خبر وتعليق حركة السفراء الأجانب في الأردن
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يتحرك السفراء الأجانب في الأردن وكأنهم يتحركون في منازلهم أو ديارهم، فالسفير الأمريكي يتجول في الأردن بل يجول فيها شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ويلتقي مجموعات الحراك الشعبي ويتحدث إليهم ويوجه الدعوات للسياسيين والكتاب والصحفيين والاقتصاديين وما يسمى بهيئات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والأحزاب ليلتقي بهم في السفارة الأمريكية أو غيرها من الأماكن، وكذالك السفير البريطاني، والنظام في الأردن يرى ويسمع وهو عاجز عن منع ذالك كعجزه عن تلبية احتياجات الناس ومطالبهم.
يحاول هؤلاء السفراء إيهام الناس في الأردن أن دولهم التي يمثلونها تقف إلى جانب الشعب وتدعم مطالبه وتسعى لتحقيق طموحاته.
فإذا كان السفير الأمريكي و السفير البريطاني قد نسيا أنهما سفراء دولٍ احتلت وتحتل بلاد المسلمين وقتلت ما قتلت من المسلمين وهتكت من أعراضهم ما هتكت ودنست مقدساتهم وعذبت أبنائهم ونهبت ثرواتهم وزرعت في قلب بلادهم كيان يهود ودافعت عنه وحمته، فإن المسلمين في الأردن والعالم لا ولن ينسوا ذلك، لن ينسوا الدماء التي سفكت في العراق على أيدي الإنجليز والأمريكان، لن ينسوا القرآن الذي دنسه أشباه الرجال من الجنود الأمريكان، لن ينسوا الأعراض التي هتكت، لن ينسوا المساجد التي هدمت، لن ينسوا أبناءهم الذين عذبوا في غوانتانامو، والسجون السرية حول العالم، ولن ينسوا إيواءهم وحمايتهم (أي الأمريكان والانجليز) لمن شتم الرسول صلى الله عليه وسلم وتطاول عليه، لن ينسوا أن المسلمين في فلسطين يقتلون بالسلاح الأمريكي، لن ينسوا تعهدات أمريكا في حماية كيان يهود والحفاظ على وجوده، لن ينسوا دعم أمريكا وبريطانيا للأنظمة القمعية الدكتاتورية البوليسية عقوداً من الزمن، لن ينسوا أداة أمريكا الاستعمارية البنك الدولي الذي هيمن على الاقتصاد في بلاد المسلمين.
بعد كل ذلك أيتوقع هؤلاء السفراء أنهم مرحبٌ بهم؟ طبعا لا، إنهم على يقين أنهم غير مرحب بهم لكن دولهم أدركت قوة الأمة، وأن الأمة الإسلامية في طريقها لاسترداد حقوقها وما أٌغتصب منها، وأدركت خطورة دعمها وتأييدها العلني للأنظمة على مصالحها ونفوذها فأخذت تدعم الأنظمة في قمعها للثورات سراً وتعلن تأييدها لثورة الشعوب وحراكها وهي تعمل لإطفائها أو تجيرها بعد حرفها عن مسارها وما حَرََكَتْ السفراء في الأردن وغيره إلا من هذا الباب.
فليظهر الشعب الأردني لهؤلاء السفراء ومن خلفهم أنهم غير مرحب بهم وأن تدخلهم في شؤون البلاد مرفوض شعبياً قبل أن يكون مرفوضاً رسمياً.
فالأمة الإسلامية ومنها الشعب الأردني على علمِ بمكر أعدائها وغدرهم وحقدهم وتلونهم.
وليظهر الناس في الأردن عدم الاحترام لكل من يجعل من السفير الأمريكي أو البريطاني قبلةً للشكوى أو الطلب أو التنسيق وليُعامل كل من ظهر عليه ذلك كما تعامل الشاة الجرباء , لأنه جعل من نفسه خادماً وضيعاً لقوى الكفر والاستعمار وخائناً لدينه وأمته و بلاده .
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن