الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق العنف الطلابي نتاج الديمقراطية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


إن قضية البلطجة تجاه أحد الطلاب في إحدى مدارس بوكيتنغي الابتدائية في غرب سومطرة في إندونيسيا لأمر فظيع جداً، وقد صرحت العديد من الأوساط الإعلامية في 10 أكتوبر 2014 بأن سبعة من طلاب المدرسة الابتدائية اعتدوا على فتاة زميلة لهم باللكم والركل، والأمر المحزن بأن واحداً من منفذي العمل البشع صوّر فعله بكل فخر، ونحن جميعا نشعر بالقلق إزاء حالات العنف المستمر من قبل أطفال يعتدون على من هم في جيلهم، وإنه شيء مثير للشفقة أكثر يوما بعد يوم كشف المزيد من الحالات التي أظهرت وحشية أعمال العنف للقاصرين، هناك في الوقت الحاضر ما لا يقل عن 10 حالات من العنف إلى جانب الفيديو المصور لحادثة العنف من الطلاب في المدرسة الابتدائية في بوكيتنغي، ويجري التعامل معها من قبل لجنة حماية الطفل الإندونيسية، ويفترض في هذا الظرف أن يكون المحفز للجميع التفكير في مشروع تسوية جديد، لأنه قد ثبت أن المعالجة الحالية والتنظيم قد فشلت في حل المشاكل. (صحيفة الجمهورية، 14 أكتوبر 2014).

 

التعليق:


من المهم التأكيد على أن المشكلة الجذرية للعنف التي تواجه هذا الجيل من الأمة هي مشكلة تتعلق بالنظام، لذلك فإن خطوة الوساطة بين أسرة الضحية ومنفذي الاعتداءات، ومعاقبة الإداريين للمدرسين ذوي العلاقة، وزيادة الإشراف على المدارس، وتحسين طريقة تعليم المعلم وزيادة حصص بناء الشخصية لن تجدي نفعا إذا كانت لا تستند إلى الوعي تجاه هذه المسألة الأساسية الشمولية.


وبعبارة أخرى، ينبغي أن ندرك أن الديمقراطية والحرية هما العامل الرئيسي للمشاكل، لذلك فإن مفهوم البلطجة في تلك القضية، والعنف في حالات أخرى مماثلة هما سلوك مشوه نتاج الحرية، فالحرية هي القيمة الرئيسية في نظام الديمقراطية التي تتبنى أيضا مبدأ البقاء للأصلح، حيث الأقوياء هم من يبقون على قيد الحياة، أما انتشار حالات العنف لدى الطلاب في المدارس - بما في ذلك المدارس الابتدائية - هو أفضل وصف لتطبيق هذا المبدأ، حيث يتم مراقبة أقوى وأشجع طالب أو طفل من قبل أصدقائه في مرحلة البلوغ، وهذا يؤدي إلى الفوضى.


والعامل الآخر هو الضعف في دور الأسرة، حيث الضغط المادي على الأسرة في المجتمع الرأسمالي كما في أيامنا هذه من الضائقة الاقتصادية والفقر، فالآباء هم أكثر انشغالاً بكسب بعض الأجور من إعطاء ما يكفي من الوقت والاهتمام والحب لأطفالهم، أما في أسرة لديها حالة اقتصادية أفضل، فإنه في هذه الحالة الأمهات غير عاملات ويقضين وقتهن في الأنشطة العامة، كما هي الحال في عالم الأعمال أو في حياة شخصية بارزة في المجتمع.


وهناك أيضا الإشراف غير الكافي من قبل المدارس والاهتمام من قبل الناس، حيث إن الكشف المبكر عن هذه الأمور هو وظيفة يتعين القيام بها من قبل المدرسة وفي الحي، ولذلك فإنه عندما تظهر مثل تلك التصرفات السيئة كالكلمات النابية والبلطجة والعنف في المدارس أو الحي ينبغي إيلاء اهتمام أكبر لمعالجة هذا السلوك ووقفه، كي لا يستمر ويضر بالآخرين.


أما تجاهل الحكومة فيساهم أكثر في نشر هذه التصرفات، فثقافة العنف تدخل لعالم الأطفال من خلال البرامج التلفزيونية، والأفلام، والكاريكاتير وألعاب الفيديو، أما الحكومة فليست صارمة جداً في إلغاء تلك الأنواع من البرامج المدمرة نظراً لأنها تقصر في الإشراف، وتعطي قدرا أقل من الاهتمام، وقد تهتم أكثر في الربح، وقد أهملت الحكومة الالتزام بحماية الأطفال من خطورة وسائل الإعلام، ولا تدعم دور الآباء والأمهات والمدارس في تنشئة هذا الجيل على الشخصية النبيلة.


إن كان هدفنا أن لا يفقد هذا البلد الموارد البشرية القادرة على صنع المستقبل، فنحن بحاجة إلى استبدال النظام للتقليل من هذه المشاكل، والنظام البديل هو الإسلام كمبدأ والخلافة الإسلامية كنموذج، ففي الدولة الإسلامية (الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة) سوف يؤدي الآباء دورهم وتعطى مناهج التعليم للأطفال وفقا للإسلام التي من خلالها يتعلمون السلوك السوي، وسوف يتعلمون أيضا الكلمات المناسبة، وكيفية رعاية إخوانهم أو أخواتهم وغيرهم، وسوف يتعلمون أيضا الوفاء باحتياجاتهم واختيار العمل الصحيح للقيام بذلك، وهكذا في المستقبل سوف يصبحون أناساً مطيعين ويحيون وفق الأحكام الإسلامية، وسيكون للآباء والأمهات ما يكفي من الوقت والاهتمام لأسرهم وفق النظام الاقتصادي الإسلامي مما ينتج عن ذلك مجتمع مزدهر عادل، وسيُبنى المجتمع على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


وسوف تقوم دولة الخلافة بالقضاء على جميع مصادر العنف كبرامج التلفاز والألعاب وغيرها، بالإضافة لفرضها عقوبات صارمة على المخالفين، ولا ننسى أن في الإسلام نظام عقوبات عادلاً.


حان الوقت لتغيير النظام الديمقراطي الرأسمالي المدمر بالنظام الإسلامي الذي ينسجم مع الحياة، وعلينا أن نعي ذلك وننفذه فورا!


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عفّة أينور رحمة
الناطقة الرسمية لحزب التحرير - قسم النساء / إندونيسيا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع