خبر وتعليق اتهام الشريعة الإسلامية بالوحشية وانتهاك حقوق المرأة في آتشيه! (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
كانت هناك على الأقل ثلاث قصص سلبية في أيلول/سبتمبر في بعض وسائل الإعلام المحلية في إندونيسيا حول تنفيذ الشريعة الإسلامية في آتشيه والتي تتصل جميعها بالمرأة، فقد ذكرت شبكة جاوا بوس الوطنية في 12 أيلول/سبتمبر أن 53 امرأة و 3 رجال ألقي القبض عليهم من قبل شرطة الشريعة في آتشيه، لاستخدامهم الملابس الضيقة والسراويل القصيرة للرجال. وقد ذكر موقع Detik.com سابقا في التاسع من أيلول/سبتمبر أيضا عن زوج من المراهقين وحدهما في غرفة النوم تمت مداهمتها وسوف يواجهان عقوبة الجلد، كما ذكر الموقع نفسه وكذلك موقع Merdeka.com في 1 أيلول/سبتمبر أنه تم القبض على 7 من النساء لأنهن كن يتسكعن في مقهى كاريوكي في غرفة مظلمة قبل الفجر.
التعليق:
الجدل الطويل حول "الشريعة الإسلامية" في آتشيه مغرٍ جداً لوسائط الإعلام، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقضايا انتهاك حق المرأة، لا تغفل عيون وسائل الإعلام أبدا عن مشاهدة كيفية تنفيذ الشريعة الإسلامية وخاصة ما يضر بحق المرأة. إن قوانين مثل حظر المرأة لقيادة دراجة نارية، وإلزامها بارتداء الحجاب، وحظر الخلوة بين الرجل والمرأة، هي أمثلة على قوانين قد تصبح الأضواء مسلطة عليها دوليا، وقد ينظر إليها كانتهاك لحقوق المرأة في آتشيه.
إن الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان الناجمة عن قانون الشريعة المثير للجدل في آتشيه اضطر وفد الاتحاد الأوروبي لزيارة "شرفة مكة المكرمة" في 17 حزيران/يونيو، حيث أعرب سفير الاتحاد الأوروبي، أولوف سكوغ، عن قلقه من الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان ضد النساء وكان يحاول التأكيد على عمق الوفاء بحقوق المرأة في تنفيذ الشريعة، وذلك في منتدى مع "حاكم آتشيه"، زيني عبد الله، ونشطاء حقوق الإنسان المحليين، وأعضاء من مجلس النواب في آتشيه.
إن اتهام الغرب المتواصل للشريعة الإسلامية بانتهاك حقوق الإنسان بحاجة إلى فحص، لا سيما بشأن نقاط معينة من حقوق الإنسان نفسها التي تستخدم دائماً كنقطة مرجعية من قبل الغرب، أما التعقيدات الموجودة في أحكام الشريعة المطبقة في آتشيه فهي ناجمة عن خلط هذه الأحكام مع أحكام وضعية علمانية كالديمقراطية، حيث الشريعة تطبق بشكل جزئي وقابلة للتغيير هناك على أيدي البشر لتتناسب مع فكرة الحرية. إن معايير حقوق الإنسان ليست مقياسا للحكم على أحكام الشريعة الإسلامية، حيث سيؤدي ذلك إلى عواقب خطيرة؛ حيث إن "الشريعة الإسلامية،" التي هي قانون الله تعالى سوف تكون دائماً في وضع التبعية، في حين أن فكرة حقوق الإنسان والديمقراطية التي هي قوانين وضعية، تكون دائماً ندا للقانون الإلهي.
من ناحية أخرى فإن ما يحدث هو مجرد مسرحية تمثيلية مثيرة للاشمئزاز من قبل الغرب وشبكات وسائط الإعلام الليبرالي كأسلوب عمل للسيطرة على عقول المسلمين حول الشريعة الإسلامية. فهم قلقون جدا من حرمان المرأة من حقها في قيادة السيارات في السعودية، لكنهم يغضون الطرف عن أعمال عنف واسعة النطاق ضد النساء كل دقيقة في بلدانهم! وأيضا هم أكثر اهتماما لحق الفرد بالتعليم في أفغانستان، ولكن الذين يعانون قصر النظر المزمن بالنظر إلى المئات من ضحايا أطفال المسلمين الأفغان في الهجوم الذي قامت به طائرات حلف شمال الأطلسي! واختاروا مواصلة الحملة بأن قوانين الشريعة الإسلامية تنطوي على تمييز ضد المرأة في آتشيه، بدلاً من تقديم حل لملايين النساء في إندونيسيا اللاتي يناضلن من أجل تحمل تكاليف الغذاء واستغلالها في وقت لاحق لكي يصبح الملايين من العمال المحليين في الخارج. إنه النفاق!
لقد ولّد جنون العظمة ضد "الشريعة الإسلامية" منهجية وخططاً وحشية محلياً ودوليا، وذلك نتيجة لمخاوف الغرب من إعادة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية عند المسلمين والذي سيكون مفتاح النصر والمجد، والأمن للمسلمين حتى بالنسبة للعالم بأسره. الشريعة الإسلامية التي هي من عند الله سبحانه وتعالى قادرة على حل كل مشاكل البشرية، إن الغرب مستمر في البحث عن أخطاء أولئك الذين يحاولون استرداد مجد الإسلام وشريعته التي لا تتفق مع قيم العلمانية الليبرالية المعيبة، كما أوصت شيريل برنارد، الباحثة في مؤسسة راند في تقريرها بعنوان "الإسلام الديمقراطي المدني، الشركاء والموارد والاستراتيجيات"، حيث كتبت بعض الأفكار التي ينبغي أن تثار باستمرار لتشويه صورة الإسلام، مثل انتهاكات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعدد الزوجات، والعدالة الإسلامية، والأقليات، وملابس المرأة وضرب الزوج لزوجته.
كما يجب أن لا ننسى التاريخ، فإن آتشيه وجميع أنحاء الأرخبيل، طبقت فيها "الشريعة الإسلامية" بشكل شامل لما يقرب من 10 قرون تحت ظل "الخلافة الإسلامية"، علاوة على ذلك فإن المؤرخين يسمون عصر الإسلام في الأرخبيل "بالعصر الذهبي"، من المهم ملاحظة: أولاً، إن العصر الذهبي لتنفيذ "الشريعة الإسلامية" في آتشيه لم يتم بسيطرة القوى الأجنبية، والقوانين الوضعية كما هو الحال اليوم، ولم يكن هناك تعقيد أو إشكالية مثل الظروف الحالية. ثانيا، تم تنفيذ الشريعة الإسلامية في ذلك الوقت تحت قيادة "الخلافة الإسلامية" العالمية، ليس فقط في آتشيه وحدها، ولكن في جميع أنحاء الأرخبيل وفي مناطق بأكملها يحكمها الإسلام. وقد شهدت المرأة في آتشيه لقرون عديدة في كنف الشريعة الإسلامية حياة كريمة، وتقديرا لدورها في المجتمع، وعاشت حياة آمنة، ولذلك، فإن أسماء كبيرة من نساء "آتشيه" مثل حياتي لاكسامانا وقطنياك ديان كانت فقط بضعة أمثلة للعديد من الشخصيات المسلمة التي كانت لها أدوار رئيسية في المجتمع، بعيداً عن الصورة التي تتبناها وسائل الإعلام الغربية الحالية من تمييز.
لا يمكن القضاء على الحقيقة التاريخية بأن الإسلام جلب الرخاء والبركة إلى آتشيه والأرخبيل منذ قرون، بينما الاستعمار الغربي القديم والحديث على حد سواء أفقر المظلومين حتى يومنا هذا، وهو يواصل العمل ليلا ونهارا لإظهار الشريعة الإسلامية كوحش، ولكن كما قال الله تعالى:
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير