خبر وتعليق أمريكا تسعى لتقوية الهند وإضعاف باكستان في أوراسيا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الأفغانية، تغيرت الخارطة الجيوسياسية في أوراسيا، وخصوصا في جنوب ووسط آسيا، حيث قدمت الدول القائمة في العالم الإسلامي حوافز اقتصادية مربحة، وأصبحت باكستان قوة نووية، وأصبحت القوات المسلحة الباكستانية ووكالات الاستخبارات وبخاصة جهاز الاستخبارات (ISI) أصبحت قوية جدا ومؤثرة في المنطقة، وانتشر نفوذ الاستخبارات الباكستانية في البنجاب الهندية وكشمير وعلى طول الطريق الرابط بين البلدين، في حين كانت أفغانستان حديقتها الخلفية، وكانت الصين التهديد القادم الناشئ في منطقة أوراسيا والتي تحتاج إلى الاحتواء، ولأنّ الصين لديها علاقات قديمة مع باكستان منذ عقود، وهناك رأي عام مؤيد لها في الأوساط المدنية والعسكرية، وبالتالي كان من الصعب على الولايات المتحدة استخدام باكستان علنا ضد الصين.
وكجزء من اللعبة الكبرى الجديدة، فقد احتاجت أمريكا إلى "شراكة إستراتيجية" مع الهند لصياغة واستخدام باكستان والهند ككتلة ضد الصين، لهذا كان من الضروري تخفيف التوتر على الحدود بين الهند وباكستان وانشغال الهند في كشمير، فكانت أمريكا تعرف أنّ الهند لا يمكنها أن تشكل خطرا على الصين إذا كانت مشتتة على جبهتين، وبالتالي فقد أصبح لزاما على الولايات المتحدة إضعاف القوات المسلحة الباكستانية بتقسيمها على جبهتين، فضلا عن إجبار باكستان على تطبيع العلاقات مع الهند، كي تتمكن الهند من التركيز على جانب واحد ضد الصين، البلد الذي خاضت الهند معه الحرب وبينهما خلافات.
أضعف الحكام الخونة في قيادة الجيش القوات المسلحة الباكستانية حيث دفعت به إلى حرب الجهاديين والقبليين، ومن أجل احتواء القوة الإقليمية الباكستانية التي كانت تمارس نشاطاتها من خلال وكالاتها الاستخبارية القوية، كان من الضروري اتخاذ إجراءات صارمة ضد وكالة الاستخبارات الباكستانية، وتحويل مركز تنبهها نحو الداخل عبر إرغامها على التركيز على الجهاديين والسياسيين المخلصين، وتحت غطاء هجمات 11/09 دخلت الولايات المتحدة المنطقة، وكانت قادرة على تغيير سياسة كشمير وأفغانستان، وكذلك أضعفت باكستان من خلال إيجاد حالة "الفوضى التي تسيطر عليها" باستخدام شركة بلاك ووتر ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وعملائها في القيادة السياسية والعسكرية، هذا بالإضافة إلى إهمال الحكام الخونة الناس في مواجهة مجموعة مختلفة من الأزمات، والتي يمكن تفاديها لو كان للأمة قيادة مخلصة ونظام حكم إسلامي، من مثل أزمة الكهرباء وأزمة السكر والفيضانات وغيرها الكثير.
السبب الآخر الذي دفع بأمريكا لإضعاف باكستان هو أنّ باكستان قد أصبحت قوية جدا خلال فترة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وكانت الدعوة إلى الجهاد والحكم بالإسلام حديث الناس، والذي تسميه الولايات المتحدة "بالتطرف" في المجتمع الباكستاني، في مثل هذا الوضع، فأصبح من الضروري بالنسبة للولايات المتحدة منع ظهور أي دولة إسلامية، الخلافة، والتي من شأنها أن تخل التوازن في أوراسيا وتشكل التحدي الأيديولوجي لمصالح الولايات المتحدة في العالم كله، لهذا السبب وهو على وجه الخصوص وجود دولة إسلامية قوية يشكل خطرا كبيرا على مصالح الولايات المتحدة، وهذا لا يتطلب علمنة المجتمع الباكستاني فقط بل وإضعاف الدولة الباكستانية إلى حد كبير، كي لا تتمكن الخلافة من أن تخرج قوية.
أشار جورج فريدمان، مستشار سياسي للولايات المتحدة إلى هذه المسألة في كتابه "المائة سنة القادمة" حيث كتب "الهدف من هذه التدخلات في [العراق وأفغانستان] لم يكن أبدا لتحقيق شيء ما، مهما كان الخطاب السياسي، ولكن كان لمنع شيء ما، تريد الولايات المتحدة منع الاستقرار في المنطقة حيث هناك قوة أخرى قد تنشأ، فلم يكن هدفها إيجاد الاستقرار، ولكن لزعزعة الاستقرار، وهذا يفسر ردة فعل الولايات المتحدة على الزلازل الإسلامي... إنها تريد منع إقامة دولة إسلامية قوية وموحدة". [الصفحة 46] وكتب أيضا "إنّ خط الدفاع الأول ضد المتطرفين الإسلاميين سيكون الدول الإسلامية نفسها... فسوف يستخدم حكام المسلمين السلطة الوطنية والاستخبارات الأمنية والقدرات العسكرية لسحق هؤلاء المتطرفين... إنّ العالم الإسلامي في حالة من الفوضى وغير قادر على التوحد، وهذا يعني أنّ الولايات المتحدة حققت هدفها الاستراتيجي... وطالما المسلمون يقاتلون بعضهم بعضا فإنّ الولايات المتحدة ستظل منتصرة في حربها" [صفحة 49]. وهذا هو بالضبط ما يقوم به عملاء الولايات المتحدة من أمثال كياني وجيلاني وزرداري، أي سحق أي شخص يدعو للإسلام ودفع المسلمين لقتال بعضهم بعضا.
قبل أن يتم إضعاف باكستان أكثر فأكثر وتنفيذ المزيد من الخطط الأمريكية، فإنّه يجب على المسلمين إقامة الخلافة. فالخلافة وحدها هي التي سوف تجمع المسلمين على أساس الإسلام، وستقطع النفوذ الأميركي على البلاد، وسيتم إغلاق سفارات العدو وطرد القواعد والقوات العسكرية والاستخبارات الغربية، وسوف تعمل الخلافة على توحيد العالم الإسلامي، وسيتم التواصل مع البلدان غير المحاربة للمسلمين من أجل كسبهم إلى الإسلام، وبذلك فإنّ الخلافة هي الضمان لهيمنة الإسلام وهزيمة الكفر، وخطوة عملية وصادقة من قبل الضباط المخلصين في القوات المسلحة الباكستانية للاستجابة لمطلب الأمة وإعطاء النصرة لحزبها، حزب التحرير، لإقامة دولة الخلافة.
نفيذ بوت
الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان