يا أهل غزة: ها أنتم تعلّمون الناس بأفعالكم وتحملون الإسلام بمواقفكم للعالم

الخبر:

عشرات النساء يعتنقن الإسلام في مسجد "ميدو هايتس" في ملبورن بأستراليا، والسبب؛ هو صمود أهالي غزة وصبرهم وإيمانهم. (يمني برس)

التعليق:

يا أهلنا في غزة: إن إيمانكم الراسخ بأن الأجل بيد الله وتسليمكم المطلق بقضاء الله سبحانه  جعلكم قدوة، يقتدي بكم كل من كانت لديه مخاوف على حياته وماله وأبنائه، وأدهش الكفار لدرجة أن منهم من دخل الإسلام.

دروس وعبر، هكذا هي الحرب على غزة، فمن فقد كل أحبابه صبر، ومن فقد حبيبتيه (عينيه) صبر، ومن لم يعد لديه قوت يومه احتسب، والقائمة تطول بما أصابهم، وجميع ردودهم كانت تعبر عن الاحتساب والرضا بالقضاء، وهذا يجب أن يكون حال كل مسلم موحد، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ». رواه مسلم.

فالحمد لله الذي مَنَّ علينا بأن جعلنا مسلمين، ثم الحمد لله أن هذا الدين للعالم أجمع، فها هن نساء من أستراليا يعتنقن الإسلام لما رأين فيه من عقيدة توافق الفطرة ويطمئن لها القلب، كيف لا وها هن نساء غزة المحتسبات يسطرن أروع الأمثلة، فَكُن خير مثل للرضا بما كتب الله، وكان رجالهن من أصبر الناس على الابتلاءات ويكتفون بقول (حسبنا الله ونعم الوكيل)، يا أهل غزة ها أنتم تعلمون الناس بأفعالكم وتحملون الإسلام بمواقفكم للعالم، سلام عليكم بما صبرتم.

أهلنا في غزة: إن هذه المواقف لن تنسينا ما علينا فعله، ولن نَركَن إلى صبركم ورضاكم وقوة عقيدتكم وننتظر منكم تحرير البلاد وأنتم أسرى، لن ننسى واجبنا كمسلمين تجاهكم بل تجاه فلسطين كلها، فمن المؤكد أننا ننتظر الجيوش الجرارة أن تحرر البلاد والعباد من بني صهيون، ننتظر أن يؤدوا واجبهم، وهنا الحديث للجيوش: ألم تروا المواقف التي تسطر بالذهب؟! ألم تشتاقوا لمواقف عزة كتلك التي يسطرها أفراد صدقوا الله في غزة؟!

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سوزان المجرات – الأرض المباركة (فلسطين)