السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أنقرة العصيّة على إهانات النظام السوري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر :

 

أورد موقع "أخبار العالم" مقالاً بعنوان " أزمة أنقرة مع المعارضة السورية وهدنة العيد " شرَحَ فيه علاقة تركيا بكل مما يسمى بالمعارضة السورية وبالنظام السوري، وجاء فيه: " بعد ذلك جاءت صدمة تركيا من المعارضة السورية السياسية التي تبنتها سابقاً، مع كشف التيار الوطني السوري عما قال إنه وثائق مسربة من الاستخبارات السورية، وهي الوثائق التي أشارت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أمر بقتل طياريْن تركيين بعد إصابة طائرتهما الاستطلاعية بالقرب من الساحل السوري وسقوطها في المياه الدولية ونجاة الطيارين من الحادث، إذ اعتبرت أنقرة أن الكشف عن هذه الوثائق محاولة من المعارضة السورية لزج الجيش التركي في حرب مع سورية أو إحراج حكومة «العدالة والتنمية» التركية أمام ناخبيها وشعبها، وهو ما أثار انزعاج الحكومة التركية البالغ ودفعها إلى إبداء موقف مستهزئ مما جاء في الوثائق والتشكيك في صحتها، ولعل هذه الحادثة وتعثر محاولات المجلس الوطني السوري المتكررة في إعادة هيكلته دفعا أنقرة الى فقد ثقتها بالمعارضة السورية أو على الأقل إعادة النظر في حساباتها في شأن مستقبل سورية ".

 

التعليق :


لقد حظيت الثورة السورية منذ بداياتها بتأييد غريب عجيب ممن يقود السياسة التركية، المتمثلة برأس الدولة عبد الله غول ورئيس وزرائه رجب طيب إردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو، وكانت مواقف الثلاثة متناغمة ومنسجمة إلى حد كبير جداً. وقد لعب إردوغان دور الحامي والراعي لهذه الثورة عندما أطلق تصريحاته النارية حول "خطوطه الحمراء" عن حماة وعن حمص وعن حلب ثم عن تجاوز عدد اللاجئين العشرين ألفاً.. إلى آخر هذه الترهات التي تبين أنها للاستهلاك المحلي بل كانت جزءاً من حملته الانتخابية التي فاز بها بأغلبية ضئيلة. ثم انتقل بين الفينة والأخرى للتحذير تلو التحذير، حتى وصلت تصريحاته مبلغ أن وصف ما يجري في سوريا بأنه يُعتبر "شأناً داخلياً تركياً". ولم تمض إلا أيام حتى لعق تصريحاته هذه كعادته وغاب في مستنقع التآمر على الثورة من خلال محاولة فرض التوجه الأمريكي في الحل لما سموه بالأزمة السورية.


ولما استعصى عليه وعلى سيدته أمريكا شأن الثورة وبدا أن كل محاولاتهم لشراء الذمم ولاستمالة قادة بعض الفرق ورؤساء بعض التجمعات قد باءت بالفشل الذريع، ذلك أن أهل الثورة شعروا بمدى الاستهانة التي يُعاملون بها من قبل الإدارة الأمريكية وممن يمثل رغباتها من حكام المنطقة وعلى رأسهم النظام التركي.

 

فكان أن وقفوا كالطود الشامخ يفوتون ما أسماه العلمانيون بالفرصة تلو الأخرى للحلول المسخ التي أرادها السيد الأمريكي الذي ما زال يعامل أهل الشام بمنطق القرن الماضي. فلم تدرك أمريكا التي استفاقت على ضربات ثورة تونس، لم تدرك أن العالم الإسلامي إن تحرك فلن يهدأ، ولم تتعلم التعامل مع المسلمين إلا بمنطق بوش الأب أو بوش الابن، فظنوا أن الانتصارات المفبركة في أفغانستان وفي العراق هي انتصارات حقيقية على الإسلام، فضلّوا وأضلوا من معهم، وخاب فألهم في ثورة الشام. وساروا في غيهم وما زالوا في محاولات مستميتة للإمساك بالشارع الثائر التي تجلت بشكل قوي بالإمساك بما سموه المعارضة الخارجية.


بقي المجلس الوطني وأفراد كثيرون من جماعات معروفة بين يدي إردوغان يوظفهم كيف أراد لخدمة السياسة المكشوفة لأمريكا، ولما جاءت تحرشات المجرم بشار الأسد بتركيا، كان على إردوغان أن يصبر على حليفه الخفي فكان تارة يهدد وتارة يغمض عينيه، حتى أتى موضوع إسقاط الطائرة التركية وما كُشف بعدها عن وثائق ليدين هذا التواطؤ، وهذا الصمت المفضوح لسمسار أمريكا، الذي ما فتئ يكيد بالثورة وأهلها بلباس الناصح الأمين والحمَل الوديع بينما هو الذئب المفترس!


وما دعوة أحمد داوود أوغلو مؤخراً المعارضة للقبول لفاروق الشرع كبديل عن بشار إلا تأكيداً على أن الحكومة التركية انكبت وما زالت على تنفيذ الخطة الأمريكية البلهاء في سوريا وهي البحث عن عميل جديد أقل قبحا من عميلها الحالي، وضمن هذا نفهم ما تسرب من أنباء عن تخلي تركيا عن المعارضة الخارجية وعن نيتها طرد أعضاء المجلس الوطني الفاشل وغيره من المنتفعين غير الفاعلين، واستبدال معارضة من الداخل بهم تجري الخطط الآن لاستمالتهم ولتوحيد الجهود في مجلس إداري واحد يضبط إيقاع الثورة ويرقص على أنغام ناي أمريكا وإردوغان. فهل سينجحون في ذلك؟


لقد أثبت أحرار الشام أنهم أوعى سياسياً من أصحاب الخطط الشيطانية هذه، وأنهم كلما شموا رائحة خطة منها عرفوا أنها خيانة فنبذوا أصحابها وراء ظهورهم. ولنا في المجالس التي طفحت بها صفائح القمامة خير دليل على ذلك.


لقد عقدت ثورة الشام العزم على الوصول إلى رضوان الله لا غير، ووعت أن ذلك لن يكون بالطريقة التركية ولا بالطريقة الأمريكية.. بل سيكون فقط على طريقة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، وعليها نحن في ثورة الخير سائرون صامدون مصممون إن شاء الله تعالى.

 


المهندس هشام البابا
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع