الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الأسلحة والأموال الغربية تدفقت على أوكرانيا، بينما فلسطين تغرق في رثاء الغرب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأسلحة والأموال الغربية تدفقت على أوكرانيا، بينما فلسطين تغرق في رثاء الغرب

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

بعد مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة بنيران كيان يهود في جنين، صدر بيان صحفي لرئيس مجلس الأمن الدّولي في 13 أيار/مايو 2022 على النحوّ التالي:

 

استنكر أعضاء مجلس الأمن بشدّة مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة وإصابة صحفي آخر في مدينة جنين الفلسطينية بتاريخ 11 أيار/مايو 2022.

 

ونقل أعضاء مجلس الأمن تعازيهم وخالص مواساتهم لأسرة الضحية.

 

ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى إجراء تحقيق فوري وشامل وشفّاف وعادل ونزيه في مقتلها، وشدّدوا على ضرورة ضمان المساءلة.

 

وكرّر أعضاء مجلس الأمن التأكيد على وجوب حماية الصحفيين بصفتهم مدنيين.

 

وأكدّ أعضاء مجلس الأمن أنهم مستمرون في مراقبة الوضع عن كثب.

 

التعليق:

 

اتّفق أعضاء مجلس الأمن بالإجماع على هذا البيان غير المجدي الذي يحذف الكثير. فلم يذكر البيان اسم كيان يهود، على الرّغم من أنّه من غير المعقول أبدا أن يكون أي طرف آخر مذنباً. كان العنوان الرئيسي لصحيفة نيويورك تايمز حول مقتل أبو عاقلة أكثر افتقاراً، حيث ذكرت ببساطة في نسختها الأولى أنها "... ماتت في سن 51"، وهي طريقة غريبة لوصف وفاة مراسلة ترتدي أوراق اعتماد صحفية ويمكن التعرّف عليها بوضوح والتي أصيبت برصاصة في وجهها فيما أصيب صحفي آخر بالرّصاص وأصيب من حاول إنقاذ أبو عاقلة بإطلاق النار لعدّة دقائق. في وقت لاحق غيّرت صحيفة نيويورك تايمز عنوانها الرئيسي للاعتراف بأنها "قُتلت بالرّصاص"، على الرّغم من أنها اعتذرت أيضاً عن تحميل قناة الجزيرة اللّوم على كيان يهود.

 

ربما كانت وسائل الإعلام الغربية حريصة على عدم اتهام قوات كيان يهود بإطلاق النّار قبل أن يكون هناك دليل قاطع، لكنها لم تكن حذرة أبدا عندما يتعلق الأمر بالاتهامات ضد القوات الروسية في أوكرانيا. حيث سارعوا إلى إصدار عناوين الأخبار وهم يلومون الروس على كل تفجير ومقتل لمدنيين. عندما انتقدت روسيا لنشرها ما لم يتمّ إثباته بعد في المحكمة الجنائية الدولية على أنه حقيقة، هناك رد مشترك. فقد ردّت وسائل الإعلام والسياسيون بأن هذه حرب بوتين وبالتعريف كل شيء سيئ يحدث هو خطأ بوتين، لأنّه لو لم يغزُ أوكرانيا فإن الجرائم التي اتُهم جنوده بارتكابها ما كانت لتحدث أبداً. يمكن تطبيق هذا المنطق نفسه على فلسطين أيضاً، لكنه لا يطبق هناك.

 

كيان يهود يُعاقب كل جنين حيث قُتلت شيرين، لأن جنين مصدر هجمات على يهود داخل كيانهم، مثلما قتل الروس المدنيين في بوتشا بدم بارد لخسائرهم العسكرية في تلك المنطقة. علاوةً على ذلك، جنين هي مدينة محتلة، لا تقل عن بوتشا في أوكرانيا! لكي نكون منصفين وغير متحيزين، إذن، يجب على الصحافة الغربية أن تقول إن أبو عاقلة قُتلت بالرّصاص خلال عملية عسكرية على يد كيان يهود، خاصةً في الضفة الغربية المحتلة. مثل هذا البيان لا يذهب إلى حدّ القول من أطلق النار عليها، لكن هذا سيكون أكثر توافقاً مع لغة حرب بوتين التي تستخدمها الصحافة لوصف غزو أوكرانيا.

 

مع ذلك، تلقّى كيان يهود بعض الإدانات على الأقل لوحشية الشرطة في جنازة أبو عاقلة. قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "لقد انزعجنا بشدّة من صور الشرطة (الإسرائيلية) تتدخل في موكب جنازة الأمريكية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة"، وصرّح منسّق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن: "الاتحاد الأوروبي مرعوب من المشاهد التي عُرضت ذلك اليوم الجمعة خلال تشييع جنازة الصحفية الأمريكية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في القدس الشرقية المحتلة. يدين الاتحاد الأوروبي الاستخدام غير الضروري للقّوة والسلوك غير المحترم على يد شرطة كيان يهود ضدّ المشاركين في موكب الحداد... ويكرّر الاتحاد الأوروبي دعوته لإجراء تحقيق شامل ومستقل يوضّح جميع ملابسات وفاة شيرين أبو عاقلة والذي يقدم المسؤولين عن ذلك للعدالة".

 

كانت التحقيقات والإدانات على مدى عقود ردود فعل الحكومات الغربية على الإجراءات التي اتخذتها قوات كيان يهود في الضفة الغربية، والتي تتناقض مع الرّد على احتلال روسيا لأجزاء من أوكرانيا. تتدفق المساعدات العسكرية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا: مثل جفلين، وستينجر، وNLAW، ومدافع الهاوتزر، والدّبابات، وصواريخ نبتون المضّادة للسفن، وأكثر من ذلك بكثير. بالإضافة إلى ذلك، تمّ فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، لدرجة أن الأوروبيين والأمريكيين يعانون من ارتفاع الأسعار ومن المتوّقع أن يكون أسوأ بكثير بالنسبة لأسعار الوقود مع اقتراب فصل الشتاء. تمّت مصادرة الأصول الروسية وبيعها لدفع ثمن الأضرار التي تلحقها روسيا بأوكرانيا.

 

هل يتمّ الاستيلاء على أصول كيان يهود لدفع ثمن الأضرار التي لحقت بالضفة الغربية أو غزة؟ هل يخضع كيان يهود لعقوبات بسبب احتلاله لفلسطين؟ هل يرسل الغرب عتاداً عسكرياً لمساعدة الفلسطينيين للدّفاع عن أنفسهم؟ الجواب بالطبع لا في كل مرة، والأسوأ من ذلك أن المقاومين يوسمون بالإرهابيين، والأسلحة والدعم المالي يُمنح بوفرة للمحتل. حتى المساعدة الضئيلة التي قدمتها الأونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردهم كيان يهود آخذة في الجفاف. ربّما، عندما كان بوتين يفكّر في غزو أوكرانيا، نظر إلى حروب الغرب الجائرة واحتلاله ودعمه للمحتلين واعتقد أنه لن يتمّ تطبيق سوى عقوبات رمزية خفيفة على روسيا بسبب غزوها. إذا كان الأمر كذلك، فقد استخفّ بالنفاق الغربي بقدر ما قلّل وأخطأ في تقدير أشياء أخرى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

آخر تعديل علىالأربعاء, 18 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع