الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا تجذب فكرة الخلافة المسلمين؟

 

لعله عنوان لسؤال متجدد أصبح العالم يبحث له عن إجابة فـ"لماذا تجذب فكرة الخلافة المسلمين؟"

 

هذا السؤال الذي احتل تفكير العالم وتفكير الغرب الكافر، ولعل القضية المطروحة مربوطة بالمعركة الأزلية بين الحق والباطل الفاصلة بين الإسلام وبين الكفر منذ بزوغ فجر الإسلام وبعثة رسول الله e؛ هذا السؤال تحديداً قد ورد على موقع البي بي سي العربية البريطاني التوجه لتضليل القارئ بأسلوب إعلامي خبيث لأنه طرح المضمون لربط مفهوم الخلافة بتنظيم الدولة الإسلامية والذي لا تمت خلافته للخلافة الشرعية بصلة، إلا أنه أظهر مدى شوق المسلمين للعيش في ظل دولة الخلافة ولتطبيق شرع الله ولإيجاد حاكم مسلم يطبق عليهم الإسلام، فهذه القضية قضية عالمية تشغل الرأي العام العالمي - فالأنظار على الساحة السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والإعلامية كلها تتجه ناحية بلاد المسلمين وأمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" والعالم ينتظر ولادة دولة جديدة، دولة الأمة الإسلامية العزيزة القوية ذات الجيوش الجرارة والثروات الفائضة التي أطعمت العالم كله يوماً ما، وذات المساحات الشاسعة والتي رسمت خريطة العالم لتنقسم الدول إلى دولتين فرقت بهم بين الإسلام وبين الكفر وبين الحق وبين الباطل - دولة إسلامية ودولة كفر - الدولة التي حددت الهوية بالهوية الإسلامية وما دون ذلك، دولة الخلافة ذات التاريخ المشرق المذهل التي رعت شؤون جميع البشر والتي بطشت بالطغاة والظالمين، قبل أن تُدمَّر فكرياً وتُغتصب عسكرياً لتتداعى عليها الأمم؛

 

هذه النظرة تركز على البحث عن قضية المسلمين الأولى وهي نظرة عدائية بامتياز، ولا عجب لأن الإعلام بيد أعداء الإسلام وأذنابهم في الأنظمة الحاكمة ومشايخ الفضائيات عبيد السلاطين، إلا أن هذه القضية التي تُطرح من وجهة نظر غربية وتُناقش على مستوى العالم من وجهة نظر أعداء الله ورسوله e يجب أن تُناقش بين المسلمين من وجهة نظر شرعية بدون تشويش إعلامي على المضمون فهي قضية الأمة الإسلامية المصيرية، وأنظمة الغرب الكافرة تعلم ذلك. فلقد حان وقت الإجابة على هذا السؤال والمسلمون يتذكرون أمهم الخلافة حيث يمرون في هذه الأيام المباركة - في رجب الخير - بالذكرى الأليمة لهدم الخلافة الأولى، الدولة التي أنشأها سيدنا محمد e في المدينة المنورة أول مرة وظلت قائمة قرابة الثمانية قرون، فكيف سيكون الرد على السؤال؟ كيف يكون رد المسلمين على بريطانيا الحاقدة وأمريكا القاتلة وروسيا المجرمة؟!

 

