خبر وتعليق البابا والعنف والإسلام
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر - القدس العربي - الثلاثاء 2010-11-23
البابا يحث الإسلام على توضيح علاقته بالعنف وعلاقته بالعقل ثم مسألة الحق في تغيير الدين:
حث البابا بنيديكتوس السادس عشر الإسلام على تبيين موقفه من هذه القضايا حسبما جاء في وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" في كتابه الجديد الذي ينشر الأربعاء 2010-11-24
التعليق
مع أن الكنيسة أقصيت عن السياسة والحكم في القرون الوسطى على يد الديمقراطية الغربية العلمانية، وهي تسخّر نفسها لخدمة الطغمة السياسية العلمانية الحاكمة في الغرب حفاظاً على مصالحها، ولذلك لم تتوان أن تكون عوناً للفاشية حيناً، والنازية حيناً آخر، وسخرت كل إمكانياتها لتكون طلائع التبشير والتمهيد للغزوات الاستعمارية الغربية وبالذات للعالم الإسلامي.
إن مشكلة البابا اليوم بوصفه رأس حربة في الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين، ليس في أن الإسلام لم يوضح موقفه من هذه القضايا المثارة أو غيرها. بل إن المشكلة الحقيقية بالنسبة له هي أن الإسلام قد حدد موقفه بشكل واضح وصريح وجلي كالشمس في رابعة النهار.
لكن البابا وكعادته لم يملك الجرأة ليصرح بما يريد قوله. إن البابا يريد أن يقول أن على الإسلام أن يغير موقفه من هذه القضايا. فالمطلوب من الإسلام - حتى يرضى عنه البابا - أن يقول للمسلمين، إذا جاءكم الصليبيون والغزاة يحتلون بلادكم، ويقتلون أبناءكم، ويستبيحون دماءكم، وينهبون ثرواتكم، فلا ترفعوا في وجههم سلاحا، ولا تقاوموهم، وعليكم أن تنسوا موضوع الجهاد، فهو أمرٌُ قد ولى عهده وانقضى.
المطلوب من الإسلام حتى يرضى عنه البابا أن يقول للمسلمين، لا عليكم إن هاجم العلمانيون والكفرة دينكم، وهزئوا برسولكم، واحتقروا قرآنكم، وامتهنوا شريعتكم، لا بل تقبلوا الأمر بروح رياضية، لأن الحداثة ومابعد الحداثة والتفكير الحر المستنير هو أعظم قدسية من كل ذلك.
المطلوب من الإسلام حتى يرضى عنه البابا أن يقول للمسلمين: إن دينكم ليس هو الحق المبين، وعليكم أن تتركوا إيمانكم بأن الإسلام هو الحق المطلق، وأن الحقيقة هي أمر نسبي تتساوى فيه كل الأديان والمذاهب، فلا بأس أن تغير دينك كل يوم، ولا بأس أن تصبح مسلماً وتغدو يهودياً وتمسي نصرانياً، وفي اليوم التالي لا بأس أن تبدأ يومك بأن تكون ملحداً ثم علمانياً وسط النهار وهكذا.
أما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من بدل دينه فاقتلوه": فعليكم نبذه وراء ظهوركم. هذا ما يريد البابا أن يقوله، وهذا ما يريده البابا من الإسلام. أعلم أن كلماتي ومهما كانت بليغة لن تنسيَ رأساً كرأس البابا وساوس الشيطان. ولكن لا بأس أن أقول له لأن طاوعتكم أيديكم الآثمة أن تمتد إلى ما أتى به عيسى عليه السلام بالتغيير والتحريف والتبديل عبر العصور، فإن للإسلام رباً تكفل بحفظه من كل ذلك، وله أتباع متمسكون بالذي أنزل إليهم من ربهم، وحريصون على الالتزام والعمل به وله حتى يظهره الله على الدين كله ولو كره الكافرون.
وصدق الله العظيم، ولا يزالون ياقتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا.
أبو أنس - أستراليا
الجمعة 2010-11-26