نفحات إيمانية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فـتح أبواب الجـنـان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسـلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيـبين الطـاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه واهتدى بهديه واستـن بسنــته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أمـا بعد:
إخــوة الإيمـان:
شهر رمضان المبارك شهر القرآن شهر المغفرة والرحمة أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، بارك الله لنا ولكم بهذا الشهر العظيم وأعاننا جميعا على حسن صيامه وقيامه ووفقنا للعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وجعلنا من عتقائه وممن يخرج منه وقد غفر الله تعالى ذنوبه وتقبل منه اللهم آمين.
أوصيكم ونفسي بطاعة الله تعالى وبحسن الصيام والحرص على الصلوات في أوقاتها وصلاة القيام وعلى تلاوة القرآن وتدبره والإكثار من الصدقات وحسن استغلال الأوقات فالعمر مهما طال قصير، ولا تدري نفس متى يحين أجلها ولنتعظ، فكم من قريب أو صديق كانوا معنا في رمضان الماضي وغيبهم الموت هذا العام ولم يبق لهم إلا عملهم الصالح!!.
إخــوة الإيمـان: ومع قدوم رمضان المبارك فإن الأجدر بالمسلمين أن يكونوا قد استعدوا لاستقبال هذا الشهر المبارك استقبالا يليق به. أما كيف يكون استعدادهم لهذا الشهر العظيم فهو بأن يقفوا وقفة محاسبة ودراسة واعتبار، فيحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا، وليسأل كل منـا نفسه:
ماذا قدم كل واحد منـا لإسلامه حتى الآن؟
هل أحيا ما اندرس من أحكام الإسلام؟
وهل أمات بدعة، وأحيا سنة؟
وهل أمر بمعروف، ونهى عن منكر؟
وهل حمل دعوة الإسلام؟
وهل شارك في العمل لإعادة خلافة الإسلام؟
أو أنه رضي بأن يكون مع الخوالف الذين تقاعسوا عن العمل لتطبيق الشريعة الإسلامية، ورضوا بأن يحيوا في ظل شرائع الكفر؟
إخــوة الإيمـان: لم يبق كأس ذل إلا وسقاه أعداء الله لنا، ولم يبق سلاح إلا وجربه أعداء الله علينا.
والذي يحز بالنفس، ويدمي القلب، أن كثيرا من أبناء المسلمين ينشغلون في إعداد أنواع المأكولات والمشروبات على مائدة الإفطار، وكثير منهم مستغرقين في نوم وسبات عظيمين، وكأنهم لا يدركون الغاية التي خلقوا من أجلها، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
والعبادة بمفهومها الشامل والكامل، لا تقتصر على الصلاة والصيام، والزكاة والقيام، والحج وتلاوة القرآن فحسب بل بالإضافة إلى ذلك كله تشمل كل ما ذكرناه آنفا، من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإماتة البدع التي أحدثها الناس في دين الله بعد موته صلى الله عليه وسلم، وحمل الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية، والمشاركة في العمل لإعادة خلافة الإسلام، والعمل لتطبيق الشريعة الإسلامية كاملة في الحياة، وعدم الرضا، بل ورفض العيش في ظل شرائع الكفر؟
هكذا يجب أن نستعد، وهكذا يكون الاستعداد لاستقبال هذا الشهر المبارك.
إخــوة الإيمـان:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إلى ذلك سبيلا".
إن كثيرا من الناس يفهمون هذا الحديث النبوي الشريف فهما خاطئا، يفهمون أن الإسلام كله متمثل بهذه الأركان الخمسة، وأنهم إن قاموا بأداء هذه الأركان، فقد طبقوا الإسلام كاملا، وأدوا كل ما افترضه الله تعالى عليهم.
فهم لا يدركون أن تلك الأركان الخمسة هي بمثابة الأعمدة التي يقوم عليها بناء الإسلام الشامخ، وأنها ليست كل الإسلام، بل إن هنالك الكثير الكثير من الأحكام الشرعية، والفرائض قد أوجبها الله تعالى عليهم، وسيحاسبهم حسابا عسيرا إن هم قصروا في أدائها! وذلك كالأمر بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وحمل الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية، والجهاد في سبيل الله، والعمل على وحدة الأمة ووحدة الدولة، والعمل على تغيير هذا الواقع الفاسد.
إن كثيرا من الناس لا يدركون هذه الحقيقة وهي أن الله سبحانه وتعالى قد أمرهم، وفرض عليهم تغيير هذا الحال الذي يعيشون، قال تعالى: {... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... } الرعد11
فإن فعلوا بما أمروا فازوا برضا ربهم، وعزوا في الدنيا والآخرة، وأن تولوا، وأسأل الله أن لا يكون هذا، فإن التغيير والاستبدال سيكون مصيرهم ، قال تعالى: {.... وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } محمد38
وختامـــا إخوة الإيمان:
إخوة الإيمان نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه،
والسلام عليكـم ورحمة الله تعالى وبركاته
كتبه للإذاعة: أبو إبراهيم