خبر وتعليق أبحرت سفينة الثورة الشامية بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، تصاعد حالة المخاوف والقلق من سيطرة الجماعات المتطرفة على سوريا وحالة الانقسام الظاهرة بين صفوف القوات المناهضة للحكومة.
وقالت الصحيفة- في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني قبل عدة أيام: إنه على الرغم من دخول الثورة السورية في عامها الثاني وسط إشارات ضعيفة حول نجاح خطة السلام التي صاغها المبعوث الخاص المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة كوفي أنان في إنهاء حالة العنف الراهنة في سوريا، إلا أن هناك مخاوف متصاعدة من سعي لما وصفته بـ "عناصر متطرفة" إلى الهيمنة على الانتفاضة التي تطالب بحرية سياسية.
التعليق :
إن هذه الرؤية التي تعرضها صحيفة الواشنطن بوست تعبر عن حقيقة حالة الهلع التي أصابت أمريكا وربيبتها دولة يهود وقوى الغرب بأسره, وذلك بسبب تميز ثورة الشام المباركة عن كل الثورات السابقة بتمنعها عن الحرف والتضليل والإجهاض, فبالرغم من الخير الذي جلبته ثورات الربيع العربي في كسرها لحاجز الخوف ومباشرتها بالمحاسبة للأنظمة الحاكمة والمطالبة بإسقاطها والتخلص منها ومما تمثله من تبعية وخنوع, إلا أن تلك الثورات لم تنتج تغيرا جذريا بالمفهوم الثوري الحقيقي بعد, وكان من أسباب ذلك ثقل النفوذ الغربي في تلك البلدان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتغلغل أدواته في المجتمعات المذكورة, ناهيك عن الرضوخ والمهادنة لبعض الحركات السياسية الفاعلة في الساحة الجماهيرية واستعدادها للتنازل عن ثوابتها كأثمان سياسية تدفعها لقاء القبول بها كطرف وكلاعب معترف به إقليميا ودوليا.
إلا أن ثورة الشام وبالرغم من نفوذ أمريكا وهيمنتها على رأس الطبقة الحاكمة, لم تكن الساحة الجماهيرية فيها أرضا خصبة للغرب وأفكاره وطراز عيشه إلا بالقدر الذي فرضه نظام البعث المجرم تحت ستار الممانعة والمقاومة والاحتفاظ بحق الرد, لذلك كانت أرض الشام أرضا طاهرة صفية نقية خصبة لأفكار الإسلام ومفاهيمه, كيف لا وقد بسطت الملائكة أجنحتها فوق الشام, وباركها الله وجعل صفوته من خلقه ساكنيها!!
لذلك فقد انطلقت ثورة الشام كسفينة نجاة تصدع باسم الله من المساجد يوم الجمع صارخة لبيك يا الله, لتعبر عن تلبسها بما فرضه الله سبحنه بإزالة نظام الحكم البعثي الكافر وإسقاطه واستبدال نظام يرضى الله سبحنه وتعالى به, فكان الإسلام قيادة فكرية لهذه الثورة وقاعدة لشعاراتها وتوجهاتها, وبالرغم من محاولات الغرب وعملائه المحليين والإقليميين والدوليين من التأثير على الشارع المنتفض وحرفه عن توجهاته ومحاولة زجه في الوعاء السياسي الغربي وما يفرزه من أطر سياسية مقبولة غربيا كالمجلس الوطني وهيئة التنسيق وبعض الحركات الموسومة بالإسلام, إلا أن هذه الأطر بقيت منكمشة في أبراجها العاجية ترقب الأحداث دونما قدرة حقيقية على التأثير فيها جماهيريا رغم تواتر المحاولات, حتى أصبح الفشل حليفها في قيادة هذه الثورة.
إن التطرف الذي تخشاه أمريكا والغرب وكيان يهود وأشياعهم من طواغيت المنطقة من مجريات ثورة الشام, هو قلب هذه الثورة النابض بالإسلام, فهم لا يرغبون بسماع صرخات تطالب بالخلافة والاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه وعزة الإسلام, بل يرفضون أي صوت أو طرح لا يتماشى مع الرؤية الغربية للمنطقة ويتعارض مع مصالح الغرب الاستعمارية وعلى رأسها حماية كيان يهود والحفاظ عليه.
لقد عبر دهاقنة السياسة الغربية مرارا وتكرارا عما يعنونه بالتطرف ,وجعلوا من رفض النفوذ الغربي في المنطقة والمطالبة بتحكيم الشريعة وإقامة الخلافة وإزالة كيان يهود عناصر يتشكل منها مفهوم التطرف غربيا, لهذا عملوا على محاربة كل من يحمل هذه الأفكار ويدعو لها واستخدموا أدوات كثيرة في حربهم تلك كان من أبرزها تلك الأطر المستحدثة المسماة بالمعتدلين, الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أبواقا للحضارة الغربية الاستعمارية بعلم منهم أو بجهل.
لذلك عندما رفع ثوار الشام راية الإسلام ولواءه الأبيض مؤذنا بفجر جديد ترنو إليه قلوب الذين آمنوا, ومع الثبات المنقطع النظير لهذه الثورة المباركة وتصميمها على أن تزيل نظام البعث الكافر وإلا تلتقي معه في منتصف الطريق, كانت بهذا عصية على التطويع والإجهاض وثبتت ثبات الجبال الراسيات وأصبحت تقترب يوما بعد يوم من ساعة النصر والفرج التي ندعو الله سبحنه أن يكون وقتها قد حان, وبسبب ذلك وغيره رأى الغرب عقم سياساته الاحتوائية وفشله في استنساخ الخطط التضليلية في الشام, فلم يبق أمامه إلا محاولة ترجيح كفة النظام البائد ومده بالمهل تلو المهل أملا في القضاء على هذه الثورة وإخمادها وتقطيع أوصالها ,ويكون الغرب بهذا قد ساهم بتوفير الذرائع لهذا النظام ليستمر بوحشيته وجبروته وقتله للحرث والنسل حتى يتوفر للغرب بديل يلقى قبولا شعبيا دونما ممانعة شعبية أو مقاومة لذاك البديل.
إن ثورة أبحرت باسم الله سبحنه وتعالى ورفعت رايات الإسلام خفاقة في السماء, وسميت كتائب أحرارها المدافعين عن أعراضهم بأسماء الصحابة الأبرار ,ترنو بأعينها إلى نصر الله وتمكينه, يقودها ربان الوعي السياسي المنطلق من زاوية الإسلام العظيم, لحري بها أن ترسو بإذن الله في ميناء الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .
فثورة الشام ثورة مباركة أبحرت بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
كتبه : أبو باسل