الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول  (ح 85) كيف نشأت مسألة القضاء والقدر (10)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

 (ح 85)

كيف نشأت مسألة القضاء والقدر (10)

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبّتنا الكرام:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا: "وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الخامسة والثمانين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "كيف نشأت مسألة القضاء والقدر (10)".

 

يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "وأما كون القدر هو الخاصيات التي يحدثها العبد في الأشياء فظاهر من بحثهم له وخلافهم فيه، فإنهم حين بحثوا ما تولّد من أفعال العبد بحثوا في الخاصيات التي يحدثها فقد قالوا: إذا أضفنا نشاً وسكراً، وأنضجناهما تولَّد من ذلك الفالوذج، فهل طعم الفالوذج ولونه من خَلقِنا أم من خلق الله؟ هل خروج الروح عند الذبح، وذهاب الحجر عند الدفعة، والإبصار إذا فتحنا أبصارنا، وكسر الرِّجْلِ عند السقوط، وصحتها إذا جبرت، ونحو ذلك، هل هو من خلقنا أم من خلق الله؟

 

فهذا البحث هو بحث في الخواص، ويدل على ذلك اختلافهم في حكم هذه المتولدات. فقد قال بشر بن المعتمر رئيس معتزلة بغداد: كل ما تولَّد من فعلنا مخلوق لنا. فإذا فتحت أنا عين الإنسان فأبصر الشيء، فإن إبصاره للشيء هو فعلي أنا، لأنه متولد من فعلي، وكذلك لون ما نصنع من المأكولات، وطعومها، ورائحتها، هو فعلنا. وكذلك الألم واللذة والصحة والشهوة...الخ. كل ذلك من فعل الإنسان. وقال أبو الهذيل العلاف أحد شيوخ المعتزلة: هنالك فرق بين المتولدات. فكل ما تولَّد من أفعال الإنسان مما يُعلم كيفيته هو من فعله وما لا فلا. فالألم الحاصل من الضرب، وذهاب الحجر صعداً إذا رماه إلى أعلى، وسفلاً إذا رماه إلى أسفل ونحو ذلك، هو من فعل الإنسان.

 

وأما كون القدر هو الخاصيات التي يحدثها العبد في الأشياء فظاهر من بحثهم له وخلافهم فيه، فإنهم حين بحثوا ما تولّد من أفعال العبد بحثوا في الخاصيات التي يحدثها فقد قالوا: إذا أضفنا نشاً وسكراً، وأنضجناهما تولَّد من ذلك الفالوذج، فهل طعم الفالوذج ولونه من خَلقِنا أم من خلق الله؟ هل خروج الروح عند الذبح، وذهاب الحجر عند الدفعة، والإبصار إذا فتحنا أبصارنا، وكسر الرِّجْلِ عند السقوط، وصحتها إذا جبرت، ونحو ذلك، هل هو من خلقنا أم من خلق الله؟

 

فهذا البحث هو بحث في الخواص، ويدل على ذلك اختلافهم في حكم هذه المتولدات. فقد قال بشر بن المعتمر رئيس معتزلة بغداد: كل ما تولَّد من فعلنا مخلوق لنا. فإذا فتحت أنا عين الإنسان فأبصر الشيء، فإن إبصاره للشيء هو فعلي أنا، لأنه متولد من فعلي، وكذلك لون ما نصنع من المأكولات، وطعومها، ورائحتها، هو فعلنا. وكذلك الألم واللذة والصحة والشهوة...الخ. كل ذلك من فعل الإنسان. وقال أبو الهذيل العلاف أحد شيوخ المعتزلة: هنالك فرق بين المتولدات. فكل ما تولَّد من أفعال الإنسان مما يُعلم كيفيته هو من فعله وما لا فلا. فالألم الحاصل من الضرب، وذهاب الحجر صعداً إذا رماه إلى أعلى، وسفلاً إذا رماه إلى أسفل ونحو ذلك، هو من فعل الإنسان". 

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: يتابع الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - حديثه عن بيان الكيفية التي نشأت بها عند المتكلمين مسألة القضاء والقدر، وذلك من خلال الأفكار الآتية: 

 

بعد أن تحدث الشيخ تقي الدين - رحمه الله - عمَّا يعنيه المتكلمون بكل مصطلح من المصطلحات الآتية: (القضاء والقدر)، (القضاء)، (القدر). أخذ يتحدث عن الخاصيات التي يحدثها العبد في الأشياء، فقال:

 

أولاً: "وأما كون القدر هو الخاصيات التي يحدثها العبد في الأشياء فظاهر من بحثهم له، وخلافهم فيه".

 

ثانياً: أورد الشيخ - رحمه الله - ستة أمثلة على هذه الخاصيات التي يحدثها العبد في الأشياء:

 

  1. المثال الأول: فإنهم حين بحثوا ما تولّد من أفعال العبد بحثوا في الخاصيات التي يحدثها فقد قالوا: إذا أضفنا نشاً وسكراً، وأنضجناهما تولَّد من ذلك الفالوذج، فهل طعم الفالوذج، ولونه من خَلقِنا أم من خلق الله؟
  2. المثال الثاني: هل خروج الروح عند الذبح.
  3. المثال الثالث: وذهاب الحجر عند الدفعة.
  4. المثال الرابع: والإبصار إذا فتحنا أبصارنا.
  5. المثال الخامس: وكسر الرِّجْلِ عند السقوط.
  6. المثال السادس: وصحتها إذا جبرت، ونحو ذلك.

هل هو من خلقنا، أم من خلق الله؟

 

ثالثًا: ذكر الشيخ - رحمه الله - اختلاف المتكلمين في بحث الخواص، فقال: "فهذا البحث هو بحث في الخواص، ويدل على ذلك اختلافهم في حكم هذه المتولدات، وذلك على النحو الآتي:

 

أولًا: قال بشر بن المعتمر رئيس معتزلة بغداد: كل ما تولَّد من فعلنا مخلوق لنا. فإذا فتحت أنا عين الإنسان فأبصر الشيء، فإن إبصاره للشيء هو فعلي أنا، لأنه متولد من فعلي، وكذلك لون ما نصنع من المأكولات، وطعومها، ورائحتها، هو فعلنا. وكذلك الألم واللذة والصحة والشهوة...الخ. كل ذلك من فعل الإنسان.

 

ثانيًا: قال أبو الهذيل العلاف أحد شيوخ المعتزلة: هنالك فرق بين المتولدات. فكل ما تولَّد من أفعال الإنسان مما يُعلم كيفيته هو من فعله وما لا فلا. فالألم الحاصل من الضرب، وذهاب الحجر صعداً إذا رماه إلى أعلى، وسفلاً إذا رماه إلى أسفل ونحو ذلك، هو من فعل الإنسان.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم ، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالأحد, 03 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع