الأحد، 22 شوال 1446هـ| 2025/04/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

من يدفع عن أهل غزة وله الجنة؟

 


إلى المخلصين في جيش مصر، إلى الأبطال الذين حملوا السلاح دفاعاً عن الأمة، إلى من في قلوبهم نخوة الإسلام وحمية العزة، نخاطبكم اليوم وقد بلغت القلوب الحناجر، واشتدت المحن، واستحكم الحصار، وتفاقمت الجراح في غزة والأرض المباركة، حيث يسقط الرجال والنساء والأطفال شهداء تحت الركام، وتحترق الأجساد بنيران الغدر والخيانة، ويُحاصر المسلمون بين القتل والجوع والتشريد والتهجير.


يا أجناد الكنانة، يا أحفاد صلاح الدين، يا من في أيديكم القوة والنصرة، أما آن لكم أن تتحركوا؟ أما آن لهذا السلاح الذي تحملونه أن ينطلق في وجه الظالمين بدلاً من أن يُستخدم لحماية عروش الظالمين وحراسة حدود سايكس بيكو؟ أما آن للدماء في عروقكم أن تغلي غضباً لما يحل بأهلكم في غزة وكل فلسطين؟


يا أبناء الإسلام في جيش الكنانة، إن إخوانكم في غزة يُذبحون أمام أعينكم، يُحاصرون ويُجوّعون، تُدمَّر بيوتهم ومساجدهم، يُقتل أطفالهم ونساؤهم بلا رحمة، كل ذلك على يد يهود الذين لم يراعوا فيكم إلا ولا ذمة، يقتلون ويدمرون بغطاء دولي، وتآمر حكامكم، ومع ذلك ما زلتم قابعين في ثكناتكم، لا تحرّككم هذه الدماء ولا تستفزكم صرخات الأيتام والثكالى!


أليس هؤلاء الذين يُبادون اليوم في غزة إخوانكم في الدين؟ أليسوا أبناء أمتكم، وأبناء عقيدتكم، وامتداداً لعزتكم وكرامتكم؟ كيف تسمحون لأنفسكم أن تروهم يُقتلون صباح مساء، بينما أنتم صامتون، تتلقون الأوامر من حكام باعوا دينهم وكرامة أمتهم لأعدائها؟


ألا ترون ما يحيق بأهل غزة من أهوال وهم على مرمى حجر منكم؟! أيسعدكم إذا جاعوا؟! أيرضيكم أذا ضاعوا؟!


يا أجناد الكنانة: يا أحفاد عمرو بن العاص، وقطز وبيبرس وقلاوون، يا أبناء الجيش الذي دكّ حصون الصليبيين وهزم التتار، كيف يُعقل أن يكون جيشكم اليوم حارساً لاتفاقيات الذل والهوان، يحرس الحدود التي وضعها الاستعمار ليبقي الأمة ممزقة، ويحمي سفارات الأعداء بينما إخوانكم في غزة يستصرخونكم؟


هل كان صلاح الدين سيقبل بهذا؟ هل كان المظفر قطز أو بيبرس سيسكتان عن هذا الظلم؟ لا والله، بل كانوا سيجمعون جيوشهم، ويزحفون زحف الأسود، ويطهرون الأرض المباركة من دنس المعتدين، لا يخافون في الله لومة لائم.


أما أنتم، يا جند مصر، فقد منحكم الله القوة والبأس، وزرع فيكم الشهامة والنخوة، ولكن النظام الفاسد الذي يحكمكم هو الذي يكبلكم، هو الذي يلهيكم بالرواتب والرتب، ويمنعكم من أداء واجبكم في الدفاع عن الأمة ومقدساتها ودمائها وأعراضها.


يا أبطال الكنانة، إن واجبكم اليوم واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار:


1. كسر الحدود المصطنعة التي تفصل بينكم وبين غزة، وفتح المعابر أمام المدد والنصرة، بدلاً من استخدامها لإحكام الحصار وتجويع المسلمين.


2. التحرك الفوري نحو الأرض المباركة، لا لتحرير غزة وحدها، بل لتحرير فلسطين كاملة من نهرها إلى بحرها.


3. رفض الأوامر الظالمة التي تُجبركم على خذلان إخوانكم، والعمل على إسقاط هذا النظام الخائن الذي يمنعكم من أداء واجبكم المقدس.


4. الاصطفاف مع أمتكم الإسلامية بدلاً من التحالف مع أعدائها، وتوحيد الصفوف تحت راية الإسلام لا تحت رايات الاستعمار.


5. العمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة التي تجمع جيوش المسلمين تحت قيادة مخلصة تقاتل في سبيل الله، وتحرر الأرض المغتصبة، وتقضي على كيان يهود نهائياً.


يا جند الكنانة، أما قرأتم قوله تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ﴾؟ أما سمعتم بحديث النبي ﷺ «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ»؟


إن أهل غزة اليوم ليسوا بحاجة إلى الشجب والاستنكار، ولا إلى مساعدات غذائية تحت حراب يهود، ولا إلى مؤتمرات عبثية، بل هم بحاجة إلى رجال أبطال إلى جيوش تنطلق لنصرتهم وتحريرهم، بحاجة إلى نخوة صادقة تترجم إلى أفعال لا إلى شعارات.


أين أنتم من هذا كله؟ هل سترضون أن تقفوا موقف المتفرج بينما الأرض المباركة تُغتصب، والمسلمون فيها يُبادون؟ هل ترضون أن يُسجلكم التاريخ في صفحات الذل والخنوع، بدلاً من أن يسجلكم في صفحات المجد والعزة؟


يا أبطال الجيش المصري، لا عذر لكم بعد اليوم، فقد بلغت الجرائم في غزة مبلغاً لا يمكن السكوت عليه، وبلغ الحصار حدّاً لا يطيقه بشر، وكل من يستطيع أن ينصر إخوانه ولا يفعل، فهو شريك في الجريمة، ومسؤول أمام الله عن كل دم يسفك، وكل طفل يُقتل، وكل بيت يُهدم.


لا عذر لكم بعد اليوم، فإما أن تكونوا في صف أمتكم وتتحركوا لنصرة إخوانكم، وإما أن تبوءوا بإثم القعود والخيانة.


يا جند الكنانة، هذا يومكم، وهذه فرصتكم لتنالوا شرف الجهاد في سبيل الله، شرف الدفاع عن الإسلام والمسلمين، شرف الانتصار للحق ضد الباطل.


تحركوا اليوم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم، تحركوا الآن، فالجنة بانتظار من يدافع عن أهل غزة، والعزة لأمتكم بانتظاركم، والتاريخ يترقب صفحتكم المشرقة القادمة بإذن الله.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾


اللهم هل بلّغنا.. اللهم فاشهد.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع