الهند، عدوة ال 150 مليون مسلم في بنغلادش، الصديق الحميم لحسينة!
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في السادس من يوليو\ تموز 2011، قام وزير الخارجية الهندي اس ام كريشنا بزيارة لبنغلادش استغرقت 3 أيام، وفور هبوط طائرته في مطار دكا عقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره البنغالي قال فيه أنّ "العلاقات الآن بين دكا ودلهي تمر بأفضل حال في تاريخ علاقاتنا الدبلوماسية، ونحن نعيش في وقت له أهمية تاريخية" وكان من المقرر زيارة كريشنا لعقد محادثات ثنائية على مستوى وزاري قبل زيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينه المقررة ما بين السادس والسابع من سبتمبر\ أيلول 2011، ناقش كريشنا مع وزيرة الخارجية البنغالية الدكتورة ديبو موني النزاع الحدودي التاريخي بين بنغلادش والهند والتجارة وقضايا العبور والمعاهدة المقترحة لتقاسم مياه الأنهار تيستا وفيني، ومتابعة تنفيذ المعاهدات الموقعة بين مانموهان وحسينة في عام 2010 عندما قامت بزيارة إلى الهند، واستيراد الكهرباء من الهند.. الخ وعلاوة على ذلك فقد تم التوقيع على معاهدتين جديدتين بين البلدين بخصوص الخلاف الحدودي، وحماية الاستثمار، وبعد توقيع هاتين المعاهدتين أكد كريشنا مجددا على أنّ "العلاقات الحسنة ما بين الهند وبنغلادش يمكن أن تكون مثالا يُحتذى به لأية دولة في العالم"، وعلاوة على ذلك، وكجزء من تعزيز الثقافة الهندوسية في بنغلادش، كان كريشنا الضيف الرئيس في حفل افتتاح مسرحين للدراما مقدمة من قبل الحكومة الهندية إلى قسم الفنون المسرحية في جامعة دكا، كما ألقى محاضرة في حلقة دراسية بعنوان "تطوير الشراكة بين بنغلادش والهند" في جامعة دكا، الجامعة الأولى في بنغلادش.
ومن الجدير بالذكر أنّه بعد تولي حكومة الشيخة حسينة للسلطة، منحت الهند سبلا عدة للعبور من خلال بنغلادش من خلال وسائل المواصلات الأربع، أي البرية والجوية والبحرية والنقل بالسكك الحديدية، علاوة على ذلك، فقد قبلت الشيخة حسينة في الزيارة التي سُميت بالتاريخية التي قامت بها إلى الهند في عام 2010، قبلت الطلب الهندي لبناء سد تايبموكا في المنطقة الحدودية لسيلهيت، هذا هو التطور الجديد الذي حول خُمس بنغلادش إلى صحراء، وقد وافقت أيضا على أخذ مليار دولار قرضا من مصرف تجاري هندي بأعلى معدل للفائدة في تاريخ القروض الخارجية لبنغلادش لبناء خط أنابيب لشراء الكهرباء من الهند فضلا عن تطوير وتشييد الطرق والطرق السريعة لضمان سير سلس للسيارات الهندية، وأخيرا واصلت في زيارتها أيضا الإعداد "لفريق عمل جنوب آسيا لمكافحة الإرهاب " للتعامل مع زيادة الطلب الشعبي على نظام الخلافة الإسلامية في شبه القارة الهندية، بعد تلك الزيارة فتحت الحدود لما يُسمى الفرص الجديدة (العبيد)! ففي الواقع فإنّه بزيارة الشيخة حسينة تمكنت الهند من تحقيق كل مطالبها بالإضافة إلى المصالح الرئيسية الهندية التي استمرت بالمطالبة فيها على مدار 40 سنة الماضية! وبالنسبة لحسينة فإنّ هذه الطاعة المطلقة للهند كان جزاؤها منح الشيخة حسينة لما يسمى ب "جائزة انديرا غاندي للسلام"، كي تلحق بأمثالها مثل حامد كرزاي في أفغانستان ورئيس الوزراء السابق "لإسرائيل"!
بين المعاهدتين الموقعتين خلال زيارة كريشنا فإنّ المعاهدة الأولى وهي "اتفاق تقاسم المياه والنزاع الحدودي"، هي استمرار للمعاهدة القديمة التي وقعت قبل 37 عاما عندما دعا الشيخ مجيب (والد حسينة) الهند في نيودلهي إلى توقيع ما يسمى "باتفاق صداقة مجيب إنديرا" لحل مسألة الجيوب المتنازع عليها في مناطق الحدود، وكذلك لتقاسم مياه نهر الغانج، وبعد توقيع المعاهدة عاد الشيخ مجيب الرحمن لتمرير المعاهدة في البرلمان في غضون ستة أشهر، والتخلي عن حق بنغلادش في مقاطعة بيرباري بعد 40 عاما في حين لا تزال الهند لم تصادق على هذه المعاهدة في البرلمان، على النحو المبين في تلك المعاهدة! والآن وبعد 37 عاما من "معاهدة صداقة مجيب إنديرا" ، جاء وزير الخارجية الهندي إلى دكا لتوقيع معاهدة جديدة بشأن المسألة نفسها! ومن المثير للاهتمام أنّ هذه المعاهدة الجديدة ليست لأنّ الهند ترى أنّ لها الحق فيها بعد سنوات عديدة، بالرغم من أنّها وافقت على منح تالبوتي وجيوب أخرى إلى بنغلادش، بل للتوقيع على المعاهدة التي تسمح فيها بنغلادش ببناء الطرق بطول 6 كيلومتر من شأنها أن تسمح للمواطنين من بنغلادش للخروج من هذه السجون الكبيرة أي الجيوب! وعلاوة على ذلك، فإنّ "معاهدة صداقة مجيب أنديرا" كانت تنص بشكل واضح على أنّ الهند ستفتح سد تايبموكا لمدة 40 يوما على سبيل الاختبار، وهذا في حد ذاته كان ضد المعايير الدولية، ومع ذلك، فإنّه بالنسبة للهند المشركة، فلم تنته بعد الأربعون يوما لغاية الآن! وعلاوة على ذلك، وبإعادة كرة عام 1974، فقد دعت الهند مرة أخرى ابنة الوفي مجيب الشيخة حسينة للتوقيع على ورقة بيضاء لبدء بناء سد تايبموكا! بالإضافة إلى ذلك ففي هذا الوقت الذي تقترب فيه فترة مونموهن على انتهاء، فإنّ الشيخة حسينة تنتظر بفارغ الصبر لتوقيع اتفاق تقاسم مياه أنهار تيستا وفيني!
في حين ادعت ديبو موني أنه قد تم توقيع هاتين الاتفاقيتين مع الهند على أساس "المساواة" لتقاسم المياه بين البلدين، فإنّ 150 مليون مسلم في بنغلادش في أرض أحلام ديبو موني وزمرتها من العبيد يعيشون؟ وحتى بعد 37 عاما من "معاهدة مجيب إنديرا" فهم لا يفهمون تعريف الهند لمعنى "المساواة"! فهم لا يقرؤون القرآن القائل ((بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) التوبة 1.
والمعاهدة الثانية التي تم توقيعها خلال زيارة كريشنا هي "اتفاق حماية الاستثمار"، ووفقا لهذه المعاهدة فإنّ على الحكومات المعنية حماية استثمار الدولة الأخرى داخل بلدهم، لاسيما من خلال عدم تأميم هذه الاستثمارات وكذلك من خلال توفير الدعم اللوجستي، مثل توفير إمدادات الطاقة، وبناء الطرق السريعة والعبور لنقل السلع المنتجة... الخ، والسؤال هو ما هي الشراكة التي حققتها بنغلادش في الاستثمار مع الهند التي دخلت في اتفاق معها من هذا القبيل؟ وعلى مدار السنوات ال 40 الماضية فإنّ الهند لم تعط حصة بنغلادش الطبيعية من مياه نهر الغانج، فكيف سيحمون استثماراتنا في بلادهم والتي لا وجود لها أصلا؟! إنّ شعب هذا البلد يعلمون جيدا كيف اشترت شركة الاتصالات الهندية "إيرتل" شركة "واريد للاتصالات" بعشر ملايين دولار فقط، في حين بلغت قيمة البنية التحتية لشركة واريد حوالي 100 مليون دولار! وشعب بنغلادش يعرف أنّ بنك الاستيراد والتصدير الهندي خطط لاستثمار مليار دولار في بنغلادش في الوقت الذي هو فيه بحاجة إلى حماية، فبينما تحقق الهند أهدافها، تشعر حسينة وديبو موني بالامتنان للغاية بتوقيع مثل هذا الاتفاق.
إنّ سؤال ال 150 مليون مسلم في بنغلادش هو: ما هو سبب استمرار استسلام حكومة حسينة للمطالب الهندية؟ إنّ هذا التقديم ليس اقتصاديا فقط، بل هو سياسي وثقافي واجتماعي وعسكري، ولماذا تحرص هذه الحكومة على إجبار ال 150 مليون مسلم من بنغلادش ليقعوا في حب الهند؟ ولماذا تدعو هذه الحكومة الهند المشركة بالصديق الحميم لنا؟ هل يعتقدون بأنّ المسلمين في بنغلادش نسوا السنوات ال 40 من العدوان والمؤامرات ضد بنغلادش من قبل الهند؟ هل يعتقدون أنّ ال 150 مليون مسلم في بنغلادش نسوا الذين أعدمتهم الهند بالرصاص على مدار 15 سنة؟ وكيف ينسون مقتل 57 من الضباط الشجعان من الجيش الإسلامي في تمرد حرس الحدود، والذي دبرته الهند لإضعاف إرادة الجيش المسلم البنغالي، فهل تعتقد الشيخة حسينة أنّ مسلمي بنغلادش نسوا قمع الجيش الهندي المستمر لأبناء وبنات هذه الأمة في مختلف أشكال الاغتصاب والاختطاف والسجن والحرق في كشمير منذ أكثر من 70 عاما؟ فهل تعتقد أنّ المسلمين في شبه القارة سينسون الجرائم الهندية ضد المسلمين في غوجارات والتي تم فيها إحراق 3000 مسلم حتى الموت في ليلة واحدة، وقتل أكثر من 40 من الأمهات من الحوامل بشق أرحامهم لقتل جيل هذه الأمة واستخدام أطفالهم ككرات قبل وضعها في النار! فهل ستنسى هذه الأمة تدمير مسجد بابري وتقبل أن يبقى معبدا للمشركين!
بالتأكيد يمكن لحسينة أن تنسى كل ذلك ولذلك فإنّها لا تزال تقدم خدماتها للهند ما بقيت في السلطة، ويمكن لها الظن بأنّ فاراكَّا والدة انديرا غاندي أفضل صديق من الهند، ولكن ال150 مليون مسلم في بنغلادش وأكثر من 600 مليون مسلم في شبه القارة الهندية يعتقدون بحديث النبي عليه السلام حيث قال ((عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام)) النسائي .
جعفر محمد أبو عبد الله
دكا، بنغلادش