من أروقة الصحافة مدير الاستخبارات الأمريكية يزور مصر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
شرع مدير الاستخبارات العسكرية الأمريكي الجنرال رونالد ليبورك بيرجس قبل عدة أيام في زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة تستغرق عدة أيام، وتأتي في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات إضافة إلى التوتر الحاصل في العلاقات بين واشنطن والقاهرة.
ويلتقي المسؤول الأمريكي، المصحوب بوفد والقادم من البحرين خلال زيارته للقاهرة، عددا من المسؤولين هناك لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة الأزمة السورية.
كما تشمل المباحثات سبل دعم العلاقات المشتركة ومستقبل التعاون العسكري بينهما، وكذلك أزمة المنظمات المتهمة بالتمويل الأجنبي والتي أثارت توترا في العلاقات بين القاهرة وواشنطن.
==================
إن المجلس العسكري المصري قد أثبت خلال عام كامل منذ بدء الثورة، أنه يسير وفق الرؤية الأمريكية المتعلقة بمصر، ولم يخرج عن نهج مبارك قيد أنملة، بل على العكس، فقد عمل على ترسيخ التبعية لأمريكا عبر أساليب مختلفة وعلى رأسها التحالف المشين مع بعض الجماعات المسماة بالمعتدلة، من خلال القبول بمشاركتهم السياسية ضمن إطار النظام العام المقبول أمريكيّاً، ليضمن ترسيخ أركان الحكم العلماني في مصر مما يساعد المجلس على تحقيق مصالح أمريكا بكل سلاسة وأريحية.
لقد تواطأ المجلس العسكري مع المؤسسات الاستخبارية الأمريكية العاملة في مصر تحت اسم المنظمات غير الحكومية وعلى رأسها فريدوم هاوس، التي تعمل وفق أجندة السي آي إيه بحذافيرها. وقد ظهر هذا التواطؤ في كيفية تعامل القضاء المصري مع هذه القضية، وحجم الضغوطات التي مورست بحق القضاة حتى وصلت حد تنازل بعضهم عن القضية خوفا مما قد يحيق بهم من تبعات غير مأمونة.
وإنه لمن المؤسف أن تخرج بعض التقارير الصحفية لتكشف تواطؤ بعض رموز "المعتدلين" للتوسط بإيجاد مخرج يضمن إطلاق سراح المنتمين لهذه المنظمات وترحيلهم إلى أمريكا سالمين مطمئنين غير آبهين بما يجري بعد ذلك من إطلاق الصرخات هنا وهناك بعد أن يكون قد سبق السيف العذل.
فزيارة الجنرال الأمريكي للقاهرة تندرج ضمن التنسيق المشترك بين أمريكا وحلفائها من المجلس العسكري، حيث أثبت المجلس ولاءه المطلق وخدماته المميزة لأمريكا، سواء في حماية حدود كيان يهود الجنوبية وتوفير الغاز له بأرخص الاثمان، أم في حرمان أهل غزة من الكهرباء، وكذلك في فتح الممرات المائية للسفن الإيرانية لتصل إلى مرافئ سوريا محمَّلة بالدعم.
فالحال كما هو بالنسبة للنظام الحاكم في مصر، ولا يمكن القبول بهذا النتيجة المضنية مع ما قدمه أبناء مصر من تضحيات لقاء تحررهم من قبضة مبارك وسطوته البغيضة.
فالحاجة الآن أصبحت ملحّة أكثر من ذي قبل، لإدراك أن التغيير الحقيقي لن يحدث في مصر إلا من خلال تغيير أساس الحكم، وتسطير سياسات جديدة لرعاية الشؤون تنطلق من أحكام الإسلام العظيم، وفي الوقت نفسه يكون التحرر من قيود أمريكا وهيمنتها السياسية لتعود مصر مستقلة في قرارها السياسي، ومنارة للعدل بين الناس.
إن التغيير الحقيقي يتطلب نفض اليد من المجلس العسكري وتبعيته، والتوجه إلى المخلصين من جنرالات مصر، ليتخذوا موقفا حقيقيا من لصوص الثورات، ويتكاتفوا مع المخلصين من أبناء مصر، من حاملي لواء الخلافة، ليدعموا المشروع الإسلامي العظيم المتمثل بإقامة الخلافة.
كتبه للإذاعة: أبو باسل