من أروقة الصحافة نشر صواريخ باتريوت في الأراضي التركية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
براج (رويترز) - قال مسؤولون أمريكيون كبار أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تأمل أن يتوصل حلف شمال الأطلسي إلى اتفاق هذا الأسبوع بشأن نشر صواريخ باتريوت في الأراضي التركية للدفاع عنها ضد أي هجمات سورية محتملة.
وطلبت تركيا رسميا من حلف الأطلسي مساعدتها على دعم دفاعاتها الجوية.
----------------
منذ ما يزيد عن عشرين شهرا من القتل والتدمير الذي يمارسه النظام الأسدي المجرم، وبالرغم من اعتداءاته المتكررة على الحدود التركية غير آبه بردود الأفعال، لعلمه بحقيقة النظام الحاكم في تركيا، الذي يشاركه النسب السياسي، لم يحرك حكام تركيا ساكنا، وكأن ما يحدث أمامهم بل وفي داخل حدودهم، كأنه في كوكب آخر، فلم تنفع خطوط إردوغان الحمراء واستمر مؤشرها بالهبوط إلى أن أصبحت بيضاء استسلامية، تسمح باستباحة أراضيها وسيادتها من قبل نظام بشار، أما بعض الردود التركية فلم تكن سوى لذر الرماد في العيون.
إلا أن الأمر قد تغير بعد سيطرة الكتائب المقاتلة في سوريا على معظم المناطق الحدودية الشمالية، خصوصا بعد إعلان جلهم السعي لإقامة نظام إسلامي في الشام ونبذهم للدولة المدنية والمجالس المستحدثة بدعم تركي أمريكي، وأصبحوا يطمحون لبناء دولة إسلامية، وما إن أصبح ذلك بارزا بروز الشمس، حتى ارتعدت فرائص الغرب برمته، وعلى رأسه أمريكا المجرمة، صاحبة الهيمنة السياسية في سوريا، وصاحبة النفوذ الأقوى في حلف الناتو.
إن لتركيا القوة الكافية لردع الأسد ونظامه، بل وفي قدرتها نصرة أهل الشام على الطاغية لو كان حكامها من المخلصين كأسلافهم من الحكام العثمانيين الأبطال، إلا أن إردوغان وغُل استمرؤوا الخيانة والاستخذاء للغرب وحضارته العفنة، فكانوا وما زالوا الحاضنة الخيانية المشبوهة لتفريخ العملاء من قيادات المعارضة السورية الخارجية من المدنيين والعسكريين الذين باعوا دينهم بدنياهم ودنيا الغرب، لقاء مصالح آنية غرائزية.
فالطلب من قوات الناتو بنشر صواريخ على الحدود التركية في هذه المرحلة الحرجة التي أصبح سقوط الأسد فيها بأية لحظة، وفي الوقت ذاته صعود نجم الإسلام والعمل لإقامة دولته على أنقاض الحكم الأسدي العلماني، هو طلب مشبوه، تكتنفه ريح المؤامرة السياسية، مؤامرة الانقضاض على ثورة الشام بكل السبل المتاحة ومنها إشراك حلف الناتو التآمري للتدخل في الأحداث إن لم تكن كما يتمناها الغرب وأمريكا، وبالطبع الحجة ستكون حماية للحدود التركية، كون تركيا عضواً في حلف الناتو او حجج اخرى كالاسلحة الكيماوية او غيرها من الحجج الواهية، أي أن إردوغان يستجلب قوى الكفر الدولي لمحاربة ثورة الشام الإسلامية حفاظا منه على مصالح الغرب وهيمنته السياسية.
فهذا هو ديدن الخونة والعملاء، ولا يستبعد أن يقوم الائتلاف السوري بالطلب نفسه، لا سيما بعد إعلانه الموافقة على دخول قوات دولية بحجة حفظ السلام، لتكون حامية لمستقبل علماني ترضاه أمريكا وأوروبا، حماية لمعقل العلمانية الأخير كما عبر عنه الأسد، وخوفا من ظهور دولة الخلافة الراشدة في أرض الشام كما يحذر منه دهاقنة السياسة الغربية هذه الأيام.
إن ثورة الشام الربانية سترسو في ميناء الخلافة الراشدة رغما عن أنوفهم بإذن الله.
أبو باسل