الولايات المتحدة بواسطة العملاء في باكستان تصيب عصفورين بحجر واحد
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في 18 آب/أغسطس أعلن الجيش الباكستاني عن نهاية العمليات العسكرية في منطقة كورام القبلية، والمعروفة رسميا باسم المناطق القبلية، وقد زار رئيس أركان الجيش الجنرال أشفق برفيز كياني المنطقة للمشاركة في أخذ الصور أمام وسائل الإعلام وهو يبتسم بلا خجل وسط رفاقه، وهو الجنرال الذي غزا شعبه لمصلحة العدو!
ولقد كانت عملية كورام فريدة من نوعها في الطريقة التي أدار بها العملاء في القيادة العسكرية العملية، حيث تمكنوا من الحفاظ على عدم تغطية العملية من قبل وسائل الإعلام، فكان هناك شبه تعتيم في الإعلام المطبوع، وكذلك الإعلام الإلكتروني بخصوص أعمال القتل من كلا الجانبين، إلى درجة أنّ معظم الباكستانيين لم يكونوا يعرفون أنّ هناك عملية جارية في الحزام القبلي، ناهيك عن عدد القتلى والمشردين الذي خلفتهم العمليات، فلم تظهر صورة واحدة على أي صحيفة عن ال 30,000 أسرة التي أجبرت على إخلاء منازلها والعيش في مخيمات خلال شهر رمضان المبارك، ناهيك عن وجود مئات الآلاف من المشردين داخليا من العمليات العسكرية السابقة، الذين نُسوا من قبل الحكومة ووسائل الإعلام وتُركوا للموت في المخيمات، وخلال فترة عملية كورام غرقت باكستان برمتها في أزمات وهمية مختلفة مثل أزمات الكهرباء والبنزين والغاز وكذلك التنافس بين الأحزاب السياسية التي لم تشغل وسائل الإعلام فحسب، بل واستحوذت على انتباه الناس جميعا، مما أتاح لكياني ومجلس الوزراء الفاسدين قتل وتشريد المسلمين بالمدفعية والقصف الجوي.
وكان التطور الآخر المهم، والذي تزامن مع هذا العمل الإجرامي، توقيع زرداري على الموافقة على الأنشطة السياسية والإصلاحات في المناطق القبلية، وهي الخطوة الأولى نحو الاستقلال القبلي بجعله تحت سيطرة حكومة متشددة، وبالتالي إما أن تنضم تلك المناطق إلى المناطق القبلية ضمن مقاطعة خيبر بختونخوا أو تنشيء محافظة مستقلة، وتطبق جميع القوانين الحكومية القائمة والأنظمة وفرض الضرائب عليها، وهذا سيجعلها خاضعة تماما لسلطة الحكومة.
لم يكن ذلك ممكنا في السابق لأنّه لم يكن هناك أي وجود عسكري أو حتى وجود للشرطة في المناطق القبلية، ولكن الآن تغير الأمر بعد أن أُنشأت نقاط تفتيش للجيش في كل المنطقة تقريبا من خلال العمليات العسكرية القبلية والتي بدأت منذ 4 إلى 5 سنوات.
وهذا هو السبب أيضا في أنّ أنابيب الغاز والنفط القادم من آسيا الوسطى والواصل إلى بحر العرب والذي كان الغرب والشركات متعددة الجنسيات مثل شركة يونوكال يحلمون بتأمينه في هذه المنطقة، أصبح ذلك الحلم الآن حقيقة واقعة، فبعد تحقيق الاستقرار في أفغانستان، والمناطق القبلية وأجزاء من بلوشستان فإنّ هذا الطريق للطاقة يكون آمنا تماما بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات التي كانت تنتظر بشراهة لنهب موارد الطاقة في منطقة آسيا الوسطى المسلمة على مدى العقد الماضي.
وبذلك ضربت الولايات المتحدة عصفورين بحجر واحد، فمن خلال إشعال حرب أهلية في منطقة القبائل تمكنت أمريكا من الحد من تدفق المجاهدين القادمين من باكستان إلى أفغانستان، وأمنت مسار أنابيب النفط بواسطة الجيش الباكستاني، ودون سفك دم جندي أمريكي واحد، وكان هذا ممكنا من خلال العملاء في القيادة السياسية والعسكرية الذين عملوا بجد من أجل تأمين مصالح الأمريكيين.
وفي هذه الحرب ضد الإرهاب لم يُدمر اقتصاد باكستان والسلم الداخلي فقط، بل وأيضا قُتل أكثر من 35000 من المسلمين، وهذا أيضا دون إطلاق رصاصة واحدة على العدو الحقيقي، الولايات المتحدة، وهذه المآسي أكثر من المآسي التي عانتها أفغانستان خلال السنوات ال 10 الماضية أو نحو ذلك.
إنّ نهاية اللعبة في أفغانستان وفي المناطق القبلية تقترب، والمسلمون مدركون لخيانة حكامهم ويدعون للتغيير، والحكومة تشعر بالضغط وتلاحق أعضاء حزب التحرير لذلك، ولكن يبدو أنّ الامبرياليين وعملاءهم قد استنفدوا كل ما لديهم من حيل، وأصبح لديهم حقيبة فارغة، فالأمة الإسلامية في العالم العربي وغير العربي لا تزال حية ترزق، والتغيير باتت هي الكلمة الرنانة، ويوم النصر يقترب مع كل ثانية، ويوم سعادة المؤمنين سيكون عند إعلان إقامة الخلافة، ليتمنى المستعمرون حينها لو أنّهم لم يعيشوا ليروا ذلك اليوم!
نفيذ بوت
الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان