الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقف إطلاق النار بين حماس وكيان يهود الغاصب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وقف إطلاق النار بين حماس وكيان يهود الغاصب

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

دخل اتّفاق وقف إطلاق النّار لمدة أربعة أيام بين حماس وكيان يهود الغاصب حيّز التنفيذ في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، والذي شمل إطلاق سراح 50 محتجزاً يهودياً مقابل 150 سجيناً فلسطينياً ووصول الوقود والمساعدات الإنسانية إلى غزة.

 

التعليق:

 

إن إيقاف حرب الـ49 يوماً بين كيان يهود الغاصب وكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، مع وقف إطلاق النار لمدة 4 أيام، هو بلا شك مؤشّر على نجاح كتائب القسام وأهل غزة، وإشارة إلى أن كيان يهود الغاصب في وضع صعب.

 

ويبرز هذا النجاح في جوانب عدة:

 

1- وجهت مجموعة صغيرة من المسلمين ذات موارد محدودة ضربة قوية لكيان يهود الغاصب، وأنهت وَهْمَ "الجيش الذي لا يقهر"، وكشفت ضعفه وهشاشته، ودمّرت ثقته بنفسه وشعوره بالتفوق.

 

2- لأول مرة يشهد العالم كله الاحتلال والتهجير والمجازر والفظائع التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما، لكنها كانت مخفية ومرعبة. لقد شهدت الإبادة الجماعية التي نفذها كيان يهود في غزة بمجازر وحشية وهمجية لا تلتزم بأي قيم. إن هذه الحقائق المروعة، التي رأتها البشرية بوضوح، أنهت النظرة إلى يهود كشعب مظلوم تعرّض للإبادة الجماعية، وأظهرت لها مدى خطورة تهديد كيان يهود الغاصب ليس فقط على فلسطين، ولا على المسلمين وحدهم، بل على البشرية جمعاء.

 

3- لقد أظهرت أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر للشعوب الإسلامية أن حكامها لا يمثلونها، ومدى انفصالهم عنها وابتعادهم عنها في المشاعر والأفكار، وجعلتهم يدركون الانفصال الكبير والفجوة العميقة بينهم وبين من يحكمهم.

 

وجعلتهم يدركون كيف حبسهم الغرب الكافر الاستعماري في بلدانهم من خلال هؤلاء الحكام، وكيف قطعوهم عن الأمة، وكيف منعوهم من التحرّك وكيف أوقفوهم.

 

لقد علمت شعوب المسلمين أن هؤلاء الحكام لا يتّخذون أي خطوات ملموسة في مواجهة ما يحدث في غزة، وأن كيان يهود المحتل يستطيع أن يواصل مجازره في غزة بشجاعة يكتسبها من صمت هذه الأنظمة، وأن هذه الأنظمة هي جزءٌ لا يتجزأ من مشكلة كيان يهود الغاصب، وأنه لا بدّ من التخلص من هذه الأنظمة من أجل تحرير فلسطين.

 

4- وبدعمها لكيان يهود، كشفت الدول الغربية، وخاصة أمريكا، بوضوح مدى ابتعادها عن الإنسانية، وأنها لا تهتم إلاّ بقوتها ومصالحها، وأنها تعادي الإسلام والمسلمين بشكل علني، وكذلك فضحت نفاق الغرب وزيف القيم الغربية.

 

5- إن قيام شعوب البلاد الإسلامية وغير الإسلامية بتنظيم مظاهرات كبيرة نصرة لفلسطين وأهل غزة وإدانة للغرب الإمبريالي وكيان يهود الغاصب، رغم كل القيود والمحظورات، وضع فلسطين على أجندة البشرية جمعاء لأوّل مرة، وأدى إلى انقطاع تاريخي كشف أن المشكلة في فلسطين هي وجود كيان يهود الغاصب.

 

6- موقف وسلوك وتوجه أهل غزة الذين أُسروا في معسكر السّجن والموت، عاجزين ومجردين، أمام مجزرة ووحشية وإبادة جماعية ودمار غير مسبوق في العالم، كان للقوة التي استمدوها من إيمانهم وعقيدتهم أثر كبير على الشعوب الإسلامية والبشرية جمعاء.

 

إن النضال المشرف والشجاع الذي خاضته مجموعة صغيرة من المؤمنين ضد مجموعة أقوى منها بكثير، كان موضع إعجاب من الشعوب الإسلامية والبشرية جمعاء.

 

لقد أحدثت غزة صحوة لدى الشعوب الإسلامية ودمرت النظرة الإيجابية لكيان يهود الغاصب والحضارة الغربية لدى الشعوب غير المسلمة.

 

إن الإيمان الذي جعل مسلمي غزة بهذه القوة جذب انتباه الآخرين وأدى إلى التحول نحو الإسلام والتعاطف مع المسلمين.

 

7- كل هذا إنجاز عظيم ونصر عظيم.

 

ولن يعود شيء كما كان من الآن فصاعدا، لا في البلاد الإسلامية ولا في الدول الغربية.

 

ولا يمكن منع التغيير، ولا يمكن إيقافه، وهو أمرٌ لا مفرّ منه. والإسلام وحده هو الذي سيحدث هذا التغيير.

 

كل ما تبقى هو أن تتوحد الشعوب الإسلامية في ظلّ الخلافة الراشدة لتشكيل الأمة الإسلامية العظيمة، واقتلاع كيان يهود الغاصب من فلسطين، وإنهاء الهيمنة العالمية للغرب الكافر الإمبريالي، وإظهار تفوق الإسلام على العالم والبشرية جمعاء من خلال تطبيق الإسلام، وإعادة الأمة الإسلامية إلى مكانة أفضل أمة وتولي قيادة العالم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمزي عزيز – ولاية تركيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 06 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع