خبر وتعليق محمود عباس يفجّر قنبلة خيانية جديدة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر :
عندما سُئل رئيس ما يُسمى بالسلطة الفلسطينية محمود عباس عبر نشرة الأخبار بالتلفزيون (الإسرائيلي): هل يريد أن يعيش في بلدة صفد التي عاش فيها طفولته في منطقة الجليل؟ أجاب: " لقد زرت صفد مرة من قبل لكنني أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها لا أن أعيش فيها ".
وأضاف قائلاً: " فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد، هذه هي فلسطين في نظري، إنني لاجئ لكنني أعيش في رام الله، أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل ".
التعليق :
هكذا -وبكل بساطة وصفاقة ووقاحة- أسقط حق المسلمين والفلسطينيين في أراضي معظم فلسطين والتي تزيد مساحتها عن الثمانية والسبعين في المائة مما يُسمى بأرض فلسطين التاريخية، فقد أسقط هذا الحق حتى من دون الرجوع إلى مشورة أصحاب الحق الأصليين من اللاجئين من أهل فلسطين في الشتات، والذين ينتظرون العودة إلى ديارهم على أحرّ من الجمر منذ ما يربو على الأربع وستين سنة من الضياع واللجوء والتشرد والمعاناة.
وهو لم يكتف بعدم مشاورة اللاجئين وهم أصحاب الأرض والحق المباشر وحسب، بل إنه لم يشاور أيضاً شركاءه الآخرين من فصائل منظمة التحرير، كما ولم يأخذ رأي حركة حماس الذي يزعم أنه يريد التصالح معها، وهي التي تسيطر على كل قطاع غزة ولها نفوذ وأتباع في الضفة الغربية أكثر مما لديه.
إنه يتصرف بفلسطين تصرف الدكتاتور المستبد الذي يتعامل مع فلسطين وكأنّها مزرعة له ورثها عن آبائه وأجداده.
أفلا يعلم عباس هذا أنّ فلسطين هي أرض إسلامية خراجية وهي ملك لكل المسلمين في الدنيا؟ وألا يعلم هذا العباس الصغير أنه لا هو ولا كل أهل فلسطين ولا كل العرب والمسلمين يملكون اتخاذ مثل هذا القرار الخياني الخطير؟
ألم يطّلع هذا الصعلوك الصغير على كلمات خليفة المسلمين السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في الرد على طلب اليهود له لشراء فلسطين مقابل تقديم ما تحتاج دولته من ذهب كانت بأمسّ الحاجة إليه ليتّعظ بها حيث سطّر كلماته تلك بمداد من ذهب فقال: " انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة ".
فالتاريخ الذي سطّر كلمات عبد الحميد هذا بمداد من نور في صحف التاريخ الناصعة البياض هو نفسه التاريخ الذي سيسطّر كلمات محمود عباس بمداد من قطران، وستسجّل كلماته هذه في صحف التاريخ السوداء.
إنّنا نعلم أنّ محمود عباس كان مستعداً للتنازل عن فلسطين المحتلة منذ عام 1969، وكان يجهر بآرائه تلك منذ ذلك التاريخ على شكل تسريبات لمن كان يلتقي بهم، ونعلم كذلك أن منظمة التحرير كانت تؤيده في آرائه هذه منذ ذلك الوقت، بدليل أنّها لم تُقْصِه عن القيادة رغم معرفتها بآرائه الخيانية آنذاك.
لكن منظمة التحرير كانت تُروّض الفلسطينيين منذ ذلك التاريخ لتحملهم على القبول بفكرة التنازل عن أراضي عام 48 لليهود بشكل تدريجي إلى أن يحين الوقت للإعلان عن هذا التنازل الخياني الفظيع.
ويبدو أنه قد حان الوقت لهذا الإعلان وها هو عباس يفصح عنه اليوم بشكل لا لبس فيه ولا التباس، وقد اختار ذكرى وعد بلفور المشؤوم للإعلان عن هذه الخيانة المفضوحة لتكون فضيحته في جلاجل.
إنّ تنازل عباس هذا ليؤكد حقيقة سياسية طالما ردّدناها من قبل، وشكّك بها أتباع منظمة التفريط الفلسطينية، ومفادها أنّ منظمة التحرير الفلسطينية ما أُنشئت في الأصل إلا من أجل تصفية القضية الفلسطينية على مراحل، وها هي تقترب من نهايتها.
لكن لتعلم منظمة التحرير الخائنة التي فرّطت بفلسطين منذ اليوم الأول لإنشائها، وليعلم قادتها الخونة وعلى رأسهم اليوم محمود عباس أنهم أعجز من أن يقوموا بهذا الدور الخياني، وأعجز من أن يُمرّروا خيانتهم هذه على الأمة التي ستلفظهم لفظ النواة كما لفظت غيرهم ممن سبقوهم في الخيانة، وليعلموا أنّ شرف تحرير كل فلسطين سيناله فقط المؤمنون المجاهدون الذين لا يخشون إلا الله، ولا يُميزون بين الأراضي المحتلة عام 48 والأراضي المحتلة عام 67.
ففلسطين في نظرهم -وفي نظرتهم الإسلامية- من نهرها إلى بحرها هي جزء لا يتجزأ من أراضي بيت المقدس التي باركها الله سبحانه، والواجب على كل المسلمين العمل على تحرير كل ذرة فيها، واستئصال كيان يهود من جذوره منها، والله غالب على أمره ولكن المنافقين لا يعلمون.
أبو حمزة الخطواني