خبر وتعليق اللاجئون السوريون كالمستجير من الرمضاء بالنار
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت صحيفة التايمز يوم السبت 2015/01/03 مقالاً تتحدث فيه عن معاناة الشعب السوري بسبب الحرب، وتقول التايمز في مقالها إنه ليس هناك طريقة أفظع لكسب المال من تكديس بشر يائسين في باخرة، وأخذ مدخراتهم كلها ثم التخلي عنهم وسط مياه البحر في البرد القارس، وتشير الصحيفة إلى إنقاذ 1200 لاجئ سوري في البحر الأبيض المتوسط هذا الأسبوع، وتضيف الصحيفة أن هؤلاء اللاجئين هم ضحايا المهربين المحتالين الذين يتاجرون بالبشر، وضحايا بشار الأسد الذي يشن حربا على شعبه منذ أربعة أعوام، وتدعو التايمز في مقالها الدول الأوروبية وبريطانيا بالتحديد إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة السوريين الذين يعيشون إما لاجئين أو نازحين عن مناطقهم بسبب المعارك، وترى الصحيفة أن معالجة نزوح السوريين يكون بإنشاء مناطق خالية من المعارك، تشرف عليها الأمم المتحدة داخل سوريا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية، و"تدريب وتسليح" جيش سوري جديد.
التعليق:
أربع سنوات مرت على انطلاق الثورة السورية المباركة، ذاق فيها الشعب السوري أقسى أنواع الأذى والتعذيب والمعاناة على يد بشار المجرم وعصاباته، واستخدم فيها بشار الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة وأنواعاً أخرى من الأسلحة المصنفة بأنها "محرمة دولياً" ضد المدنيين الأبرياء، وقد تجاوزت حصيلة الشهداء في سوريا خلال السنوات الأربع 191 ألفاً بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، هذا ناهيك عن الأعداد الكبيرة للجرحى والمعتقلين الذين يمارس عليهم أشد وأقسى أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، إضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالممتلكات.
وقد دفع إجرام بشار وعصابته الملايين من السوريين إلى الهجرة واللجوء إلى الدول المجاورة والدول الأوروبية بحثاً عن ملاذ آمن وحياة أفضل لهم ولعائلاتهم، ولكن المؤسف أن هؤلاء اللاجئين قد أصبحوا سلعة يتاجر بها المهربون، حيث يستغلون حاجتهم للفرار من ظلم بشار وجبروته، فيأخذون منهم مبالغ مالية ضخمة، ويكدسونهم في قوارب صغيرة مهترئة أطلق عليها (قوارب الموت)، وغالباً ما يكون مصير هذه القوارب الغرق في عرض البحر، وإما أن تقع في قبضة رجال الأمن وخفر السواحل، قبل أن يتمكنوا من الابتعاد إلى عرض البحر، وإما أن يقع هؤلاء اللاجئون ضحية لعمليات احتيال ونصب، يجري فيها استغلال أوضاعهم وحاجتهم في البحث عن دولة تقبل طلبات لجوئهم.
وحتى إن نجح اللاجئون في الوصول إلى وجهتهم، فإنهم يعيشون في ظروف صعبة وقاسية، في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فيفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ولا شيء يقيهم برد الشتاء، بل إن بعضهم يموت من شدة البرد والجوع، في مشهد تجزع له القلوب ويذيبها كمداً.
إن مأساة اللاجئين السوريين تكشف زيف دعاوى حقوق الإنسان التي تتشدق بها الدول الغربية ومنظماتها، فالدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، هي السبب الرئيس في مأساة أهل سوريا، ونظام بشار هو أداتها في القمع وارتكاب المجازر، ووكيلها في حربها ضد ثورة الأمة وتطلعها لإقامة الخلافة، والأمم المتحدة التي تدعو الصحيفة لإنشاء مناطق خالية من المعارك داخل سوريا تحت إشرافها لتقليل النزوح، قد أثبتت تواطؤها مع النظام السوري في مواقف عدة، منها أنها منعت المراقبين الدوليين من الحديث عما يرونه من فظائع قام بها النظام السوري في بداية الثورة، كما أنها تحصر المعونات بالمناطق التي يسيطر عليها النظام، هذا بالإضافة إلى أن المبادرات التي تقدمها للحل في سوريا (نيابة عن أمريكا) والتي كانت آخرها مبادرة دي ميستورا تهدف إلى إيجاد حالة من الهدنة تؤدي إلى إنقاذ النظام من السقوط، وتثبيت الواقع على ما هو، أي لا تغيير للنظام، بل الاعتراف الضمني به كمحاور وشريك اتفاق على سوريا الجديدة، وبالتالي تحييده عن الصراع وتوجيه القتال نحو محاربة المخلصين من أهل سوريا، وذلك تحت حجة محاربة الإرهاب وطرد المقاتلين الأجانب.
كما وتكشف أيضاً مدى تآمر حكام المسلمين على أهل الشام فإغاثة لاجئي سوريا المسلمين واجب على أهل دول الجوار وعلى كل قادر على ذلك من المسلمين، وإن الواجب أن يحلوا في هذه البلدان كأي مواطن فيها وأن يتم إيواؤهم كما آوى الأنصار المهاجرين، فهم أمة واحدة وإخوة في الدين علاوة على صلات القربى والجوار، لكن حكام هذه الدول الأتباع قد تآمروا على اللاجئين، فعزلوهم في مخيمات مأساوية وأذاقوهم أصناف المرارة والقسوة حتى فضل بعضهم الموت بنيران النظام على البقاء في مخيمات الموت البطيء كمخيم الزعتري في الأردن.
إنه لا خلاص لأهل الشام ولجميع المسلمين مما يعانونه من مآسٍ سوى بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، على أنقاض الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، والتي تتآمر عليهم وتنفذ مخططات أمريكا في المنطقة، فإلى العمل لإقامتها ندعوكم أيها المسلمون، فهل أنتم ملبون؟
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: براءة