الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الإعلام وأثره في تزييف الحقائق وتضليل الشعوب

 

 

إن الإعلام اليوم يلعب دورا مهما في طمس وتزييف الحقائق، لتضليل الشعوب وتغييب الوعي الجماهيري، كذلك يلعب دورا مهما في تخدير عقول الناس، ليضع في قلوبهم الخوف والرعب، كي يبقوا بعيدين عما يدور ويخطط لهم من خلف الكواليس. لذلك نجد الأنظمة الحاكمة في بلادنا الإسلامية تسعى جاهدة لامتلاك قنوات ومنظومة إعلامية قادرة على تغييب الوعي، وهذا طبعا بمساعدة أسيادهم الذين نصبوهم على رقاب الناس، إن الآلة الإعلامية المضللة لها القدرة على ترويج برامج وأفكار هدامة، الهدف منها ترويض الناس وجعلهم مطية ذلولة، لا تشتكي ولا تتمرد ولا تثور، بل كل همها هو تأمين لقمة العيش مهما كان ثمنها، لتجعلها تخضع لكل ما يريده الطواغيت.

 

كذلك من العوامل التي ساعدت على التضليل، هو جهل الكثير من الناس في كثير من المجالات نتيجة صرف تفكيرهم إلى أمور لا طائل منها، لذلك تراهم عبيدا ينقادون بسهولة. ومن العوامل التي ساهمت كذلك في التضليل هو ترويج المفاهيم المغلوطة التي لا تتناسب مع طريقة عيشنا بصفتنا مسلمين لنا طراز عيش خاص من عند الله، لذلك تراهم يُغرقون الساحة الإعلامية بالقدوات التافهة وتقديمهم على أنهم القدوة الحسنة، لتضلل بهم عقول الشباب.

 

لذا كان لزاما أن نتعرف على تأثير وسائل الإعلام على الناس ومدى خطورتها علينا كمسلمين، ومن أجل ذلك نجد الإعلام يسعى لنشر الكذب والتضليل لتشويه كل ما يربطنا بتراثنا الإسلامي من خلال وسائله المسمومة سعيا منه لتدمير العقول، وما نراه اليوم من حملة مسمومة وحرب شعواء على السنة النبوية، ومحاولة التشكيك في كتب الصحاح، ما هو إلا جزء من هذه الحرب الإعلامية القذرة على الإسلام والمسلمين.

 

ولقد استخدم أعداء الإسلام الإعلام حتى في عهد الدعوة الإسلامية مع بعثة النبي ﷺ، وكان له دور مشابه للدور الذي يقوم به الآن، إلا أن المجتمع الإسلامي الأول وقف في وجه هذا الإعلام الكاذب بقلوب ملؤها الطمأنينة والسكينة والثبات، كي يتصدوا له.

 

لذلك علينا اليوم أن نقف وقفة أسلافنا العظماء، وأن نأخذ طريقة تعاملهم مع جميع الأحداث وكيف تصدوا لهذا الخطر المدمر، فلم يسلم الإسلام من كيد أعدائه حتى في هجرة رسول الله ﷺ، بل انضم لهذا الإعلام إعلام ابن سلول وبدأ يمارس دوره الإعلامي، ولم يكتف بالتشكيك والافتراء والطعن والتجريح، ولم تكن حادثة الإفك التي يراد لها أن تقوض النظام الاجتماعي، حتى تصدى لهم الله سبحانه في تبرئة فراش رسول الله ﷺ وإسكات الألسن التي تلوك بهذا الخبر الكاذب، لتضع أول لبنة من لبنات تحصين المجتمع من كيد الإعلام، وحسن الظن وعدم اتباع الأكاذيب وترويجها.

 

فعلينا اليوم أن لا نكون أبواقا نردد كل ما يُقال في وسائل الإعلام، وأن نفهم أن المسائل المتعلقة في مصير الشعوب لا يمكن أن تؤخذ من وسائل الإعلام مباشرة، وكذلك علينا اليوم أن لا نقف موقف المتفرج من الإعلام، وعلينا أن نفضح أكاذيبه وزيفه، وأن نحسن في توجيه ضربة عكسية من خلال بث روح الوعي بين الناس وكشف كل ما يدور في الغرف المظلمة.

 

أخيرا أقول لأهل الحق الذين ظلمهم الإعلام وحجب نورهم عن الناس، إن موقفنا سيتغير بإذن الله مع جهود الخيرين أصحاب الأقلام الحرة الذين يبذلون جهدهم للدفاع عن الحق، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أنس العسكري – ولاية العراق

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع