الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الكتاب

ما معنى ﴿أَن يَغُلَّ﴾؟

 

قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

 

جاء في تفسير الطبري في تفسير هذه الآية: (غلّ الرجل فهو يغُلّ، إذا خان، "غُلولا". ويقال أيضاً منه: "أغلَّ الرجل فهو يُغِلُّ إغلالا"، ويقال منه: "أغلّ الجازر"، إذا سرق من اللحم شيئا مع الجلد. أي ما كان لنبي أن يخون أصحابه فيما أفاء الله عليهم من أموال أعدائهم. فهذه الآية نـزلت على رسول الله ﷺ في قطيفة فُقدت من مغانم القوم يوم بدر، فقال بعض من كان مع النبي ﷺ: "لعل رسول الله ﷺ أخذها!") انتهى

 

لقد جاءت الآية لترد على من قال إن النبي أخذ القطيفة التي فُقدت من مغانم القوم في بدر، وبينت لهم الآية أن الأنبياء لا يغلون أي لا يخونون أمتهم ولا يسرقون من خيراتها ولا يظلمون في تقسيم الغنائم ولا يخصون فئة دون فئة، وإنما عملهم وحي من الله.

 

والآن انظر يرحمك الله إلى ما يفعله الحكام والملوك والمسؤولون في بلادنا، فهم يخونون الشعوب ويسرقون أموالها ويجورون في التقسيم والتوزيع، هذا إذا وزعوا أو قسموا أصلا! بل تجاوز ظلمهم أكثر من هذا، فهم يقدمون أموال المسلمين هبات أو خوة لأعداء الأمة الإسلامية كما فعل ابن سلمان في السعودية بعد أن قدم لرئيس أمريكا السابق ترامب قرابة 500 مليار دولار دفعة واحدة من مال المسلمين، في الوقت الذي قتلت أمريكا وتقتل المسلمين في العراق وسوريا وأفغانستان وتمزق اليمن وليبيا وتعيث الفساد في أفريقيا وتعين السيسي وبشار وجنرالات السودان لقمع وقتل شعوبهم.

 

انظر يرحمك الله كيف تبدد أموال وثروات وطاقات أمة الإسلام، وكيف يعبث الحكام والمسؤولون بأرزاقها وخيراتها، فباتت الأمة تعاني مرارة الحياة وضنك العيش، ويكد أبناؤها للحصول على لقمة العيش أو مأوى أو ملبس، كل ذلك بسبب جور وظلم وفساد الحكام والمسؤولين الذي فاق الوصف؛ فهذا حاكم المغرب يتبرع بأموال المسلمين لكنيسة احترقت في فرنسا، وآخر اشتهر بلعب القمار بأموال المسلمين كملك الأردن وغيره من حكام الخليج، وآخر يتبرع لمحمية حيوانات في أوروبا بالملايين من الدولارات... فأي غلول هذا وأي فجور وفساد وأي ظلم وجور؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

إن الآية تتوعد كل حاكم ومسؤول بأنهم سيأتون بما غلوا وسرقوا وجاروا وخانوا يوم القيامة. وما ذلك على الله بعزيز، والله عزيز ذو انتقام.

 

نسأل الله عز وجل أن يعجل بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستملأ الأرض عدلا وخيرا وبركة، والتي ستعقد الخير والأرزاق وكل الدعم لرعيتها، والتي ستحاسب الذين يغلون ويسرقون ويخونون من المسؤولين والطغاة والمتجبرين.

 

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع