من أروقة الصحافة ائتلاف سوريا يحظى بالدعم ويسعى للاعتراف
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بادرت عدة أطراف عربية وإقليمية ودولية لإعلان ترحيبها وتأييدها للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تشكل بالعاصمة القطرية ويبدأ اليوم من مقر جامعة الدول العربية أولى خطواته لكسب الاعتراف الرسمي به ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري وبديلا عن نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت الولايات المتحدة مساء إنها ستقدم دعمها للمعارضة السورية التي توحدت تحت لواء " الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية " بعد مباحثات ومشاورات دامت أياما عدة في العاصمة القطرية وتوجت في وقت متأخر من الليلة الماضية بالتوقيع على ميلاد ذلك الائتلاف.
-----------------------
كيف لا ترحب القوى الدولية والإقليمية وتعبر عن فرحتها واستعدادها للاعتراف بالائتلاف السوري ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري وهو بطبيعته يعتبر ترجمة حقيقية لما طالبت به أمريكا على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلنتون التي صرحت قبل أيام بالحاجة الماسة إلى معارضة أوسع تشمل في جنباتها المجالس العسكرية وتحارب من أسمتهم كلنتون بالمتطرفين (وتعني بذلك المسلمين المخلصين) لتضمن علمنة الثورة وحرفها وتفريغها من مضمونها الإسلامي العظيم والذي كان وما زال الدافع والمحرك الأبرز لثبات الثوار وتصميمهم على الإطاحة بالنظام عبر أعظم ثورة نقية عرفها التاريخ الحديث؟!
إن فكرة الممثل الشرعي والوحيد هذه قد ذاق ويلاتها أهلُ فلسطين وليبيا وغيرهم من الشعوب المغلوبة على أمرها، فهو داء يصيب البلاد المنكوبة، تزرعه أيادٍ غربية استعمارية نجسة، الهدف منه التحايل على الثوار وتضليلهم ليتبنوا الحلول الغربية بصبغة (وطنية) ليكون لها وقع محلي إمعانا في التضليل.
إن الفشل الذريع الذي لاقاه المجلس الوطني السوري، بالرغم من الاعتراف به سابقا كممثل شرعي للشعب السوري من قبل قوى عدة، أظهر الحاجة الماسة لاستحداث إطار آخر ليس همه تحرير الشام، بل القفز على سدة الحكم لحظة سقوط الأسد، لضمان بقاء معقل العلمانية كما هو في أرض الشام المباركة تحت إمرة وهيمنة الغرب بقيادة أمريكا، ولتلافي الأخطاء السابقة في تشكيلة المجلس الوطني، فقد تم ضم بعض الشخصيات الملتحية كواجهة للإطار العلماني البغيض، وتوسيع رقعة التمثيل لتشمل المجالس العسكرية التي أوجدتها أمريكا من خلال الدعم التركي المتناغم مع السياسية الخارجية الأمريكية.
أضف إلى ذلك مسرحية تردد المجلس الوطني بالانضمام للائتلاف المذكور، بمحاولة مكشوفة للتلميع والظهور بمظهر الأمين على الثورة!!
إن تأسيس هذا الإطار لهو دليل عجز وفشل لأمريكا وليس العكس، فلو نجحت مساعيها الحثيثة لوأد الثورة منذ بدايتها وإلى اليوم لما احتاجت الاستمرار ببناء الأطر السياسية الخائنة، بل هذا دليل قاطع على فشل أساليبها السابقة وكشفها أمام ثوار الشام الأبطال، وهذا بحد ذاته يجب أن يكون دافعا للثوار للثبات على ثورتهم الإسلامية العريقة، التي تميزت بعنصر يعد من أهم عناصر النصر والتمكين، ألا وهو الوعي السياسي على ما يحاك من مؤامرات تشيب لها الرؤوس، والاستمرار بالتضحية وبذل الغالي والنفيس في سبيل تطبيق شرع الله.
فالنصر لكم يا ثوار الشام، والخزي والعار للخونة المتسلقين بائتلاف المعارضة المستحدث.
كتبه: أبو باسل