الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بين الحقيقة والسراب -الإسلاميون في جزيرة المخادعين

بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ..
بين الفينة والأخرى تقوم الفضائيات بتغييرٍ معين بطريقةٍ ما تبعد المتلقي عن الملل ، والجزيرة كانت كذلك منذ مطلع تشرين الثاني من العام الجاري ، حيث برزت لنا بألوانٍ جديدة وحلةٍ من البرامج التي لم تكن تبثها من قبل ، فبدأت ببثِّ برنامجٍ يخنلف تماماً في صيغته عن باقي برامجها ، حيث تسرد من المعلومات ما تعطيه للمتابع لها على أنه مسلمات .
(الإسلاميون) برنامجٌ عمدت الجزيرة فيه لعرض مسيرة الحركات الإسلامية التي قامت خلال القرن الماضي ومدى تأثيرها على السياسة ، وإن مثل هذا البرنامج يتوق الناس لرؤيته بل ويتعطشون ، فالنبرة الإعلامية هنا تختلف وكم يحتاج الناس للتجديد وقد عرفت الجزيرة كيف تضرب على وتر الأمة الحساس، فتلونت كالحرباء بجديد الزيّ لكن مع نفس الغيّ والضلال الذي ترسمه للمتلقي .

ومن أولى حلقاته نرى تأكيداً على وجود أكثر من دولة إسلامية في العالم ، وربط الحركات الإسلامية بالنضال الوطني ، ثم توجيه المتلقي لنقطة تجعله يرى أن البحث عن الحرية من قبل الحركات الإسلامية ، ما هو إلا مطالبة بحكم ذاتي بقول معلق الجزيرة ،أن هذه الحركات تعمل لتحرير الأقلية عن الأكثرية.

كما عمدت الجزيرة لرفع بعض الرموز على أنها تمثل المسلمين ، بالتركيز على ما قام به الخميني بإقامة جمهورية إسلامية ، دون التنبيه بأن مصطلح جمهورية معارض للإسلام ،كما أعلت الجزيرة من شأن ثورة الخميني بشهادة الضيوف الذين يدلون للجزيرة بإفاداتهم ،فمنهم من قال بأن ثورة الخميني نجحت لأنها تجمع بين الحداثة والأصولية ،وأنهم أداروا اختلافاتهم بطريقةٍ إسلامية.
وركز معلق البرنامج على العداء الذي قام بين التابعين للإسلاميين وبين العلماء التقليديين كما عبرت الجزيرة ، وفي هذا تأكيدٌ لفصل الدين عن الحياة حتى عند الحركات التي أسمت نفسها إسلامية ، وأن هناك إسلام سياسي وآخر دنيوي.

ويا للخبث الإنجليزي الذي يقطر سماً من أنياب الجزيرة ، وكيف صورت أن أحداث الشَّغَبِ وأن القتل استشرى فقط بسبب قيام هذه الحركات الإسلامية ، من خلال التركيز على أعمال القاعدة وضربها لمراكز أمريكية ، معتبرةً (الجزيرة) أن القاعدة وغيرها من الحركات التي تقوم بأعمالٍ مادية ، هي السبب في احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان وغيرها ، وقد قال معلق الجزيرة بالحرف الواحد :
(
مهما يكن الأمر ، فقد ساهم العنف الإسلامي من ناحية في تفاقم حالتي الصراع والانقسام الداخليين ، وترك من ناحية اخرى آثاراً فادحةً على صورة الإسلام والمسلمين في العالم ، وعلى وضع الجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية) .

ويستمرُّ العداء ويتركز بوقوف هذه الفضائية على حزبٍ لطالما كانت الحكومات ضده ،وظل الإعلام ضارباً الستار عليه ،ففي حلقته التي بُثَّت يوم الجمعة 4/تشرين الثاني/2009 ،تفاجأ الجميع بذكر الجزيرة لحزب التحرير وأنها ستبحث في طريقته للنهوض بالأمة ، ،فتسمرت العيون حول الشاشة علها تجد ما يسر النفس ، لكنها الجزيرة التي تسير في تضليلها على ذات الوتيرة، فكان الشاهد الوحيد من حزب التحرير هو الأخ حسن الحسن، والذي أذاعت الجزيرة مقتطفاتٍ من كلامه لذلك جعلت من برنامجها مسجلاً لا حياً حتى لا تسمح لكل الكلام بأن يُقال أو أن يصل للمتلقي ،حيث استخدمت الجزيرة تقنية التسجيل لتثبت ما تريد وتنفي ما لا تريد ، وأعادت التركيز بشكلٍ كبير لكلام التميمي الذي ما فتئ يقول بأن الحزب حركة مهدوية ، وقد استغلت القناة هذا الكلام لتصغير حجم الحزب.
ثم إن الجزيرة عمدت لأناسٍ مختلفين لإبداء رأيهم بحزب التحرير ، في حين أنها اقتصرت على الأخ حسن الحسن مجزياً الخير ، فكان كل الكلام يؤخذ من أفواه مفكري الإخوان ، والأصل أننا عندما نريد أن نحكم على أحدٍ ما أن نأخذ من كلامه هو للحكم عليه ، لا من كلام أعدائه أو الذين يستهزئون به .
وللتدليل أيضاً على أن الجزيرة ما عمدت في هذه الحلقة إلا لعمل دعاوى مضادة ضد حزب التحرير ، تكرارها لكلام التميمي الذي ظل يلفظ كلمة السذاجة وينسبها للحزب ، إضافةً لتكرارها لعبارة انخفاض شعبية الحزب وتراجعه ، وأن الحكام استطاعوا أن يحدوا منه بقتل العديد من أعضائه .
كما أن هذه الفضائية الضالة المضلة تجاهلت تماماً نشاطات حزب التحرير في الآونة الأخيرة ، وارتفاع نسبة مؤيديه والمنضمين له ، واقتناع العديدين بفكره المستمد من كتاب الله والذي يسير على طريقة رسول الله .
ومثل هذه الدعاوى أقامتها قريش ضد الإسلام والمسلمين ، فقالت بأن النبي _صلى الله عليه وسلم_ شاعرٌ مجنون ، لكن من أراد أن يدخل في الإسلام كان يبحث عن الحقيقة ولا يأخذ لا من كلام أبي جهل ولا أبي لهب ، بل كانوا يأتون ويجلسون مع النبي _صلى الله عليه وسلم_ فيسمعون كلامه ثم يحكمون ، كما أن الدعاوى التي أقامتها قريش ضد الإسلام ما كانت إلا تيقناً منهم بأن الإسلام سيظهر وأنه سيزيل كفرهم .
وكذا الأمر مع حزب التحرير الذي تبنى في سيره خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ،
فلأن الجزيرة بات يقيناً لديها بأنه الحزب الوحيد الذي يتبنى الفكر السليم وأن وعد الله آتٍ وأن هذا الحزب سيصل لإقامة الخلافة ، عمدت الجزيرة وأخواتها لكل هذه الحرب الإعلامية ضد الحزب من تعتيمٍ على أخباره بل وتشويهٍ لصورته .

لهذه الفضائية ولكل الإعلام المتواطئ نقول ما قاله أخونا سَيْفُ الحَقّ:

كَـذِبٌ وَتَضْلِيـلٌ وَطَمْـسُ حَقِيقَـةٍ

هَـذِيْ حَقِيقَـةُ شِرْعَـةِ الإِعْــلامِ

وَسِيَاسَةٌ رُسِمَـتْ لِتَسْلِـبَ عَقْلَكُـمْ

وَتَسُوْقُكُـمْ لِلْجَهْـلِ مُنْـذُ فِـطَـامِ

مستمعينا الكرام .. أراحكم الله من هكذا إعلام وتصبحون على دولة الإسلام

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع