خبر وتعليق تفجيرات النرويج وضحاياها نتيجة السياسة العدائية التي تمارسها الأنظمة الغربية ضد الاسلام وأهله
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في 22/7/2011 قام شخص نرويجي بوضع متفجرات قرب مقر رئاسة الوزراء فأحدث خسائر بشرية ومادية هناك، ومن ثم قام هذا الإرهابي المجرم بإطلاق النار بدم بارد على مجموعة من الشباب النرويجي في مخيم شبابي لحزب العمال الحاكم في النرويج فكان مجموع ما قتل 78 شخصا حسب آخر إحصائية للشرطة النرويجية، وأعلن هذا الشخص المجرم أن هدفه محاربة الإسلام وطرد المسلمين من أوروبا للحيلولة دون أسلمتها، وقد استهدف حزب العمل النرويجي الحاكم وشبابه لأنه يرى أن اليساريين الأوروبيين يسمحون بالتعددية الثقافية وهو ضد هذه التعددية، وكذلك قام ينتقم من حكومة بلاده لأنها شاركت في التسعينات من القرن الماضي في ضرب إخوته النصارى الصرب الذين كانوا يشنون حرب إبادة على المسلمين في يوغسلافيا كما كتب في مدونته، وقد نشر 1500 صفحة على الشبكة العنكبوتية مليئة بالحقد على الإسلام والمسلمين مستنداً إلى كتابات دونها كتّاب ورجال دين من المتعصبين الحاقدين على الإسلام وأهله في أوروبا وأمريكا وذكر أنه بدأ بكتابتها وبجمعهها وإرسالها للمتعصبين الحاقدين في أوروبا بعد تسعير الحملة على الإسلام وأهله بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001.
التعليق
1- إن الأنظمة الغربية في أمريكا وأوروبا هي المسؤول الأول عن هذه الحادثة الأجرامية وأمثالها من الحوادث الإجرامية التي تستهدف المسلمين في هاتين القارتين بل في كل أنحاء العالم؛ لأن هذه الأنظمة بمختلف إداراتها وحكوماتها سعرت الحرب ضد الإسلام وأهله بغير حق منذ أحداث 11/9/2001 بشكل ملحوظ وأعلنتها حربا صليبية، وكانت أمريكا تستهدف احتلال البلاد الإسلامية واحدة تلو الاخرى فشنت الحرب على أفغانستان ومن ثم على العراق، ولكن مقاومة المجاهدين في العراق أولا ومن ثم في أفغانستان ثانياً أوقفت الزحف الصليبي على البلاد الإسلامية ولقنت القوى الصليبية درساً قاسياً لن تنساه، وهذه المقاومة من المجاهدين تفيد المسلمين لما بعد إقامة الخلافة الراشدة القادمة بإذن الله، فإن الغرب أدرك أن الحرب مع المسلمين ليست بالهينة ولا هي نزهة، وأنه سيحسب ألف حساب إذا ما أراد أن يشن عليها حرباً عند إقامة الخلافة أو بعد إقامتها، فإذا جزء يسير من أبناء الأمة في ظل انعدام الخليفة أظهر هذه المقاومة البطولية، وقد هز موقع أمريكا والغرب معها عسكرياً بسببها فلم تستطع أن تحقق نصراً ولم تستطع أن تعلن أنها حققت انتصاراً، وكل ما أعلنته أنها أنهت عمليتها العسكرية في العراق وأنها ستعلن عن إنتهاء عملياتها العسكرية في أفغانستان، وبذلك تعتبر أمريكا وحليفتها قد هزمت أمام بضعة آلاف من شبان المسلمين المجاهدين. هذا الوضع أوجد مرارة الهزيمة لدى أمريكا وأوروبا وأوجد الخوف والفزع من وجود المسلمين في بلادهما.
2- أوروبا استغلت تلك الأحداث أحداث 11/9/2001 للعمل على منع سيطرة المسلمين عددياً على أوروبا ومنع انتشار الإسلام بين الأوروبيين، وقد دقت نواقيس الخطر لديها منذ الثمانينات من القرن الماضي عندما رأت أن المسلمين الوافدين كعمال إليها بعد دمارها في الحرب العالمية الثانية وكانوا أيدي عاملة مسترخصة لعبت دوراً هاما في إعادة بناء أوروبا وقد بدأت جموع هؤلاء العمال تستقر وتتناسل، ووجد ما عرف بالجيل الثاني ومن بعده الجيل الثالث فجن جنون أوروبا، خاصة أن هؤلاء يتناسلون بشكل ليس بالقليل بينما ترى أبناءها الأوربيين لا يتناسلون بشكل اعتيادي بل هم في تناقص، وظهر لها مدى ارتباط هؤلاء المسلمين بدينهم وعدم تقبل ثقافة الغرب المنحرفة وإقبالهم على بناء المساجد وارتيادها وعلى التقيد ببعض الأحكام الشرعية مثل اللباس الشرعي الذي يعرف في الغرب بالحجاب، ولذلك أرادت الدول الأوروبية أن تدمج المسلمين بل أرادت أن تصهر المسلمين في المجتمع الأوروبي بحملهم على ذلك بكل الوسائل الإرهابية والحملات التشويهية والتقبيحية والتحريضية ضدهم، حتى أنها سمحت بالإستهزاء بنبي الإسلام المرسل للبشرية جمعاء عبر الرسوم والدوس على المصحف الشريف وحرقه تحت دعاوى الحرية حتى تستفز المسلمين لتشن عليهم حربا شعواء إذا قاموا بأعمال مادية كردة فعل على ذلك، ولتحملهم على الرحيل إذا لم يعجبهم ذلك، أو أن يقبلوا بالانصهار فيخضعوا ويخنعوا للغربيين، وشاركت وسائل إعلامهم الرسمية وغير الرسمية بشكل علني مفضوح وبأشكال شتى في الحملة، حتى إن المسؤولين في أعلى المستويات شاركوا في الحملة، فرئيسة وزراء ألمانيا ميركل أعلنت في وقت سابق بأن التعددية الثقافية قد ماتت وعلى المسلمين أن يقبلوا بثقافة الغرب أو أن يرحلوا. وتصرفات المسؤولين في فرنسا من قيام رئيسها السابق شيراك بمنع ارتداء المسلمات للباس الشرعي في المدارس والدوائر وعقبه خلفه السيئ ساركوزي بالتشديد على المسلمين ومنع النقاب في كل مكان حتى في الحياة العامة ووضع عقوبة قاسية على من يخالف قانون المنع هذا. وهكذا في كافة البلاد الأوروبية سواء ضد اللباس الشرعي أو ضد بناء المساجد أو ضد بناء المآذن أو غير ذلك.
3- الأنظمة في البلاد الإسلامية ساندت الحملة الشرسة ضد الإسلام وأهله سواء بمساعدة أمريكا وحلفائها الغربيين في احتلال أفغانستان والعراق مباشرة أو غير مباشرة، وكذلك بمشاركتها في الحرب على ما يسمى بالإرهاب والتي تعني الحرب على الإسلام وأهله، فكل شخص غير مسلم يقوم بأية عملية إجرامية بشعة لا يطلق عليه إرهابي وإنما يطلق عليه مجنون أو مريض نفسياً كما أٌطلق على هذا النرويجي، وكأنه معذور فيما قام به لأنه فاقد لعقله كلياً أو جزئياً فلا يعتبر مكلفاً أو مسؤولا عما اقترفت يداه، وهذا دليل على ان اصطلاح محاربة الإرهاب وضع لمحاربة الإسلام وأهله، وقد سنت الأنظمة في العالم الاسلامي قوانيين لمحاربة الارهاب وقد رأيناها بالفعل لا تستهدف إلا حملة الدعوة الإسلامية على الأغلب، فهذه الأنظمة في العالم الإسلامي مشتركة في جريمة محاربة الإسلام كالأنظمة الغربية وهي عميلة وخادمة مطيعة لها؛ ولذلك رأينا هذه الأنظمة تلتزم الصمت عما يقترفه الإرهابيون المجرمون من أعداء الإسلام في الغرب ضد أبناء المسلمين حيث تمارس الأنظمة الغربية أبشع صور الضغط والإرهاب والتشويه والتمييز على المسلمين القاطنين في بلاد الغرب، ولا تحتج الأنظمة في البلاد الاسلامية على تلك الممارسات البشعة اللإنسانية، ولا تمارس الضغوط على البلاد الغربية وبيدها أوراق ضغط كثيرة وامكانيات كبيرة، ولا تحتج ولا تتدخل لحماية المسلمين والحفاظ على هويتهم وتأمين حقوقهم، بينما نرى دول الغرب تظهر تبنيها للنصارى من أهل البلاد الإسلامية وهم ليسوا أوروبيين ولا هم من الوافدين من أوروبا، بل هم من أهل البلاد الاسلامية وإذا مسهم سوء تراهم يتدخلون ويضغطون ويقومون بمساعدة هؤلاء النصارى بشتى الوسائل.
4- بهذه الممارسات البشعة وغير الإنسانية يظهر فشل المبدأ الرأسمالي في دمج الشعوب في مجتمع واحد وهذا يدل على بطلانه وبطلان ديمقراطيته وعلمانيته ومنظومة حرياته، فقام أصحاب هذا المبدأ بمحاولة دمج المسلمين في مجتمعاتهم بالقهر والإجبار وحملات التشويه والتقبيح للإسلام وللمسلمين وقاموا بممارسة التمييز في شتى الميادين، والتمييز ضد المسلمين في هذه البلاد ليس على نطاق شعبي فحسب بل هو مقنن، أي إن هناك قوانيين سنت من أجله، ولذلك يحكم بشكل عملي وواقعي على القيادة الفكرية الرأسمالية بالفشل والبطلان، عدا فشلها وبطلانها بالإثباتات العقلية والفكرية، بينما نرى المبدأ الإسلامي قد نجح في دمج كافة الشعوب بل صهرها في بوتقة الإسلام بلا اكراه وبلا ضغط وبلا تشويه وتقبيح للآخر، بل إن الناس أقبلوا من أنفسهم على دخول الإسلام وتسابقوا في تطبيقه وفي خدمته وفي حمل دعوته ورايته، وغير المسلمين من نصارى ويهود وهندوس ومجوس وغير ذلك لم يكرهوا على ترك أديانهم وعاشوا مع المسلمين في أمن وآمان من دون تمييز، فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، لهم معابدهم وحق ممارسة عبادتهم ومأكلهم ومشربهم وملبسهم في ظل القانون العام وحق الزواج والطلاق وما يتعلق بذلك من العلاقات الإجتماعية حسب أديانهم، مع أن المسلمين في الغرب يمنعون أن يطبقوا أحكام الزواج والطلاق وغير ذلك من العلاقات الإجتماعية حسب أديانهم، ويضيق عليهم في لباسهم ومظهرهم وفي مأكلهم حيث يمنعون في كثير من البلاد الأوروبية من الذبح حسب شرع دينهم ويضيق عليهم في مساجدهم، بل يراقبون فيها مراقبة شديدة حتى أن كاميرات قد ثبتت في المساجد لتراقبهم ولتحصي عليهم أنفاسهم.
ولذلك فلا مخلص للبشرية من العنصرية والكراهية لمجرد أن ينتمي الإنسان لعرق آخر أو لدين آخر والتمييز بين الناس بناء على ذلك وهضم حقوقهم واهدار دمهم بغير حق ومن كل الشرور التي أفرزها المبدأ الرأسمالي ونشرها في العالم فلا مخلص من كل ذلك غير المبدأ الاسلامي الذي يتجسد في دولة تطبقه وفي مجتمع يحياه وفي أمة تحمله في ظل دولة الخلافة، وكذلك فلا يمكن أن يحمي المسلمين في الغرب من أذى الغربيين ودولهم سوى هذه الدولة الراشدة، فالجميع شاهد على مدى ظلم الغربيين وتعاليهم على الغير واحتقارهم لهم ولثقافاتهم ولأديانهم بل لإنسانيتهم ويعتبرون أن جيناتهم راقية وجينات الغير منحطة، والجميع شاهد على الأنظمة الفاسدة في البلاد الاسلامية كيف تطبق فاهها ساكتة وتغمض عينيها وكأنها لا ترى ولا تسمع شيئاً يحدث لأبناء المسلمين في الغرب، ولا تكلف نفسها بفعل أدنى شيء لمساعدة أبنائها الذين يقطنون في بلاد الغرب، بينما تقوم الدول الغربية بممارسات جائرة على أبناء المسلمين وتحاربهم بأساليب شتى يتجرع المسلمون مرارتها في كل لحظة ويعايشونها يوميا حيث يتأذون منها في مساكنهم ومع جيرانهم من الغربيين وفي أماكن عملهم وفي المدارس وفي الشوارع وفي دوائر الحكومة وحيثما حلوا وارتحلوا.