جاء أول رد في استطلاعاتهم، ففي بحث سريع على مواقع الإنترنت عن الخلافة تظهر لك استطلاعات على مواقع غربية مثل غالوب وهدسون؛ ومواقع أخرى؛ فهذا موقع أمريكي وهذا موقع بريطاني وهذا موقع روسي، جعلوا شغلهم الشاغل إجراء الاستطلاعات بحثاً عن الإجابة على هذا السؤال الذي يتضمن عشرات الأسئلة الأخرى! فهل يريد المسلمون دولة واحدة خاصة بهم - دولة إسلامية ترفع اسم الإسلام وكلمته عالياً وترفع الظلم والقهر وترفع الجوع والفقر والمرض عن الناس؟ هل يريدون دولة العدل والعلم والتقدم؟ هل يريدون دولة الصناعة والتطور والاكتفاء والرعاية وإرساء القيم الراقية والقوة والعزة والأمجاد؟ دولة أجدادهم، دولة تهزم الرأسمالية والعلمانية والديمقراطية الكافرة وتدك عروش طواغيت الغرب الكافر لتخلص البشرية من الذين أذاقوا البشرية ويلات الكفر والتقدم والتطور المزيف واسترخصوا أرواح وعقول الناس من أجل مصالحهم التجارية والمادية من خلال قوانين وضعية تتحدى الله تعالى ورسوله e، والمسلمون يدفعون الثمن عالياً؟!

 

إن مما جاء في الخبر يومذاك وفي بحث سريع على الإنترنت تجد هذه الإحصائيات، ونقتبس:

"لكن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" عام 2006، استطلع فيه رأي مسلمين في مصر والمغرب وإندونيسيا وباكستان، أشار إلى أن ثلثي المشاركين يؤيدون فكرة "توحيد كل الدول الإسلامية" في خلافة جديدة." (بي بي سي العربية 2014/10/26 "لماذا تجذب فكرة الخلافة المسلمين؟").

 

وأيضا بتاريخ أقرب، "تدل نتائج استطلاع للرأي العام جرى في إندونيسيا، على أن نحو 20% من طلاب المدارس والجامعات في البلاد يؤيدون فكرة إنشاء الخلافة في بلادهم بدلا من الحكومة العلمانية الحالية". (روسيا اليوم 2017/11/2 "استطلاع: 20% من طلاب إندونيسيا يدعمون إنشاء خلافة إسلامية"). والأمثلة كثيرة...

 

الصحيح أن هذه الأسئلة في عقل وقلب كل مسلم وإن كان لا يصلي ولا يصوم! وبالرغم من الخوف من بطش السلطات فداخل كل مسلم ثورة لإقامة الخلافة فهي قضية المسلمين المصيرية وقضية استئناف الحياة الإسلامية، حياة كريمة سعيدة في كنف الإسلام وإلا أن يستمر الحال كما هو الآن؛ موت بطيء أو سريع في كنف أنظمة الكفر! هذه الأسئلة جعلتني أتخذ أهم قرار في حياتي وأنضم للعمل السياسي مع حزب التحرير في رحلتي للبحث عن الطريقة الشرعية لإقامة دولة المسلمين دولة الخلافة التي توحدهم في كيان سياسي تنفيذي واحد يحكم بالإسلام ويحمي العقيدة الإسلامية ويحمي أعراض وأموال المظلومين من المسلمين وغير المسلمين، هذه الدولة لا تعرف حدوداً غير حدود الله تعالى، وعلى رأسها حاكم قوي صلب الإيمان يعلم أنه خليفة الله سبحانه وظله في الأرض، فلا ينام من خوفه من التقصير في رعاية شؤون رعيته، حاكم نبايعه طواعية على السمع والطاعة لأنه فعلياً ولي الأمر طالما يطبق الإسلام كاملا ولا يتمسك بكرسي السلطة بعرض من الدنيا، حاكم لا ننتخبه مجبرين ومستغفلين ومستغبين كما يحصل اليوم! حاكم هو "أمير المؤمنين" يعمل على توزيع ثروات المسلمين وفقاً للشرع الحنيف ويعمل على حماية أطفال المسلمين وشباب وفتيات الأمة الإسلامية فيوفر لهم العلم الشرعي في مختلف مجالات الثقافة الإسلامية والعلم الدنيوي ولا يتاجر بعقولهم وبهويتهم الإسلامية...

 

... فلماذا ينجذب المسلمون لفكرة الخلافة؟ والتي بمجرد ذكرها تشعر برعب الغرب الكافر المستعمر منها.. ويتساءلون لماذا تجذبنا فكرة الخلافة؟

 

فالمتابع المسلم للأخبار وبدون إنترنت يرى حال بلاده وحال بلاد المسلمين؛ فلماذا دائما النظام الحاكم في بلاد المسلمين نظام مجرم وظالم؟ ولماذا لا نجد حاكماً يطبق الحكم بما أنزل الله تعالى كما ينبغي؟ ولماذا ثروات المسلمين منهوبة، ولماذا أعراضهم منتهكة، ولماذا دمهم رخيص، ولماذا أراضيهم محتلة؟! بل ولماذا دولة المسلمين الواحدة غائبة؟ أين دولتهم التاريخية وعصرها الذهبي؟ فهل يريد المسلمون حاكماً محترماً نقياً وقوياً يفهم الإسلام الصحيح ويطبق قوانينه الربانية على الأنظمة المجتمعية السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والتعليمية والخدمات الطبية فيتقي الله في الناس ويحكم حكم الله تعالى العادل على البشر؟ هل ينجذبون لفكرة حاكم غير جبان ولا يرهن رقبته ورقبتهم للكفار والحثالات اللصوص ومن هم بلا شرف ولا دين في الأنظمة؟ هل يريدون حاكماً يقود العالم لتحتل الدولة الإسلامية المركز الأول بين الأمم من جديد كما كانت بعد أن هدمت على يد أعداء الدين في 28 رجب منذ 97 سنة؟ هل يريد المسلمون دولة إسلامية تحرك جيوشهم على أعدائهم ولا توجه بنادقها على صدورهم؟! وكيف السبيل لإقامة هذه الدولة العالمية التي ستوحد المسلمين في أمة واحدة وتضمن لأبنائهم الحياة الإسلامية الكريمة والنظيفة التي تحفظ حقوق المرأة وحقوق الإنسان بالشرع والتي لا تزهق الأرواح إلا في سبيل الله فتتحرك للجهاد ونشر الإسلام فإما النصر أو الشهادة في سبيل الله وليس في سبيل الوطن المستعمر وأجنداته الغربية؟! ألا نريد تأديب أبناء جلدتنا من المنافقين الذين يبطشون بأبنائنا ويمكنون للأعداء من أعراضنا؟! هل نريد دولة إسلامية دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تجعل لحياة المسلم قيمة وتجعله مهاباً فقط لأنه يحمل التابعية لدولة قوية عزيزة تحكم العالم وتنتقم من الظالمين؟! نعم فالبشرية اليوم تتوق إلى دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وعلى المسلمين أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية. فالإجابة واضحة والرد الحقيقي على العالم يكون بالعمل لنصرة الإسلام وإيجاد هذه الدولة وهذا الخليفة! فهذا هو الرد على الظلم والقمع والقهر والتجويع والتجهيل والاستغباء والإبادة والقتل والتهجير والتشرد والضرائب والجبايات والسفهاء والطواغيت والملك الجبري!

 

فمتى تتخذ يا مسلم أهم قرار في حياتك وحياة الأجيال القادمة وتنتفض للعمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة؟ لإقامة تاج الفروض التي بها يقام الدين كله حتى تنعم البشرية برضوان من رب السماوات وتسير على درب نبيك رسول الله e؟

فاليوم اجعله منطلقاً للتحرير.

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة محمد حمدي – ولاية السودان

3 تعليقات

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 17 نيسان/ابريل 2018م 23:13 تعليق

    #الخلافة #أقيموا_الخلافة
    #ReturnTheKhilafah
    #ذكرى_هدم_الخلافة
    #حزب_التحرير

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 17 نيسان/ابريل 2018م 19:29 تعليق

    #الخلافة #أقيموا_الخلافة
    #ReturnTheKhilafah
    #ذكرى_هدم_الخلافة
    #حزب_التحرير

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 17 نيسان/ابريل 2018م 19:25 تعليق

    #الخلافة #أقيموا_الخلافة
    #ReturnTheKhilafah
    #ذكرى_هدم_الخلافة
    #حزب_التحرير

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع