الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق منع بناء المساجد في مقاطعة لومبارديا الإيطالية

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


صوتت سلطات شمال إيطاليا هذا الأسبوع على قرار يمنع بناء المساجد في مقاطعة لومبارديا، التي تعد أكبر الأقاليم الإيطالية وأكثرها ثراء شمال البلاد. رابطة الشمال الإيطالية، التي تحسب على اليمين المتطرف وقريبة كذلك من رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، كانت وراء مشروع القرار الذي صار حقيقة اليوم، الذي بسببه لن يتمكن المسلمون من بناء المساجد ولا حتى مواصلة أشغال البناء بالنسبة لتلك التي بدأ بناؤها منذ سنوات.


ويشار إلى أن الحرب بين المسلمين ورابطة الشمال في إقليم لومبارديا تعود لنحو 10 سنوات مضت، عندما طلب مسلمو المنطقة من سلطة البلدية رخصة لبناء مسجد يصلون فيه بدل خيمة كبيرة بنيت في ضاحية مدينة ميلانو يأتيها نحو ألف مصل كل جمعة، أو أقبية العمارات التي يلجأ إليها عشرات المسلمين لأداء الصلاة فرفضت الرابطة بناء مساجد بالمنطقة واستعملت جميع الوسائل القانونية للضغط على السلطات المسؤولة لمنع حدوث ذلك. (فرانس 24)

 

التعليق:


إن هذا الخبر يكشف زيف القيم والشعارات التي تتشدق بها الدول الغربية الديمقراطية، وعلى رأسها حريتا التعبير والعقيدة وفكرة قبول الآخر، فهي تتذرع بحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الاعتقاد وهلم جرا عندما يتعلق الأمر بمصالحها، بينما عندما يتعلق الأمر بممارسة المسلمين لحقوقهم وشعائرهم الدينية، تدوس الحكومات الغربية قيمها في سبيل النيل من الإسلام والمسلمين والحيلولة دون انعتاقهم من التبعية، فقد رأينا سلوك تلك الدول فيما اعتبرته تهديداً لحضارتها الرأسمالية العفنة، فقد جرّمت لبس الحجاب "النقاب" واعتبرته طعناً في حضارتها وخطراً عليها، وحظرت بناء المساجد والمآذن، وقامت بالإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم عبر رسوم كاريكاتورية، وقامت بحرق نسخ من القرآن، فهي تستنفر قواها في سبيل الدفاع عما تراه مساساً بحضارتها وهويتها، ولا تقبل "الآخر" كما هو - كما تنص عليه فكرة قبول الآخر - بل تعيد تشكيله حتى يندمج في فكرها وحضارتها بحيث لا يبقى طرف وطرف آخر بل يصبح كلاهما واحدا، فالغرب لا يقبل بالتعددية إذا كانت تهدد حضارته وفكرته ولا يقبل بالآخر إذا كان ينادي بأفكار تخالف مبدأه وتكشف فساده وما جره على العالم من ويلات.


كما أنه يكشف إدراك الدول الغربية لأهمية المسجد في الإسلام، حيث تساءل ماسيمليانو روميو، مسؤول في رابطة الشمال بالبرلمان المحلي خلال مقابلة صحفية تناقلتها وسائل إعلام إيطالية "ماذا يفعل المسلمون في المساجد؟ يصلون... ويقومون بالسياسة"، فهم يدركون إذاً أن المسجد ليس مكاناً لأداء الصلاة والعبادة فقط، وأن له دوراً محورياً في حياة الأمة، فهو المكان الذي كان يجتمع فيه المسلمون للتشاور في أمورهم، وإدارة شؤون الدولة، وإعداد الخطط العسكرية للمعارك، وهو المكان الذي كانت تنطلق منه الجيوش الإسلامية للفتوحات، وهو المكان الذي يتعلم فيه المسلمون أحكام دينهم، وتبين لهم المخططات والمكائد التي تحاك ضدهم، ولذلك يقومون بمنع بناء المساجد وينظمون دورات تدريبية للأئمة ليعلموهم كيف يضللون الناس وكيف يروجون لأفكارهم.


لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن مدى الحقد والعداء الذي تحمله الدول الغربية للإسلام والمسلمين فقال في كتابه العزيز: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، وأنها تريد من المسلمين أن لا تربطهم بقيم الإسلام أية رابطة وأن لا يبقى لهم أية صلة بالإسلام، وصدق الله عز وجل إذ يقول: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾، ولذلك يسعون بشتى الطرق والوسائل للقضاء على الإسلام، وتشويه صورته وإلصاق تهم الإرهاب والتطرف به، فيبررون أعمالهم الإجرامية بحق المسلمين بأنها لمحاربة "الإرهاب"، ويبررون منع بناء المساجد بأنها أماكن لـ"لتفريخ الإرهابيين والمتطرفين" وبث الكراهية والعنف في مجتمعاتهم.


وإننا على يقين بأن جميع جهودهم للنيل من الإسلام والمسلمين ستبوء بالفشل، وأن جذوة الإسلام ستبقى متقدة في قلوب وعقول المسلمين قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾، وإننا على ثقة بأن الله سينصرنا عليهم، وسيحقق لنا وعده بالاستخلاف والتمكين في الأرض، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، ونسأل الله أن يكون ذلك قريباً.

 

 



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة - فلسطين

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع