السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

احجز لنفسك مقعدا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ رِعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ . التفسير الكبير للرازي

وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «العالم والمتعلِّم شريكان في الخير ولا خير في سائر الناس» (رواه ابن ماجه).

عباد الله:

مما لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد البتّة في حديثه عن العلم لم يقصد العلم الفيزيائي ولا الحسابي أو غيرها من العلوم. إنما قصد عليه الصلاة والسلام العلم الشرعي الذي به تعرف الحلال والحرام, به تستبرأ لدينك وعرضك, به تعتق رقبتك من نار تلظى. وقد دلّ حديث علي كرّم الله وجهه على ذلك فقال: " وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ", أي متعلم للعلم الشرعي الذي يلزمه في حياته لينجو من النار, كأن يعرف أحكام الطهارة والصلاة والزواج والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحكام النصيحة وغيرها من العلوم والأحكام التي ما انفك الناس يسألون عنها يومياً أو تتكرر كل عام كالصيام ومبطلاته والصلاة وغيرهما, وإنه والله لأمر محزن أن ترى الرجل العظيم ذو اللحية الطويلة يجهل ما هو معلوم من الدين بالضرورة, والسؤال هو, لماذا؟

لماذا هذا الإعراض عن العلم الشرعي, والتزود بما ينفعك كمسلم من أحكام لعيشك وما تواجهه في هذه الحياة الدنيا؟ وقد سمعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: " ... ولا خير في سائر الناس" أي وجب عليك أيها المسلم أن تحجز لك مقعداً بين صفوف المتعلمين فتكون عالما أو متعلما وإلا فلا خير فيك أو تكون كما قال عليّ رضي الله عنه: " هَمَجٌ رِعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ".

أم اكتفيتم عباد الله بما يبثه إعلام حكامكم الخونة من أحكام مدسوسة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها عذاب أليم, يُفتى في المائل العظام عبر الهاتف في غضون دقائق معدودة, بالمقابل كان الصحابة رضي الله عنهم لا يفتون في أبسط أمور الحياة ويبعث السائل إلى صحابي أخر يعتقد أنه أفقه منه, كل ذلك خوفاً من الله العلي العظيم, وكيف لا؟ والمفتي هو موقع عن الله في فتواه.

ومن الأحكام الشرعية التي وجب على كل مسلم التلبس بها, هي أحكام تغيير هذا الواقع الفاسد, والعمل على تطبيق حكم الله في أرضه باستئناف الحياة الإسلامية من جديد بإقامة دولة الخلافة الإسلامية.

وكيف لا, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" فأين هي بيعة الإمام أيها الناس؟! والتي بها يُطبق حكم الله في كل نواحي الحياة ويأمن الناس على دينهم وأولادهم وأموالهم, وبها تفتح البلاد ويدخل الناس في دين الله أفواجاً, بها تصان الكرامات وتحفظ الأعراض ويُنصر المقهور ويُغاث الملهوف.

ماذا ستجيبون ربكم عند السؤال؟

هل ستقولون: ما سمعنا بهذا يا رب؟!

فأين أنتم من العلم وتعلُّم ما ينفعكم, أم انكفئاتم على تعلم مالا ينفعكم في أخرتكم شيئاً ولا تُنقذون؟!

تساؤلات أضعها بين أيديكم عباد الله علّكم تفكرون بها فالأمر جدّ لا هزل, الأمر جدّ لا هزل.

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ وَعَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ مِثْلُ جَبَلِ تِهَامَةَ ، فَإِذَا سَمِعَ الْعِلْمَ ، وَخَافَ وَاسْتَرْجَعَ عَلَى ذُنُوبِهِ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ ، فَلَا تُفَارِقُوا مَجَالِسَ الْعُلَمَاءِ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ تُرْبَةً عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَكْرَمَ مِنْ مَجَالِسِ الْعُلَمَاءِ .

فاللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه... اللهم آمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسام ذالق

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع