المجالس الانتقالية والثورات اصرارٌ على البقاء في أحضان الإستعمار
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن يوم الأربعاء 17 آب / أغسطس الجاري في صنعاء عن تشكيل مجلس وطني لقوى الثورة في اليمن من قبل أحزاب اللقاء المشترك وشباب الثورة مكونٌ من 143 عضواً ضم جميع أطياف المعارضة داخل اليمن وخارجها. المجلس الوطني في اليمن على غرار المجلس الانتقالي في ليبيا الذي شكل على اثر انطلاق الثورة في ليبيا لإسقاط معمر القذافي الذي رفض ترك السلطة. المجلس الوطني المكون في اليمن سيؤول به الحال كالمجلس الانتقالي في ليبيا في طلب الاعتراف الدولي به وطلب تدخل الناتو خصوصاً بعد تصريح محمد سالم باسندوه "الذي انتخب السبت رئيساً للمجلس الوطني"بأن المجلس شُكِلَ للحفاظ على الأمن إن اتخذ صالح قرار الحرب.
المجلس الوطني حديث التشكيل لم يلقَ ترحيباً من شباب الثورة في ساحات الاعتصام الذين قالوا بأن تمثيلهم فيه قليل، وكذلك الجنوبيين الذين أرادوا مناصفة المجلس بينهم وبين الشماليين.
يأتي تشكيل هذا المجلس الوطني بعد ستة أشهر على انطلاق الاعتصامات المطالبة برحيل علي عبد الله صالح عن كرسي الحكم في منتصف شباط / فبراير الماضي وتشبثه بالحكم حتى بعد موافقته الشكلية على المبادرة الخليجية التي تقضي بتخليه عن السلطة بعد شهر على توقيعها ومحاولة اغتياله التي جرت في 3 حزيران / يونيو الماضي وبعد شهر واحد من تشكيل مجلس انتقالي مكون من 17 عضو في 16 تموز / يوليو الماضي قبل يوم واحد على عودة متوقعة لعلي عبد الله صالح من الرياض في 17 تموز / يوليو الماضي.
تسابق علي عبد الله صالح وأحزاب اللقاء المشترك ومعهم شباب الثورة في اليمن على القيام بالأعمال السياسية، فبعد تحديد17آب / أغسطس لتشكيل مجلس وطني أوعز علي عبد الله صالح للقبائل الذين لا زالوا يناصرونه ويقفون إلى جانبه بعقد مؤتمر قبلي يوم 16آب / أغسطس تحت عنوان"دفاعاً عن الجمهورية اليمنية والوحدة والديمقراطية".علي عبد الله صالح وجه كلمة للمؤتمر من الرياض حيث يقضي فترة نقاهة، توعد فيها المطالبين برحيله ومعلناً عودته قريباً إلى اليمن.
بدلا من أن تمضي الثورات القائمة اليوم في سبيلها للتغيير من الحال السيئ الذي يعيشه الناس عقب الثورات التي قامت"في الخمسينات والستينات" من القرن الماضي حتى سارع الغرب المستعمر في حرف مسارها حتى لا تفارقه وتخرج عما خططه لهذه البلاد وتبقى في أحضانه على الدوام .وشاركهم السياسيون المعارضون للأنظمة الحاكمة الحالية .أما الناس فإنهم ببساطة يعلقون آمالاً على ما يجري من ثورات ويشاركون فيها وهم لا يعلمون بأن الحال هو الحال لأنهم شاركوا في الثورات بعواطفهم وليس بأفكارهم النابعة من عقيدتهم.
إن تشكيل مجلس وطني أو انتقالي ليحافظ على شكل النظام القائم ويزيح الأشخاص فقط ليحل محلهم أو مجلس عسكري ليزيح رأس النظام فقط ويبقي كل شئ في مكانه هم في الحقيقة أدوات في أيدي هذه أو تلك من دول الغرب الاستعماري الأوربي والأمريكي، بدليل عدم ظهور المجالس الانتقالية إلا بعد موافقة الغرب الاستعماري عليها والكف عن تشكيلها حين التعرض للضغوط فقد جاء في 6 تموز / يوليو الماضي على لسان يحي أبو أصبع القيادي في أحزاب اللقاء المشترك بأن "أمريكا والسعودية هددتا المشترك بسبب المجلس الانتقالي"، وسفه البريطانيون المجلس الانتقالي الذي أعلن عن تشكيله يوم 16 تموز/ يوليو الماضي.
لقد كانت فرصة مناسبة أن ثار الناس على الأنظمة الحاكمة القائمة الدخيلة على البلاد الإسلامية التي لم يروا منها سوى تغييب الإسلام عن الحكم والظلم والحيف والجور، وكانت فرصة أن يعلن الساسة في هذه البلاد عن تغيير أنظمة الحكم القائمة واستبدالها بما هو من جنسنا كمسلمين والاكتفاء بما ارتمينا به في أحضان الاستعمار الذي لم يبخل علينا في جلب كافة أشكال البلاء الذي نعاني منه، لنعلي راية الإسلام راية العقاب في ظل دولة الخلافة التي عشنا في ظلها قروناً وراء قرون ولم تستطع الأعلام الملونة الحالية أن تقينا من الشرور التي عانينا منها طوال رفرفتها فوف رؤوسنا.
مهندس:شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن