خبر وتعليق أصبح الاستهزاء بقيم الإسلام والمسلمين عادة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
بتاريخ 04 أيلول/سبتمبر 2010 أذاعت قناة NTV"" التلفزيونية خبراً جاء فيه: "ورد في بعض الملصقات -المتعلقة بالاستفتاء العام المزمع إجراؤه في 12 أيلول 2010 حول حزمة التعديلات الدستورية التي يطالب بها حزب العدالة والتنمية- التي تم إعدادها من قبل أنصار حزب الشعب الجمهوري في ديار بكر واسطنبول العبارة الآتية: 'نعم لتغطي المسلمات أنفسهن كما تغطي الراهبات أنفسهن‘ وكان رئيس الوزراء إردوغان قد رد على ذلك بالقول: 'لقد نشروا ملصقات في اسطنبول، هل تعلمون ما الذي يقولونه: نعم للباس الراهبات، أي أن حزب الشعب الجمهوري يساوي بين لباس الراهبة وبين لباس أختي المسلمة‘".
التعليق:
إن الرأي العام التركي انشغل طوال الشهر المنصرم بالاستفتاء العام المزمع إجراؤه يوم الأحد الموافق 12 أيلول/سبتمبر 2010 حول حزمة التعديلات الدستورية التي يطالب فيها حزب العدالة والتنمية. وكانت قد نشبت مشادات كلامية شرسة بين العلمانيين الكماليين المواليين لإنجلترا من جانب وبين العلمانيين الديمقراطيين الموالين لأميركا من الجانب الآخر كان آخرها استغلال خمار المرأة المسلمة -رمز عفتها وطهرها وأحد قيم الإسلام والمسلمين- بصورة قبيحة.
وكان (كمال كليتش دار أوغلوا) الذي وصل لرئاسة حزب الشعب الجمهوري قد صرح خلال حملته المتعلقة بالاستفتاء العام أنهم سيحلون مشكلة الخمار (غطاء الرأس)، في حين أن القاصي والداني يعلم مدى الحقد الدفين الذي يكنه حزب الشعب الجمهوري وأنصاره تجاه القيم الإسلامية بشكل عام وتجاه خمار المرأة المسلمة بشكل خاص، ففقط قبل بضعة أشهر وفي 03 آذار 2010 بالتحديد، وبمناسبة يوم إعلان الجمهورية العلمانية (ذكرى إلغاء الخلافة) قامت نساء من حزب الشعب الجمهوري بتمزيق الجلابيب والخمر -أبرز ما في لباس المرأة المسلمة- وإلقاؤها في القمامة، إن هذه الأعمال القذرة التي ما انفكوا يقومون بها ستبقى مسجلة في ذاكرة الشعب المسلم في تركيا. وبحمد الله وفضله فقد باتت الأمة تعي ألاعيب القادة المضلين، وتعلم أن التصريحات التي أدلى بها رئيس حزب الشعب الجمهوري (كمال كليتش دار أوغلوا) حول الخمار ما هي إلا استغلالا وتلاعبا لتحقيق مصالح حزبية.
ولكن ما الذي قام به حزب العدالة والتنمية -الذي وصل للحكم بأصوات المسلمين الذين تعاطفوا معه وآزروه- تجاه الوعود التي أطلقها لهم آنذاك من أنه سيحل مشكلة الخمار؟! لقد مضت 8 سنوات وهم في الحكم، فما الذي صنعوه من أجل حل مشكلة خمار المرأة المسلمة؟! أوليس رئيس البرلمان التركي مهمت علي شاهي هو الذي صرح مستهتراً بمشاعر المسلمين كافة قائلاً فيما يتعلق بمشكلة الخمار "إن مشكلة تزعج ما تعداده 1.5%، ليست على سلم أولوياتنا"؟! أوليس رئيس الوزراء إردوغان هو من شبه المسلمات اللواتي يرتدين الخمار بأنهن "3-5 شجرات"؟!
وبعد كل ذلك ما الذي يمكن أن يعنيه تصريح إردوغان الآن "...حزب الشعب الجمهوري يساوي بين لباس الراهبة وبين لباس أختي المسلمة" غير أنه من باب استغلال المشاعر الإسلامية لتحقيق مآرب في نفسه؟ ففي الوقت الذي لم يحرك رئيس الوزراء إردوغان ساكناً بالرغم من علمه بأن آلاف المسلمات حُرِمْن من تلقي العلم ودخول الجامعات وحُرِمْن من العمل بسبب ارتدائهن الخمار (غطاء الرأس)! نراه الآن في فترة حملات الاستفتاء العام يقوم ويطلق التصريحات دفاعاً عن الخمار، أوليس هذا هو التضليل والاستغلال بعينه؟
إن كافة هذه المؤشرات تشير إلى أن لا حزب العدالة والتنمية الحاكم ولا أحزاب المعارضة بزعامة حزب الشعب الجمهوري تكترث بقضية خمار المرأة المسلمة، فكلاهما يسعى لتحقيق ما يمليه عليه سيده الغربي، وأما مشكلة (الخمار) فما هي إلا أداة دعائية تستخدم في مثل أجواء الاستفتاء الحالية وفي أوقات الانتخابات، وذلك لعلمهم مدى حساسية هذه القضية بالنسبة للمسلمين في تركيا ومدى دغدغتها لمشاعرهم، ولعلمهم في الوقت ذاته أن لا العلمانية ولا الديمقراطية ولا ما ينبثق عنهم من شأنه أن يكسبهم أصوات المسلمين! ولهذا باتوا يستسيغون ولا يتورعون عن استغلال القيم الإسلامية لتحقيق مكاسب انتخابية أو أخرى حزبية تماماً كما هو دأب أسيادهم الكفار المستعمرين. قاتلهم الله أنى يؤفكون.
في 10/09/2010م رمضان طوسون