من أروقة الصحافة استعدادات لانعقاد مجلس الأمن باليمن
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تشهد العاصمة اليمنية استعدادات أمنية مشددة استباقا لاجتماع استثنائي لأعضاء مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن وصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى صنعاء جمال بن عمر. في غضون ذلك قتل ستة أشخاص وجرح العشرات في غارة جوية شنتها طائرتان أميركيتان بدون طيار باليمن.
ووصف الرئيس اليمني عقد مجلس الأمن جلسة استثنائية له في بلاده بأنها رسالة دولية وأممية عظيمة تؤكد دعم العالم للتسوية السياسية في اليمن.
===============
إن انعقاد جلسة استثنائية لمجلس الأمن في اليمن هو بحق رسالة أممية واضحة، إلا أن الخلاف مع الرئيس اليمني هو في فحوى هذه الرسالة، فهو يدعي أنها تنم عن الدعم الدولي للتسوية السياسية في اليمن، باعتبار أن في ذلك خيراً لليمن بمقياس الرئيس، كيف لا وتنصيبه رئيسا خلفا للطاغية الذي سبقه كان ثمرة من ثمرات هذه العملية السياسية، مما حقق له المزيد من النفوذ والنهب والسلب لثروات الشعب اليمني المسلم، وتصديرها للغرب على طبق من ذهب.
إن حقيقة هذه الرسالة السياسية تبرز استعداء الغرب لثورات الأمة وعملها الدؤوب على إبقاء الحراك السياسي ضمن الإطار المقبول دوليا، أي ضمن الإرادة الدولية، وأنها تقدم المساندة السياسية والدعم الدولي لعملائها الجدد، أملا في أن تحذو الثورات الأخرى التي لم تنته بعد كثورة الشام الإسلامية حذو اليمن، وهذا ما صرح به بعض دهاقنة السياسة الأمريكية، باستنساخ التجربة اليمنية في سوريا، وهو ما لم يلق اعتراضا من الائتلاف السوري الذي أعلن قبوله بأي حل سياسي يترافق مع رحيل الأسد، رحيلا آمنا بالطبع.
إن الحالة اليمنية منذ تطبيق المبادرة الخليجية، وهي تسير من سيء إلى أسوأ، وقد جلبت هذه المبادرة الغربية الخبيثة تواطؤا أعظم مكن لأمريكا من استخدام طائراتها القاتلة بدون طيار بشكل متواصل ضد المجاهدين من أبناء الشعب اليمني، حتى باتت اليمن حالها كحال المنطقة الحدودية في باكستان، تكتوي بنيران الطائرات الأمريكية بتواطؤ علني مباشر من القيادة السياسية.
إن على الشعب اليمني الكريم أن يلفظ هذه الاتفاقية وما جلبته من عار وتواطؤ وخيانة عظمى، وأن يعمل للتغيير الحقيقي في اليمن، تغييرا تتحقق فيه السنا والرفعة وتطبيق النظام الإسلامي العظيم.
وفي الوقت ذاته، على ثوار الشام أخذ العبرة مما يجري في اليمن من خبث وخيانة، لكي لا يقعوا فريسة للغرب وعملائه المحليين، وأن يثبتوا على مطالبتهم بالقضاء على النظام واجتثاثه من جذوره، واستبدال الخلافة الراشدة على منهاج النبوة به وعلى أنقاضه.
أبو باسل