تقديم الاستقالة مسرحية وورقة ضغط على الحوثيين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
فجأةً، وعلى غير عادة حكام البلاد الإسلامية في تقديم أحدهم استقالته من منصبه، وإنما يتم شغور ذلك المنصب بالقوة؛ إما بخروج الشعب عليه وإما بالانقلاب أو الموت أو بالانتخابات المزيفة، على غير تلك العادة قام الرئيس هادي بكسر هذه القواعد في تغيير الحكام؛ حيث قدّم استقالته من منصب رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب، وكان قد سبقه رئيس حكومته الدكتور خالد بحاح في تقديم استقالته إلى الرئيس هادي؛ وذلك بعد أن قامت مليشيات الحوثيين بمحاصرة القصر الجمهوري الذي يسكن فيه رئيس الحكومة، كما قامت بمحاصرة منزل الرئيس هادي والسيطرة على القصر الرئاسي والأمن السياسي.
إن تقديم الرئيس هادي استقالته لمجلس النواب لم تكن بالعفوية المتصورة لدى بعض الناس، وإنما هي من ضمن الأعمال السياسية التي يقصد من القيام بها تحقيق مصالح وأهداف تخدم من يدعمه؛ فاستقالة هادي في الحقيقة هي لممارسة الضغط على الحوثيين ووضعهم في موقف محرج لأن الرئيس هادي يعرف ضعفهم السياسي وأنهم غير قادرين على إدارة شؤون البلاد، وكذلك لإيجاد فراغ سياسي قد يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة الكاملة على الأمور من جهة الحوثيين، كما قد يخلق انفلاتاً أمنياً وشللا كاملاً لمؤسسات الدولة بسبب دخول القاعدة على خط المواجهة مع الحوثيين، فأتت استقالة الرئيس هادي ورقة ضغط لتمديد فترة رئاسته، ومن بوادر ذلك عدم قبول مجلس النواب لهذه الاستقالة، بل ربما يتم التمديد له فترة رئاسية أخرى حتى تأتي ورقة الضغط التالية المتمثلة في عودة الرئيس السابق صالح أو ابنه عبر الانتخابات. ولن يجد الحوثيون سوى الرضوخ والقبول بنتائج الانتخابات بعد أن ينكشف عوار قوتهم الوهمية التي نفخ فيها الرئيس السابق صالح بتحالفه الماكر معهم ليعود من خلالهم هو أو ابنه، وبالتالي تعود السيادة البريطانية على اليمن بقوة من جديد.
لقد نددت بريطانيا بأعمال الحوثيين في مضايقة هادي والضغط عليه، بينما لم تُعِرْ أمريكا استقالة هادي أي اهتمام سوى تعبيرها بأنها مع انتقال سلمي للسلطة.
إن حل مشاكل أهل اليمن، بل والأمة الإسلامية، لا يكمن في تغيير أشخاص حكامها، وإنما الحل الصحيح لمشاكل الأمة والعالم هو في الأفكار والمشاعر والأنظمة من العقيدة الإسلامية لا غير عندما تطبق على الناس في دولة الخلافة على منهاج النبوة.
لذلك فإننا ندعو أهل الإيمان والحكمة إلى عدم الانجرار وراء من يعملون لمصالح الدول الغربية؛ سواء أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها أو بريطانيا وحلفاؤها وعملاؤها، وعدم تبني أفكارهم وأنظمتهم وخططهم التي تبيح دماء وأموال وأعراض المسلمين فيما بينهم، وتجعلهم أدوات ووقوداً لحروب تأتي على الأخضر واليابس في اليمن وغيره من بلدان المسلمين. وندعوهم أن يعملوا مع المخلصين لدين الله وللأمة الإسلامية عن وعي وبصيرة لتطبيق أحكام وأنظمة الإسلام في الداخل وحمل الإسلام رسالة نور وهداية ورحمة للعالم، من خلال إقامة دولته دولة الخلافة على منهاج النبوة؛ ليُرضوا الله سبحانه وتعالى عنهم، وليأمنوا على دمائهم وأموالهم وأعراضهم إلا بحق الإسلام، وليقطعوا دابر الذين كفروا عن بلاد المسلمين.
﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي
عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن