خلافةٌ أظلّ زمانها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
قبيل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام كثر الحديث بين المنجّمين وأهل العلم من يهود ونصارى عن نبوة أظلّ زمانها ولاحت بوادرها في الأفق، واليوم وبعد ما يقارب التسعين عاماً على سقوط الخلافة ها هو الحديث عنها يكثر بين قادة الغرب وساستهم، بل إنها أصبحت تقضّ مضاجعهم، وتؤرق نومهم، مما يؤكد على أن بوادرها تلوح في الأفق، وفكرتها تبلورت في قلوب المسلمين فاقترب زمانها، وآن أوانها، وذلك ما عبّر عنه باتريك بوكانان أحد المرشحين السابقين للرئاسة الأمريكية عندما تحدث عن اقتراب سيادة الإسلام في قوله: «إن قوة أي جيش لا تضاهي انبعاث فكرة آن أوانها». وهذه قطفة من أقوال ومقالات بعض الغربيين عن الخلافة تؤكد هذا الرأي:
- ورد على لسان بوتين رئيس روسيا السابق في كانون أول عام 2002م قوله: «إن الإرهاب الدولي أعلن حرباً على روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها وتأسيس خلافة إسلامية».
- قال هنري كيسنجر في خطاب له ألقاه في الهند بتاريخ 6-10-2004م في مؤتمر هندوستان تايمز الثاني ما يلي: «إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب، كذلك الذي شهدناه في 11 أيلول، ولكن التهديد آتٍ من الإسلام الأصولي المتطرف الذي عمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون في مسألة الخلافة».
- وفي مجلة النيوزويك في عددها الثامن من نوفمبر 2004م ورد على لسان كيسنجر قوله: «إن العدو الرئيسي هو الشريحة الأصولية الناشطة في الإسلام التي تريد في آن واحد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة وكل المجتمعات الأخرى التي تعتبرها عائقاً أمام إقامة الخلافة».
- نشرت صحيفة الحياة في 15-1-2005م تقريراً نشرته رويترز في واشنطن، ويحتوي هذا التقرير على تنبؤات تستند إلى تشاور تم مع ألف خبير من قارات العالم الخمس حول توقعاتهم المستقبلية حتى عام 2020م ويهدف ذلك التقرير إلى مساعدة رجال الإستخبارات ورجال السياسة لمواجهة تحديات السنوات المقبلة، وتوقع التقرير «استمرار الهجمات الإرهابية» وتحدث التقرير عن أربعة سيناريوهات محتملة لتطور الأوضاع في العالم، وكان السيناريو الثالث الذي حذّر منه التقرير هو «الخلافة الإسلامية».
- وتحدّث رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير أمام المؤتمر العام لحزب العمال في 16-7-2005م فقال: «إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تُحكّم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية».
- صرّح بوش في 6-10-2005م مشيراً إلى وجود استراتيجية لدى مسلمين تهدف إلى إنهاء النفوذ الأمريكي والغربي في الشرق الأوسط فقال: «إنه عند سيطرتهم على دولة واحدة سيستقطب هذا جموع المسلمين، ما يمكنهم من الإطاحة بجميع الأنظمة في المنطقة، وإقامة إمبراطورية أصولية إسلامية من إسبانيا وحتى إندونيسيا».
- ويقول وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك في كلمة له في معهد هيرتيج في 6-10-2005م: «لا يمكن أن يكون هناك مفاوضات حول إعادة دولة الخلافة ولا مجال للنقاش حول تطبيق الشريعة الإسلامية».
- وفي 5-12-2005م قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في تعليق له حول مستقبل العراق وكان ذلك في جامعة جون هوبكنز: «ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وإفريقيا وآسيا وهذا هو مخططهم، لقد صرحوا بذلك وسنقترف خطأً مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم».
- ذكرت جريدة «ملّيات» التركية في 13-12-2005م نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز أن «أصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة «الخلافة» في الآونة الأخيرة كالعلكة. لقد باتت إدارة بوش تستخدم وصف الخلافة قاصدة به الإمبراطورية الإسلامية، التي كانت في القرن السابع تمتد من الشرق الأوسط وحتى آسيا الجنوبية، ومن شمال إفريقيا إلى إسبانيا»
- وكتب المعلق الأمريكي «كارل فيك» في صحيفة الواشنطن بوست، في 14-1-2006م، تقريراً مطولاً ذكر فيه أن «إعادة إحياء الخلافة الإسلامية الذي يهاجمه الرئيس الأمريكي جورج بوش، يتردد في أوساط السواد الأعظم من المسلمين» وذكر أن «المسلمين يعتبرون أنفسهم جزءاً من «الأمة» التي تشكل قلب الإسلام، كما ينظرون إلى الخليفة كشخص جدير بالإحترام».
- وفي 5-9-2006م عاد جورج بوش ليتحدث عن الخلافة فقال: «إنهم يسعون إلى إقامة دولتهم الفاضلة الخلافة الإسلامية، حيث يُحكم الجميع من خلال هذه الأيدولوجية البغيضة ويشمل نظام الخلافة على جميع الأراضي الإسلامية الحالية».
- قال الرئيس الفرنسي ساركوزي في 24-8-2007م «لا داعي لاستعمال لغة الخشب لأن هذه المواجهة يرغب فيها «المتطرفون» الذين يحلمون بإقامة الخلافة من إندونيسيا إلى نيجيريا، رافضين أي شكل من أشكال الإنفتاح وأي شكل من أشكال الحداثة والتنوع» وقال: «إنه لا يستهين بإمكانية المواجهة بين الإسلام والغرب».
- وفي كتاب صدر عام 2007م بعنوان «سقوط وصعود الدولة الإسلامية» لأستاذ القانون بجامعة هارفارد البروفيسور نوح فيلدمان «أن الصعود الشعبي للشريعة الإسلامية مرة أخرى في العصر الحالي، رغم سقوطها سابقاً يمكن أن يؤدي إلى خلافة إسلامية ناجحة» ويقول: «إن الإمبراطوريات وأساليب الحكم حينما تسقط فإنها تسقط بلا رجعة مثلما حدث مع الشيوعية والملكية الحاكمة إلا في حالتين فقط حالياً: الأولى هي الديمقراطية والتي كانت سائدة في الإمبراطوريات الرومانية، وفي «حالة الدولة الإسلامية»».
هذه بعض المقالات والتقارير والتحليلات التي رأت النور وظهرت للعيان وهي مؤشر على مدى تحسب وترقب القوى الغربية الإستعمارية لمشروع الخلافة وهي تعطي انطباعاً واضحاً عما يطفو على السطح. لقد طال انتظار الأمة والعالم أجمع لهذا النور العظيم الذي سيضيئ حُلكة هذا الظلام البهيم، اللهم طال ليل الظالمين، فعجّل بنورك يا أرحم الراحمين. «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ» (الأنفال 30).
كتبه للاذاعه ابو زيد