السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  والصلاة والسلام على سيد المرسلين ورئيس الدولة الأولى للمسلمين , محمد بن عبد الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه .  أينعت رؤوس الحكام فحان قطافها

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن واقع بلاد المسلمين من اندونيسيا شرقا الى المغرب غربا , يندى له الجبين , ويتحرق عليه القلب الما وكمدا لما آلت اليه احوال الناس  من ذل واضطهاد , تحت حكم حفنة من مغتصبي سلطان الامة , حكام تجرأوا على شرع الله , فظلموا واوغلوا في الظلم .

 فالغرب ,  ومنذ ان استطاع بمكره ومؤامراته التى استمرت قرابة قرنين , من ان يهدم خلافة المسلمين , نصب عليهم حكاما  عملاء مأجورين منتفعين  , وغلفهم بانظمة وقوانين جائرة كافرة , تضمن له حماية وتأمين مصالحه الاستعمارية , وتحافظ على هيمنته المطلقة , سياسية واقتصادية وامنية وثقافية , لينهب ثروات المسلمين , ويتحكم بطريقة عيشهم .

 وبالرغم من التغيير الذي حصل في سلم الدول الكبرى الفاعلة في المنطقة  منذ ان هدمت الخلافة , فارتقت بعض الدول مكانة وهيبة وتدنت  اخرى , الا ان جميع هذه الدول المتصارعة  اجمعت على قاسم مشترك لم تتخلى عنه , الا وهو الحفاظ على النظام السياسي الناتج عن اتفاقيات سايكس بيكو ,  ومنع اي تغيير في الانظمة الحاكمة قد يؤدي الى ظهور دولة تتخذ الاسلام اساسا للحكم فيها  , مما يضمن بذلك الحفاظ على المصالح الغربية وتثبيت الفرقة  بين ابناء الامة الاسلامية .

حتى انه  في حال وصول الصراعات في المنطقة  بين القوى الدولية الفاعلة الى حد الحاجة لتغيير الحاكم , كانت الضمانات دائما بعدم تغيير نظام الحكم , وان تطلب الامر تغييرا في نظام الحكم , كان التغيير شكليا منمقا تحت عباءة الدول الاستعمارية , لتضمن استمرارها بالهيمنة  , والحفاظ على مصالحها .

 ان الامة الاسلامية اليوم تمر بأدق فصول علاقتها بحكامها , ولنطلق عليه :  فصل  قلعهم وكنسهم عن عروشهم ,  فبعد انتهاء عصر المزايدات الكاذبة , والانتصارات الوهمية , والشعارات الفضفاضة الزائفة , كشف المستور , وزالت الضبابية , وانقشع النور , لتظهر عورات الحكام على الملآ , وتتضح صورتهم الحقيقية وضوح الشمس , وولوغهم في الخيانة والعمالة , واستمراءهم  الذل والمهانة , وجرهم لشعوبهم الى كل شر  يراد بهم . حتى ان عرق الحياء  قد قطع , فلم يبق لهم ماء وجه يحفظونه , ولا كرامة ينتصرون لها .

 ان الشعوب الاسلامية  شيوخا ونساءا واطفالا ورجالا , تلعن حكامها صباح مساء , حتى اصبح ذلك كالخبز اليومي لهذه الشعوب المقهورة , وهي بذلك تعبر عن مدى السخط على هؤلاء الحكام , ومدى الحاجة للقضاء عليهم والتخلص منهم .

وبالرغم من محاولات الوسائل الاعلامية المستمرة ,  من الطنطنة لهم   من اجل تلميعهم , وبالرغم من عزف هذه الوسائل في بعض الاحيان على وتر الاسلام  كما هو الحال في تركيا ,  بهدف كسب الرأي العام .  بالرغم من كل ذلك , الا ان الشعوب المغلوبة على امرها تعي ذلك تماما , وهي وان مالت الى بعضهم فان ميلها يكون للاسلام الذي يلبس بعض الحكام  ثوبه , ولعدم توفر البديل امام هذه الشعوب ,  ولكن وبفضل المخلصين من ابناء هذه الامة , فان كشفهم وفضحهم   اصبح منتشرا لدى كافة فئات الشعوب  المسلمة .

 ان جعبة الانظمة الحاكمة في بلاد المسلمين اصبحت فارغة , فليس لديها ما تقدمه لشعوبها , فكل الشعارات اندثرت , والوعود الكاذبة كشفت , فلم يبقى لها الا ان تطأطئ رأسها في الوحل , وتختبئ خلف جدران قصورها , وتبقى في جحورها كالافاعي السامة , تراقب بحذر ما سيؤول اليه مصيرها , وهي تدرك ان الغرب الكافر الذي نصبها  جاثمة على صدور شعوبها , سوف يتخلى عنها لحظة امساك الامة بزمام امرها .

 ان المطلب الوحيد للامة الاسلامية اليوم هو الوحدة , توحيد البلاد والعباد في دولة واحدة  تحكم بشرع الله ,  وتجمع الثروات وتوزعها بالعدل بين الناس ,  وتصد الجيوش المستعمرة لبلاد المسلمين المحتلة , من كشمير الى بيت المقدس .

وان هذا المطلب لن تستطيع هذه الانظمة  تحقيقه لشعوبها , بل انها وجدت من اجل عدم تحقيقه , لهذا فان الفجوة بينها وبين شعوبها اصبحت اكبر من ان تستطيع اي قوة في العالم من سدها ,  ولهذا لا يمكن لكل   الخطط السياسية والاساليب الشيطانية من دمج الشعوب مع حكامها , وقد اثبتت تجارب بعض الجماعات في التوفيق بين الشعوب والحكام  فشلها , بل واشمئزاز المسلمين منها  .

 لقد اينعت رؤوس الانظمة وحان قطافها .... ولن تخلو بلاد المسلمين من ابطال ترنوا اعينهم لنصر الله سبحانه , فمصر الكنانة اهلا لتلد ابطالا كبيبرس وقطز , يقطفون رأس مبارك ونظامه , والشام  وتاريخها المشرق لن يخلو من  ضباط مخلصين يعيدون مجد صلاح الدين ونور الدين , ويقطفوا راس الاسد ونظامه , اما الباكستان  وجيشه الذي يعد سابع اكبر جيش في العالم, فلن يخلوا من جنرالات يعيدون مجد سيد الانصار سعد بن معاذ واسيد واسعد  ويقومون بقطف راس زرداري ونظامه البغيض , وهذا كله غيض من فيض , فابطال الاسلام منتشرون في كافة بقاع البلاد الاسلامية , من وسط افريقيا وشمالها , الى الجزيرة العربية , وتركيا , الى وسط اسيا  وجنوب شرقها  , وشبه القارة الهندية ....

فقد حان موسم القطاف ,  والله نسأل ان يعجل بنصره وقيام دولة الخلافة التى تحكم بشرعه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأستاذ علاء المقدسي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع