من أروقة الصحافة نتنياهو نواجه قوى الجهاد العالمي بسوريا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده تواجه "تحديا" جديدا في سوريا لوجود " قوى تابعة للجهاد العالمي " أكثر عداء لإسرائيل في هذا البلد، فيما أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أن بلاده تحركت ضد مسلحي المعارضة في هضبة الجولان.
وأكد نتنياهو أن " النظام السوري يتفكك إلى قوى جديدة، وعناصر أكثر تطرفا ضد إسرائيل تابعة للجهاد العالمي باتت تترسخ على الأرض، ونحن نستعد للتعامل مع ذلك ".
في المقابل أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية أن بلاده تحركت ضد مسلحي المعارضة في هضبة الجولان بعد حصولها على موافقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "أندوف".
----------------------
بعد أربعة عقود من الطمأنينة والأمان الذي شعر به يهود الجبناء من جهة حدودهم الشمالية الشرقية في هضبة الجولان، حيث أثبت آل الأسد العملاء تفانيهم في حماية حدود هذا الكيان المسخ كركن من أركان سياستهم الخارجية، حتى باتت منطقة الجولان رمزا من رموز الاستقرار الحدودي بين الدول المتنازعة، ومثالا على حسن الجوار بين (الأعداء)، لتتشكل بذلك حالة فريدة تجمع بين المتناقضات في ظاهرها، والحقائق الدامغة بحسن الجوار في باطنها.
فبعد هذه السنوات العجاف من الخيانة والتواطؤ والانبطاح، ظهرت حقيقة الموقف بشكل تفصيلي، لتتكشف الأكاذيب التي صَمَّتْ بها القيادة السورية آذاننا، كالمقاومة والممانعة وحق الرد والتوازن الاستراتيجي، وغيره من المصطلحات الجوفاء التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
إن تصريحات نتنياهو هذه، والتي تأتي بعد الأحداث الأخيرة من إطلاق النيران بين جنبات الجولان المحتل، لتدلل بشكل لا يحتمل أدنى شك، مدى الخوف الذي يساور قيادات يهود من مجريات الأحداث بالشام، ومدى التواطؤ من قبل النظام الحاكم في سوريا مع كيان يهود ومن يقف وراءه من الدول الغربية ومؤسساتها الاستعمارية كهيئة الأمم المتحدة.
فنتنياهو من جهة يحرض الغرب وعلى رأسه أمريكا لتصعيد وتيرة حماية النظام العلماني في دمشق، والحفاظ عليه ودعمه بكافة السبل الممكنة، سواء في ظل وجود الأسد أو بتنحيه واستبدال من هو على شاكلته به، شريطة إبقاء حصن العلمانية ومعقلها المهم في المنطقة، لضمان استمرار حكام دمشق بحماية كيان يهود المسخ ومنع أي تحرك حقيقي لتحرير الجولان وما وراءه من أرض فلسطين المباركة، ومن جهة أخرى فإنه يدق ناقوس الخطر لقوى الشر العالمية، لتتأهب للدفاع عن مشروعها الاستعماري في المنطقة وقاعدتها المتقدمة في بلاد المسلمين ورأس حربتها المتمثلة بكيان يهود السرطاني.
إن الجهاد العالمي الذي يعنيه نتنياهو هو تطبيق شرع الله في الشام وبناء دولة إسلامية مستقلة ذات سيادة، تنتزع الحقوق المسلوبة انتزاعا بالجهاد في سبيل الله لتحرر الأرض من براثن يهود، وتقطع دابر المستعمرين في بلاد المسلمين إلى غير رجعة.
لذلك فإن مؤشر الخوف لدى يهود الجبناء في حالة صعود مستمر، فهم يرون بأم أعينهم ثبات أهل الشام وصبرهم وعزيمتهم منقطعة النظير، وشعاراتهم الصادحة بالحق بتحرير فلسطين بعد سقوط الأسد، ولهذا تجد قادة يهود يقفون على أهبة الاستعداد خوفا من مستقبل قاتم ينتظرهم.
إن تواطؤ حكام دمشق وتنسيقهم مع قوات الأمم المتحدة المتواجدة في منطقة القنيطرة على الحدود بين جانبي الجولان، وأخذ الموافقة لملاحقة الثوار وقصفهم بالدبابات والطائرات والمدفعية داخل المناطق منزوعة السلاح، لهو خير دليل على حقيقة الدور الخبيث الذي تقوم به الأمم المتحدة كأداة استعمارية يستخدمها الغرب لتحقيق مصالحه ومن ضمنها القضاء على الثوار ووأد ثورتهم الإسلامية في الشام.
إن نتنياهو ومَن وراءه يحلمون بأن تنتهي ثورة الشام كما انتهت ثورة اليمن أو مصر أو غيرها من الثورات، بحيث يتسلق بعض العلمانيين أو الإسلاميين المعتدلين سدة الحكم بقبول غربي، مع بقاء النظام الحاكم كما هو، يمارس دوره الخياني في المنطقة، كما هو حال النظام المصري واليمني والليبي والتونسي، ولهذا تجد الغرب وعملاءه يدعمون تشكيل ائتلاف باهت يسير في ركب أمريكا ويقبل بإملاءاتها.
ولكن ثورة الشام أبت إلا أن تكون ثورة ربانية تنطلق من قاعدة إسلامية صلبة، ثورة أمة لإسقاط النظام الرأسمالي برمته، فالبداية في عقر دار الإسلام، والخاتمة في عقر دار الرأسمالية بإذن الله.
" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "
كتبه: أبو باسل