الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مصر بين الأزمة الاقتصادية وفشل النظام والإرهاب والمصالحة والحوار

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مصر بين الأزمة الاقتصادية وفشل النظام والإرهاب والمصالحة والحوار

 

 

 

الخبر:

 

نشرت بوابة الشروق الاثنين 2022/5/16م، قول الدكتور محمد معيط وزير المالية المصري إن الوزارة خصصت 130 مليار جنيه كاحتياطي في موازنة العام المالي المقبل 2022-2023، لافتاً إلى زيادة مالية في أبواب الموازنة بحدود معينة، للتعامل مع آثار الأزمة الأوكرانية الروسية، وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج حضرة المواطن، الذي يقدمه الإعلامي سيد علي عبر فضائية الحدث اليوم، مساء الاثنين، أن 95% من عناصر الأزمة خارجي وليس داخليا، متابعاً: "نتعامل مع وضع خارجي، يأتي فيه الخطر من الخارج، ولا أحد يعلم مداه وموعد انتهائه". وشدد على أهمية إلمام الناس بالخطر الخارجي وصعوبة التنبؤ بما يحدث مستقبلاً، مضيفاً: "نجتهد ونعمل إضافة إلى ما فعلناه في الموازنة، ضغط الأزمة الخاصة بالحرب والموجة التضخمية واضطراب في سلاسل الإمداد وارتفاع تكلفة التمويل وعدم التيقن الشديدة للمستثمرين، تتفاعل مع بعضها وتؤثر على كل دول العالم بمستويات مختلفة"، ونوه وزير المالية، إلى أن الوضع القائم عالميا يمثل وضعا شديد الصعوبة وتحدياً كبيراً لأكثر من 100 دولة في العالم، لافتاً إلى أن الأزمة تصعب الحصول على الغذاء وتوافره بالأسعار الموجودة، بسبب ارتفاع الأسعار، وأشار إلى زيادة أسعار برميل البترول وطن القمح، فضلاً عن ارتفاع تكلفة النقل 5 أضعاف، وتكلفة التمويل بما يزيد عن الضعف، مشدداً على أهمية تكاتف الدولة والشعب والمؤسسات حتى تعبر مصر من الأزمة الحالية.

 

التعليق:

 

لا صوت يعلو فوق صوت الأزمة الاقتصادية التي تضرب مصر هذه الأيام ضربا متلاحقا، أزمة لا تطال مصر وحدها حقيقة لكن أثرها على مصر كبير بسبب سياسات النظام الرأسمالية لعقود خلت أفقدت البلاد القدرة على مواجهة أي أزمة طارئة، ما بين التفريط في حقول الغاز لصالح يهود إلى تشجيع زراعة المحاصيل التجارية غير الاستراتيجية بل ووصل الأمر إلى تقليل المساحة التي تزرع من محاصيل استراتيجية مهمة لأهل مصر كالأرز وقصب السكر والاكتفاء باستيراد القمح دون العمل على توسيع رقعة زراعته وبجودة عالية بما يمكّن من تصديره، مع إهمال وتعطيل الطاقة البشرية الهائلة المتمثلة في عدد السكان ووفرة الشباب القادر على العمل والإنتاج والقادر فعلا لو أتيحت له الفرصة وتحصّل على دعم ولو قليل على إنتاج ثروات هائلة من موارد مصر المتنوعة والمتعددة.

 

النظام المصري يحاول التملص من المسئولية عن الأزمة وتصديرها للناس في صورة أزمة عالمية أو كارثة طبيعية لم يكن في مقدور النظام التصدي لها ولا التخلص منها، بينما الأزمة هي أزمة النظام نفسه، أزمة في تبعيته للغرب وتطبيقه للنظام الرأسمالي وخضوعه لشروط وقرارات البنك الدولي سعيا وراء قروضه الربوية، التي لا تحتاجها مصر ولا ينال أهل مصر منها إلا تحملهم لما يتبعها من كوارث وما تقتطعه الدولة من أقواتهم وأرزاقهم لخدمة الدين.

 

ومع تعمق الأزمة وفشل النظام في احتوائها أو إلهاء الناس عنها وخشية من خلفه من أي انفجار محتمل قد تتسبب فيه، ولهذا فربما طلب السادة صراحة من النظام حوارا مع المعارضين القادرين على احتواء أي حراك محتمل، ووحدهم الإخوان من يملكون القدرة على ذلك ويملكون مقدارا من السذاجة يمكنهم من تسليم أي ثورة وحراك يسيطرون عليه لأمريكا مرة أخرى لتعيد إحكام سيطرتها من جديد، ولعل النظام في مصر الذي لا يريد معارضة ولا حتى منافسة في العمالة أبى أن يجلس معهم على طاولة حوار رغم استجدائهم لهذا فكانت الأحداث والاشتباكات الأخيرة في سيناء والتي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنها بعد أيام من حدوثها ربما أتت في تلك الآونة ليصدر النظام للناس عزفا على وتر الأمن والأمان وأن الأمن قبل الخبز وقبل الغذاء وأن عليهم الصبر والتحمل لأن النظام يحارب الإرهاب، الأمر الذي لم يعد ينطلي على الناس التي صارت تدرك أن الإرهاب صنيعة النظام وأن النظام فقط هو المستفيد من الإرهاب، وربما أراد النظام أن يوجه رسالة لسادته أنه لا زال يحارب الإرهاب وأن مسألة المصالحة والحوار مع الإخوان غير ممكنة أو ربما يريد أن يوفر بها مناخا يجبر من يسعون للمصالحة، لمصالحة وفق شروط النظام تتغاضى عن كل ما سفك من دماء، وتبقي على قياداتهم ونخبهم تحت قبضته في معتقلاته، أي مصالحة غير مشروطة من الإخوان ووفق شروط النظام فقط، في النهاية هي حوار ومصالحة لو تمت ستكون في صالح أمريكا، وستكون الغاية منها احتواء أي حراك أو انفجار وشيك تحت ضغط الأزمات الاقتصادية المتلاحقة والتي يصعب على الناس التكيف معها.

 

إن المصالحة مع النظام ليست مجرد سذاجة بل هي خيانة لله ورسوله ودينه وانخراط في نظام مجرم يحارب الإسلام وأهله، نربأ بإخواننا أن يقعوا فيه حتى لو كان على شروطهم وليس على شروط النظام، فإننا نربأ بهم أن يكونوا طوق نجاة لنظام يغرق ولا سبيل لنجاته، ولتعلموا أن النظام ومن خلفه لا يجلس معكم على الطاولة ولا يلجأ إليكم إلا عندما تغلق في وجهه كل السبل ويفقد كل الحلول، فلا تكونوا مطية يمتطيها ليصل لمأمنه كما فعل سابقا وسابقا واسمعوا منا ما لم تسمعوه من قبل فإن حزب التحرير لكم ناصح أمين لن يكذبكم ويرجو الخير لكم فلا تضيعوا جهودكم ولتكن من أجل تطبيق الإسلام في دولته الخلافة الراشدة.

 

إن ما تعيشه مصر من أزمات متلاحقة يسهل علاجها والتصدي لها بعيدا عن الرأسمالية ومعالجاتها التي تزيد الخرق اتساعا وتعمق المشكلات وتزيد حدتها، والعلاج يبدأ باقتلاع هذا النظام الذي يرفض تطبيق الإسلام ويحارب تطبيقه ويحارب العاملين له، على أن يكون اقتلاعا شاملا يقتلع كل أدواته ورموزه ومنفذيه تطهيرا شاملا لكل أركان الدولة لتبنى من جديد على أساس الإسلام وعقيدته؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، الدولة التي تكفل الانعتاق من التبعية للغرب وتحمي ثروات البلاد من النهب وتمكن الناس من الانتفاع بموارد الدولة وخيراتها وتدعم زراعتهم وصناعتهم وإعمارهم للأرض، وتعيد ربط النقود بالذهب، ومصر تستطيع ذلك بحدودها القطرية وما تملكه فيها من ذهب، فتقضي بذلك على التضخم وآثاره وتحفظ أقوات الناس ومدخراتهم وجهودهم وتحميها من نهب الرأسماليين وسرقتهم.

 

وإننا في حزب التحرير نضع بين أيديكم مشروع الإسلام كاملا جاهزا للتطبيق فورا وفيه كل المعالجات التي تضمن النهوض بمصر والأمة وتتكفل بعبورها كل الأزمات لا بعصا سحرية ولكن بحلول واقعية تستغل الطاقات البشرية المعطلة في إنتاج الثروات من الموارد المتنوعة، وإننا نخاطب المخلصين من أبناء الأمة في جيش الكنانة في خضم هذه الأحداث وهم يرون ما يعيشه الناس من بؤس وشقاء، وهم من يحتمي بهم النظام من غضب الناس وثورتهم وهم من يقمعون كل من يخرج له صوت مطالبا بحقه المغصوب.

 

أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن ما يمنحكم النظام من رشى ومميزات لن ينفعكم أمام الله عز وجل ولن يغني عنكم غمسة واحدة في جهنم، فسارعوا بالبراءة منه ومن أوزاره، ولتعلموا أنه لو كان على حق لما لجأ لرشوتكم ليشتري ويضمن ولاءكم، وإننا نخاطب دينكم وعقيدتكم، صلاتكم وصيامكم وحجكم لله عز وجل، نخاطب نخوتكم وغيرتكم على دين الله وحرماته، ألا ترون كيف بلغ الحال بأهلكم؟ أتنتظرون أن يأكل بعضهم بعضا وأنتم تنظرون؟! إن الحل في أيديكم أنتم ووحدكم من يستطيع تغيير المعادلة بانحيازكم لأمتكم ودينكم ونصرتكم للمخلصين منكم القادرين حقا على تطبيق الإسلام في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فضموا أيديهم، فالإسلام يستصرخكم ويستنصركم، فمن للإسلام إن لم يكن أنتم، ومن ينصره غيركم؟! فبادروا نصرة لله عز وجل تقام بها دولة العز والكرامة؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالخميس, 19 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع