المسيل؟! وأي كرامة وأي إنسانية في إجبار الناس على المرور فى قفص حديدي ضيق يزيد تدافعهم وإلقاء الغاز عليهم؟!
إن ما حدث هو مؤامرة مكتملة الأركان من نظام فاشل لا يجيد سوى التآمر على شعبه الأعزل وقتله، ليظهر لسادته فى الغرب مدى إخلاصه لهم. فمن شراء تذاكر المباراة ومنعها من التداول، إلى تحذير بعض الإعلاميين، إلى القفص الحديدي الذي وضع قبل المباراة بيوم واحد فى مشهد يذكرنا بما حدث في بور سعيد قبل سنوات، عندما تم لحام بوابات الاستاد أثناء المباراة حتى لا يتمكن الناس من الخروج والفرار ودفعهم إلى ممر واحد أيضا، مما يؤكد للجميع أن القاتل واحد في الحالتين.
إن تآمر الغرب على أهل الكنانة مستمر بلا انقطاع، تُسفك دماؤهم وتنهب ثرواتهم وخيراتهم، وتغلق وتحرق مساجدهم ويضيق عليهم في أرزاقهم وأقواتهم، وتجفف منابع وعيهم ويهجرون من أراضيهم ودورهم لإجبارهم على العدول عن ثورتهم وقبول ما يمليه الغرب عليهم، والإذعان لعملائه وأذنابه الذين يحكمون مصر بالوكالة، غير عابئين بما يُسفك من دمائهم في سبيل ذلك، بل ومستعدين لسفك المزيد والمزيد من دماء أهل الكنانة قربانا لسادتهم وتثبيتا لأركان حكمهم. فهل يظل الحال كما هو عليه؟! وهل يكون لأهل الكنانة في هذا المقام مقال؟!
إن أهل الكنانة الذين عاشوا عقودا من الزمن تحت قمع عملاء أمريكا وما مارسوه من نهب لثرواتهم وخيراتهم قد انتفضوا انتفاضة لا رجعة فيها ولا أوبة منها، انتفاضة لن تنتهى إلا بتحقيق مرادهم الذي يدرك الغرب منتهاه ويسعى لحرفهم عنه بشتى الطرق، لأنها لا تعني فقط انعتاق أهل الكنانة من التبعية، بل تعني ميلاد دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ستتبوأ مكان الدولة الأولى في العالم بلا منازع، وتصبح سيدة الدنيا وتفرض قانونا دوليا جديدا يمنع الغرب كله من نهب ثروات الأمة وخيراتها ويعيدها للأمة ويحسن رعايتها. لذلك يسعى الغرب بكل طاقته إلى شغل الأمة عن هذه المطالب وحرفها عنها بتشتيتها وجرها إلى الصراعات التي تنهكها قبل قيام دولتها، ظناً منه أنه سيؤخر ميلاد هذه الدولة دون أن يدرك أن أهل الكنانة - وهم جزء أصيل من الأمة لا ينفصل عنها - لن يحقق مطالبهم ولن يقتص لدماء شهدائهم ولن يحقق العدل فيهم وبينهم ولن يعيد لهم حقوقهم إلا تطبيق الإسلام في دولة الخلافة على منهاج النبوة. ولسوف تظل الكنانة وغيرها في حراك ثائر لا يهدأ حتى ترى بدر الخلافة وفجرها منيرا ساطعا يعم بلاد الإسلام.
وإننا ندعو المخلصين من أبناء الكنانة جميعا حكاما ومحكومين إلى كلمة سواء، إلى كلمة ترضي الله ورسوله وتعيد الحقوق وترد المظالم فتطيب القلوب وتشفى النفوس، ندعوهم إلى ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم دولته، وحكم به من بعده الخلفاء الراشدون المهديون، ندعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه كرامة وشرفاً وسيادة في الدنيا، وفوقهم جنة عرضها السماوات والأرض وكرامة فى الآخرة ما بعدها كرامة، فهل من مشمر لها سابق بالنصرة مزاحم لأنصار الأمس.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر