الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

ما ذنب الأموات في تشاكسكم؟!

 

 

قررت اللجنة العليا للتعامل مع الجثامين المتكدسة بولاية الخرطوم بالمجلس الاستشاري للطب العدلي البدء في تشريح جثامين مجهولي الهوية المتكدسة بمشارح الولاية منذ العام 2019م، وذلك اعتباراً من الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر الحالي وفقا لبروتكول الصليب الأحمر الدولي، وقال النائب العام المكلف مولانا خليفة أحمد خليفة في المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة والمجلس الاستشاري للطب العدلي بقاعة الإمدادات الطبية إنه تمت مناقشة البروتوكول وإجازته برئاسة النائب العام المكلف وممثل وزارة الصحة الاتحادية والأمين العام لحكومة الولاية رابح أحمد حامد ومدير عام وزارة الصحة في الخرطوم محمود القائم وممثلي الشرطة وممثل لجنة المفقودين، وأكد أن الوضع الراهن للجثامين يحتم إصدار قرار للتعامل معها وتشريحها وفقا للبروتوكولات العالمية والموجهات التي حددتها اللجنة لضمان التعامل بالشفافية التامة لتشريح وقبر الجثامين. (بلادي بلص نت، 2022/9/8).

 

سبحان الله! جثامين موجودة في المشارح منذ عام 2019 لم تكرّم بالدفن! والقاصي والداني يعلم كيف مات هؤلاء، فلماذا التأخير حتى تتعفن الجثث؟! فهم يقيمون وزنا للبروتكولات العالمية ولا يقيمون وزنا لأحكام الإسلام التي كرمت الإنسان حياً وميتا! وقد أورد موقع الجريد كوم في 2022/5/17 ونقل موقع سودان تريبيون، عن مدير إدارة الطب العدلي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم هشام زين العابدين، أن الوزارة أصدرت قرارا بإغلاق مشرحة مستشفى بشائر، مبينا أن وجود الجثامين على الأرض داخل صالة ملحقة بالمشرحة، وفي ظل درجة الحرارة العالية وانقطاع الكهرباء المتكرر، جعلها تبدأ في التحلل والتعفن. وأضاف: "هذا الأمر قاد إلى أن تكون هناك فئران بدأت في التهام الجثث المتعفنة"، موضحا أن هذه الجثث موجودة بالمشرحة منذ عام 2019، وكشف أن عدد الجثث المجهولة الموجودة في المشارح بولاية الخرطوم يبلغ نحو 2300، منها ألف في مشرحة مستشفى بشائر، وقال الدكتور أيضا في حوار مع صحيفة السوداني أجرته معه الأستاذة وجدان، وهذه مقتطفات من الحوار:

 

(الدكتور هشام زين العابدين، لماذا لا يتم التشريح والدفن مع الاحتفاظ ببيانات تفصيلية عن الجثمان؟

 

يتم التشريح وأخذ عينة من الـ(دي إن إيه) وصور الأدلة الجنائية، بالتالي لا حاجة للجثمان داخل المشرحة.

 

وقال: في مشرحة بشائر أصبحت الجثامين في المكاتب لأن الثلاجات امتلأت وكذلك الصالات، والبيئة غير صالحة للعمل، وهذا يسبب تلوثاً بيئياً، والأخطر أن الفئران التي تأكل الجثامين ستتعود على اللحم البشري ويمكن أن (تعض) مواطني الأحياء المجاورة وتنقل مرض الطاعون.

 

وقال: منذ فض الاعتصام لم يتم دفن أي جثمان. وأضاف: وجود الجثامين بهذه الطريقة يدين حكومة السودان. وقال أيضا: عدم دفن الجثامين للمتاجرة السياسية ومساومة العساكر.

 

هل توجد جثامين لحديثي الولادة بالمشارح؟

 

أكثر من 800 طفل مجهولي الأبوين وجدوا مقتولين وتم رميهم بالشوارع، والثلاجات قديمة بعضها يرجع لثمانينات القرن الماضي، وهي متهالكة، التبريد ليس بالكفاءة المطلوبة.

 

وما الذي يمكن فعله الآن؟

 

إما دفن الجثامين أو ستمتلئ المشارح ويتم إغلاقها وتصبح الجثث ملقاة في الشوارع تنهشها الكلاب أو تتعفن وتؤدي إلى تلوث بيئي.) انتهى

 

وأوردت بي بي سي نيوز عربي في 20 أيار/مايو 2022 تقريراً أعده محمد محمد عثمان قال فيه: "عندما كنا في طريقنا إلى المشرحة لتصوير الجثث من أجل تقرير تلفزيوني حول الجثث المجهولة الهوية؛ كنت أعلم أن الأوضاع داخلها ستكون غير جيدة بعد ورود تقارير تفيد بأن الجثث بدأت بالتحلل والتعفن. لكنني شعرت بصدمة كبيرة عندما وصلنا إلى مشرحة مستشفى أم درمان، إحدى أكبر المشارح في البلاد. رأيت مئات الجثث المتعفنة في ثلاجات شديدة البؤس والدماء تغطي أرضية الغرفة، فيما كانت الروائح النتنة تملأ الأجواء لدرجة أن بعض الأفراد الذين كانوا في انتظار تشريح أحد الجثامين أصيبوا بالغثيان. كثير من المشاهد التي صورناها كانت مخيفة ومقززة في آن واحد وبالتالي لم نستخدمها في تقريرنا التلفزيوني". تبلغ قدرة ثلاجات الجثث الاستيعابية نحو ثلاثمائة جثة، ولكن العدد الفعلي فيها الآن أكثر من 2300 جثة مجهولة الهوية!

 

إن هذا الواقع الأليم ما كان ليحدث لولا هذا التشاكس بين الحكومة والأحزاب المعارضة التي تمنع دفن هذه الجثث المتعفنة. بالله عليكم ما دخل الأموات في سياستكم القذرة التي تتاجرون بها؟! وهذا هو حال الإنسان في السودان؛ مضطهد ومهمل حيا وميتا! وأين أنتم من أحكام الإسلام وأنتم تجرمون في حق الأموات؟!

 

إن الإسلام أقر واجبات على الأحياء تجاه الميت؛ منها الإسراع بتجهيزه إلى الله عز وجل، وتطهيره وتنظيفه وتطييبه وتكفينه والصلاة عليه وتشييعه إلى قبره.

 

عن أُمّ عَطِيّةَ قالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ حِينَ تُوُفّيَتْ ابْنَتُهُ فقالَ: «اغْسِلْنَهَا ثَلاَثاً أوْ خَمْساً أو أكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إنْ رَأيْتُنّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُوراً أوْ شَيْئاً مِنْ كَافُورٍ، فَإذَا فَرَغْتُنّ فَآذِنّنِي، فَلَمّا فَرَغْنَا آذَنّاهُ، فَأعْطَانَا حَقْوَةً، فقالَ أشْعِرْنَهَا إيّاهُ». وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ» (رواه البخاري ومسلم)، وروي عن ابْن عُمَر رضي الله عنهما أنه قال: سَمِعْت رَسُول اللَّه ﷺ يَقُول: «إِذَا مَاتَ أَحَدكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْره» (رواه الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَن)، وقال: "إنه من السنة أن يعجل بالجنازة، ولا تؤخر إلا لسبب شرعي".

 

ولكن كلا الطرفين؛ الحكومة والمعارضة لا شأن لهم بأحكام الإسلام. فكيف بحكومة أو معارضة تهمل أمر الأحياء، كيف لها أن تهتم بالأموات؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع