السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

من اروقة السنة النبوية- حبس رسول الله ومن معه في شعب أبي طالب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ذكرت صحيفة قرشية علقت في سقف الكعبة ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة ان أكابر قريش قد أجمعوا أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف ,  ألا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من نتائج ذلك القرار ان انحازت بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم؛ إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب، وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة، وبقوا محصورين مضيقاً عليهم , مقطوعاً عنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين حتى بلغ بهم الجهد .

ان الابتلاء للمؤمنين هو من سنن الله عز وجل , وان النصر والتمكين  في الارض يتحقق بعد العمل الجاد والمخلص الملتزم بفكرته وطريقته , والصبر والثبات على الحق الذي امر الله به , الى ان يأذن الله سبحنه بالنصر ,  فيتحقق راسخا متجذرا  في عقول وقلوب العاملين الصادقين , ويضرب جذوره في الارض ليمكث فيها نورا يهدي به الله من يشاء .

وان الناظر الى  الممارسات القمعية التى مارسها النظام القرشي بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتلته الصادقة المؤمنة , ومحاولاتهم المتتالية لصرف اذهان الناس عن الايمان والتصديق بوعد الله سبحنه , واستخدامهم كافة السبل السياسية والفكرية والأمنية والاقتصادية من اجل تقويض هذه الدعوة والقضاء عليها  , يدرك مدى التخوف الذي اصاب هذا النظام من دعوة الاسلام , وانه رأى في هذه الدعوة تقويضا لأركانه الهشة , ونذيرا بفناءها واندثارها الى غير رجعة , مما جعله لا يتوانى عن القيام بكافة الاجراءات المتاحة لتحقيق اهدافه .

وبالرغم من ان الكتلة العاملة المخلصة لاقامة الدولة الاسلامية  الاولى بقيادة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم , كانت ملتزمة بالعمل السياسي والفكري السلمي في المجتمع المكي , ولم تتخذ من الاعمال المادية سبيلا لايصال فكرتها , ولم تعمل على التصادم مع النظام بقوة السلاح , بل التزمت بطرح الافكار  الصحيحة ودحض الافكار الباطلة , الا ان الطرف الاخر من المعادلة , وهو النظام القمعي في قريش , استخدم القوة والبطش والاغراءات المادية والمعنوية , وسخر الاعلام المتاح له داخليا وخارجيا , وابدع بالتضليل السياسي والفكري لتشويه صورة الدعوة الاسلامية , ومحاولة حرفها عن مسارها لا سيما بعد ان ادرك عدم امكانية القضاء عليها .

ان الهزيمة والفناء والاندثار هي حتمية لكل نظام طاغوتي , سواء أكان ذلك في الجاهلية الاولى  يوم انتصر الاسلام وحققت الدعوة بناء صرحها الشامخ الاول  في المدينة المنورة ,  لترسم ابهى صورة عرفها التاريخ  البشري , من العمل السياسي السلمي المنتج و الموصل حتما للتغيير الجذري .  ام كانت الهزيمة والاندثار لهذه الانظمة الطاغوتية الجاثمة على صدور الامة الاسلامية حاليا .والتى يصح ان نطلق عليها الجاهلية الثانية , من  زاوية تطبيقها لاحكام الكفر وفرضها الرؤى الغربية على ابناء الامة الاسلامية , وعملها الدؤوب لابقاء العلاقات بين الناس على اساس غير اسلامي  لتحافظ بذلك  على مصالح الدول الاستعمارية في بلاد المسلمين  .

لذلك تجد الفئة المخلصة من ابناء الامة الاسلامية , المتلبسة بالعمل الجاد والمخلص لاقامة  الدولة الاسلامية , تجدها واثقة من وعد الله سبحنه , متيقنة من نصره , صابرة على لأواء الظلمة ,  مستعينة بالله وحده , ثابتة على الحق  , تذلل الصعاب وتحطم  الصخور , ترتسم خطاها من الاسلام العظيم  , وتسير بطريقة الرسول الكريم ,  لبناء صرح الاسلام الشامخ الثاني على منهاج النبوة .

اما صحيفة قريش المعلقة  والتى كانت سببا في كتابة هذا المقال , فقد قضت عليها أرضة  فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم؛ إلا ذكر الله عز وجل .

فالصبر والثبات يا حملة الدعوة , فوالله ليتمن هذا الامر حتى يسير الراكب من جاكرتا الى طنجة بلا تاشيرات دخول او حواجز عبور  .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".

(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)

 

 

كتبه  ابو باسل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع