خبر وتعليق الأنظمة والعلماء
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في 26/2/2011 اذاعت قناة "العربية" مقابلة مع سيف الاسلام القذافي قال فيها ان هناك دعاة ومشايخ كانوا يأتون الى ليبيا وينافقون لنا ويتملقون الينا ويلعقون احذيتنا اصبحوا اليوم ضدنا ويقومون بالتحريض علينا عبر المنابر ووسائل الاعلام". وقد نشرت صفحة العربية . نت عن الشيخ سلمان العودة قوله ان سيف الاسلام اتصل به يطلب منه ان يفتي بعدم شرعية المظاهرات وقد رفض الشيخ العودة ذلك. وكذلك نقلت هذه الصفحة عن عائض القرني قوله انه تلقى اتصالا هاتفيا من الساعدي نجل القذافي يحثه فيه ان يشارك بكلمة ضد المظاهرات التي تجتاح ليبيا هذه الايام وانه اي القرني رد عليه بالقول انكم تقتلون الشعب الليبي اتقوا الله فيه فهو مظلوم احقنوا دماء الليبين. واضاف القرني قائلا:" احسست من كلامه بالخذلان والتراجع والارتباك". وربطت العربية الشيخ القرضاوي بهذا الخبر قائلة انه افتى بجواز قتل القذافي.
التعليق:
1. ان هناك من المحصلين لعلوم الشريعة والدين او لقسم منها يصبحون مشهورين بفضل اتصالهم بالانظمة الجائرة في البلاد الاسلامية ومنها العربية او سكوتهم عنها وخوضهم في مواضيع لا تمسهم ولا تمس ظلمهم وطغيانهم، فتتيح وسائل اعلام هذه الانظمة او المتصلة بهذه الانظمة لهؤلاء فرصة الظهور. فيحصلون على القاب مثل العالم او العلامة او الداعية ويحصلون على جوائز الحكام واعطياتهم. وهؤلاء لا يمسون الحكام وهم في اوج قوتهم وجبروتهم وظلمهم، ويحسبون ان ذلك من الحكمة والذي يتصدى لهم يعتبر مجانبا للحكمة او عنده افراط وتفريط.
2. تظن هذه الانظمة الجائرة ان الناس جهلة حتى ان هؤلاء من يسمون بالعلماء يظنون ظنهم وانهم هم الذين يسيرون الشارع ويؤثرون على الناس. ولكن تبين ان الناس ومنهم الشباب قد تجاوزوهم وعيا وادراكا وشجاعة. وان هؤلاء من يسمون بالعلماء اشبه بأن يكونوا اصحاب معلومات دينية كما يقال او مخزنيين لهذه المعلومات، ويلقون قسما منها عبر الفضائيات والمحاضرات حسب الحاجة وبقدر ما تسمح به الانظمة، وتبقى معلومات لا تنتج عملا. ولكن الشباب يتمتعون بالوعي والادراك وان المعلومات التي لديهم تربط بالواقع وتنتج عملا.
3. اولاد القذافي يفضحون مثل هؤلاء العلماء حتى يصفوهم بانهم كانوا يلعقون احذيتنا ويتملقون لنا وينافقون لنا. ومن يفعل مثل ذلك لا يمكن ان يتمتع بصفة العالم او العلامة او الداعية ولو اطلق عليه مثل هذه الالقاب. لأنه يبيع علمه بثمن قليل، وهذا يفضح في الدنيا كما سيفضح في الآخرة. فالقذافي لم يبدأ بقتل شعبه اليوم بل هو معروف عنه من اول يوم وصل فيه الى الحكم فهو معروف باجرامه وقتله وفتكه في من يعارضه. فقد كشف صديقه عبد الرحمن شلقم وهو ممثله في الامم المتحدة انه قتل حوالي 2000 انسان برئ عام 1996. والجدير بالذكر انه اعدم 13 شابا من شباب حزب التحرير بعدما ناقشه وفد هذا الحزب في موضوع السنة عندما انكرها القذافي عام 1978. فهل صحا مثل هؤلاء الدعاة على ان القذافي بدأ يقتل شعبه اليوم!
4. الشخص العالم بحق وبحقيقة هو الذي لا يتملق احدا ولا ينافق ولا يداهن اي ظالم ولا اي طاغية ولا يلعق احذيتهم ولا يقبل جوائزهم ولا يقبل ان يسير معهم الى ان تنقلب عليهم شعوبهم ويصبحوا على شفا السقوط ومن ثم يأتي ويقول اتق الله في شعبك او يقول اقتلوه. فالعالم لا يأتي السلطان وهو يقول الحق ولا يخشى الا الله! فيفضل العمل بين الشباب وبين عامة الناس على الظهور عبر وسائل الاعلام ان لم يستطع ان يقول كلمة الحق عبر هذه الوسائل. والاتصال بالشباب وعامة الناس مباشرة وقول الحق امامهم ومعهم والعمل معهم اصدق وارسخ واثمر من قول جزء من الحقيقة واخفاء الحقائق عبر وسائل الاعلام في سبيل الظهور فيها. لان الناس الذين يستمعون يتألمون من الطلم ويعانون مشاكلهم وقضاياهم التي اغفل النظام الجائر عن حلها لهم، وهم لا يرون ان هؤلاء يقدمون لهم حلولا لهذه المشاكل والمعاناة، فهم ينتظرون اليوم الذي ينتفضون فيه ويثورون على هؤلاء الظلمة وعندئذ لو تكلم هؤلاء الذين يسمون بالعلماء فلا تهتم بهم جماهير الامة لانهم لم يقودوها بل هؤلاء يأتون الى الشباب والى تواجدهم في ميادين التحرير وينقادون لهم وينادون بمطالبهم.
5. هذا الواقع يثبت صحة سير حزب التحرير فهو يعمل بين الشباب وبين جماهير الامة ويثير فيها التفكير ويوجد لديها الوعي ويحفزها على العمل للتغيير، وهو يرفض ان ينافق او يداهن من بيدهم زمام الأمور ولا يتملقهم ويبتعد عنهم، فليس من الوارد ان يأتي ويعلق احذيتهم في سبيل حفنة من النقود او في سبيل جائزة او شهرة. ولا يقبل ان يظهر في وسائل الاعلام متخليا عن فكرة من افكاره. حتى انه لا يقبل الاشتراك في حكومات هذه الانظمة. وما هو حادث في العالم الاسلامي من انتفاضات يثبت ان التغيير لا يأتي عن طريق نفاق الحكام ومداهنتهم ولا عن طريق الاشتراك في انظمتهم وهو نوع من النفاق والمداهنة، وانما يأتي عن طريق العمل لاسقاط النظام كاملا عن طريق الامة كما تبنى حزب التحرير وسارعليه مدة ستة عقود. وشباب الامة ومن ثم جماهيرها اثبتوا ذلك. فعلى العلماء ان يتعظوا من الشباب قبل ان يوجهوا للشباب المواعظ، وعلى الحركات التي تشارك في الحكم وتتدعي انها تريد ان تخدم الاسلام والمسلمين او تريد ان تحدث تغييرا عن طريق المشاركة في انظمة الكفر الظالمة ان تتعظ من الشباب ومن جماهير الامة وترجع الى الصواب وتتبع طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وهي عدم المشاركة في انظمة الكفر وعدم تملقها ومداهنتها والعمل على خلخلتها من جذورها حتى تسقط وتنهار اسسها المؤسسة على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم.